أهالي شهداء “يوم الأرض” يروون لـ”المجتمع”: لحظات فداء أرض فلسطين

يعد يوم الأرض الخالد التي وقعت أحداثه في الثلاثين من مارس عام 1976 حين تصدى أهالي الداخل الفلسطيني المحتل لعمليات الاستيلاء على الأرض الفلسطينية فوقع ستة شهداء ارتوت الأرض بدمائهم ليعلن عن هذا التاريخ يوماً للأرض، كرمز وطني للدفاع عن الأرض العربية الفلسطينية، وليكن تاريخاً فارقاً في الدفاع عن الهوية والأرض، ويحيي الفلسطينيون في كل عام “يوم الأرض” من خلال مسيرات تنظم في كل أماكن الوجود الفلسطيني.

“المجتمع” تلتقي بعائلات شهداء يوم الأرض لتستمع لأحاديثهم عن استشهاد ذويهم أثناء تصديهم لعمليات الاستيلاء الإسرائيلية على الأرض في الجليل والمثلث وأم الفحم وكفر كنا.

عشق الشهادة من أجل فلسطين فنالها

تقول جليلة أبو ريا، ابنه شهيد “يوم الأرض” رجا أبو ريا، لـ”المجتمع”: “يوم الأرض” هو يوم الكرامة والفخر بأبي الذي استشهد وكان عمره 23 عاماً وجميع الشهداء الذين قدموا أرواحهم للأرض والوطن، وكل ما يملكون لأجل الأرض وكرامة الشعب الفلسطيني.

وأشارت أبو ريا إلى أن “يوم الأرض” بالنسبة لها يوم تختلط فيه المشاعر والأحاسيس بين حزن على فقدان الأب والسند، والعز والفخر بالإرث الكبير الذي تركه لي والدي الشهيد، إنه يوم ليس كباقي الأيام.

وتضيف أبو ريا عن تفاصيل حياة والدها: كان يعمل في البناء، وحين استشهد كان له 4 بنات؛ الكبرى أربع سنوات، والصغرى ثلاثة أشهر، كان يحب أهل بيته وأرضه حباً لا يوصف لدرجة أنه كان يتمنى الشهادة ويذكرها دائماً في حديثه.

وعن يوم استشهاده تقول أبو ريا: نزل للمواجهة للدفاع عن الأرض  وردد عبارات “الموت ولا الذل”، ونزل لمواجهة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والقنابل والدبابات والمجنزرات، وهناك قنصه أحد الجنود برأسه وترك ينزف ولم يسمح الجنود لأقاربه بإسعافه حتى ارتقت روحه شهيداً من أجل فلسطين.

وعن إحياء يوم الأرض للعائلة تقول أبو ريا: في يوم الأرض يتجمع جميع أفراد عائلاتنا في بيت الوالدة ومن ثم الذهاب لضريح الوالد الشهيد والنصب التذكاري لشهداء “يوم الأرض” لوضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة، ومن ثم المشاركة في المسيرات التي تجوب شوارع سخنين، وإذا كانت هناك مسيرات مركزية في البلاد المجاورة نشترك بها أيضاً.

ووجهت أبو ريا رسالة للشعب الفلسطيني في ذكرى استشهاد والدها وقالت: رسالتي لإخوتي الفلسطينيين أينما كانوا، أن نحافظ على البقية الباقية من أرضنا والوقوف في وجه المحتل الغاصب، علينا أولًا بالوحدة لأن همنا ودمنا وقضيتنا واحدة، وعدم التفريط أو التنازل عن ذرة من تراب هذا الوطن الغالي الذي لأجله دفع الشهداء حياتهم ثمناً له.

بداية عهد جديد في الدفاع عن الأرض

ولحسان شقيق الشهيد محسن طه شهيد “يوم الأرض” في كفر كنا داخل فلسطين المحتلة عام 1948 رواية ممزوجة بالألم، لكن اختار بداية حديثه لـ”المجتمع” بتوجيه تحية للقيادة والشعب الكويتي على دعمهم المتواصل للشعب الفلسطيني فقال: أنا أعشق الكويت وشعبها لأنهم دائماً مناصرون لفلسطين وقضيتها العادلة.

ويقول طه: “يوم الأرض” شكّل للفلسطينيين نقطة تحول في العلاقة مع الكيان الغاصب، حيث كانت هبة جماهيرية قوية انكسر فيها حاجز الخوف وشكل بداية تنظيم الفلسطينيين في الداخل المحتل لأحزاب وطنية، وأصبحت العلاقة مع الكيان علاقة مقاومة من خلال إضرابات وهبات ومواجهات.

وتابع: بعد “يوم الأرض” بسنوات كانت انتفاضة الحجارة والأقصى وسقط شهداء، ما قبل يوم الأرض شيء وبعده شيء آخر.

Exit mobile version