حادث نيوزيلندا الإرهابي.. ومواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”

 

جاءت مذبحة نيوزيلندا الإرهابية البشعة، التي ارتكبها الإرهابي الأسترالي “برينتون تارانت” ضد المصلين العزل بمسجدين بمدينة كرايست تشيرش أثناء صلاة الجمعة في 15 مارس 2019م، وراح ضحيتها أكثر من 100 مسلم بين شهيد وجريح؛ جاءت كنتاج لخطاب الكراهية والعنصرية وحملات التحريض ضد الإسلام والمسلمين المستمرة في الغرب خلال السنوات الأخيرة.

فصناعة “الإسلاموفوبيا” النشطة، بمراكزها ومؤسساتها وأجهزتها الإعلامية وأبواقها السياسية، مسؤولة عن إذكاء هذه الحالة المتفاقمة من العداء والكراهية وتوفير الذرائع لها.

وكثير من الحكومات الغربية كانت جزءاً من مشهد “الإسلاموفوبيا”، وبعضها استخدم هذا الخطاب العنصري التعبوي ضد المسلمين كوسيلة وضيعة للوصول للحكم.

فالإرهاب العنصري المتزايد تقف خلفه خطابات الكراهية والعداء للإسلام والأجانب والمهاجرين التي تبثها وسائل إعلام وسياسيون يمينيون متطرفون بالغرب منذ فترة ليست بالقصيرة.

والمتابع لخريطة الجرائم الإرهابية التي ارتكبت في أوروبا وأمريكا خلال السنوات الأخيرة يجد أن الغالبية العظمى منها قام بها غير مسلمين، ففي دراسة نشرها موقع “ديلي بيست” الأمريكي، كشف أن 98% من جرائم الإرهاب في أوروبا، و94% في أمريكا، منفذوها ليسوا مسلمين، ومع ذلك دائماً الإسلام والمسلمون هم المتهمون بالإرهاب في نظر الإعلام الغربي.

وحادثة نيوزيلندا الإرهابية يجب ألا تمر مرور الكرام، دون توظيفها بالشكل الملائم لتصحيح حزمة المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين.

يجب على الدول والمنظمات الإسلامية استغلال هذا الحادث البشع في الضغط لتجريم “الإسلاموفوبيا”.

وإعلامياً؛ لا بد من بيان عنصرية هذه الجماعات التي انتشرت في الغرب التي تستحضر الإرث الصليبي البغيض، وبيان تناقض الغرب في التعامل مع الحوادث الإرهابية حسب ديانة مرتكبيها.

ولا بد من استغلال تعاطف بعض مواطني الدول الغربية مع ضحايا الحادث؛ للضغط على الساسة المعادين للإسلام وأصحاب الخطاب العنصري بدولهم لتغيير خطابهم، ووقف تحريضهم.

بيان حقيقة دعاة حقوق الإنسان وكيف يتم غض الطرف عن حقوق المسلمين الذين يتعرضون لأبشع أنواع القهر في بورما، وتركستان الشرقية، وكشمير، وفلسطين.. وغيرها، فحقيقة الأمر أن هذه الحقوق لا تطبق إلا على الإنسان غير المسلم في الأغلب الأعم.

ينبغي الضغط بكل قوة لعدم تمرير مصطلحات مثل “الإرهاب الإسلامي”، وإيقاف استخدامه تماماً سواء في وسائل الإعلام أو على لسان الساسة.

يجب علينا جميعاً أن نعمل على عودة الإسلام والمسلمين إلى مواقع التأثير العالمي والفعل وليس مجرد ردود الأفعال، وهذا لن يحدث إلا بعودة صادقة إلى ديننا وكتاب ربنا وسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

ضرورة توجيه خطاب يرفض الكراهية ويحض على التعايش السلمي بين البشر، والتعريف بالإسلام وقيمه وأخلاقه ودعوة غير المسلمين للتعرف عليه.

الجاليات المسلمة بالغرب مطالبة بالعمل على تجريم “الإسلاموفوبيا”، وحث حكوماتها على توفير الحماية الأمنية للمساجد.

مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بعقد دورة خاصة للجمعية العامة لأجل تصنيف “الإسلاموفوبيا” كشكل من أشكال العنصرية.

Exit mobile version