الاحتلال يحاول جر “الأوقاف” إلى المحاكم الإسرائيلية في قضية باب الرحمة

يحاول الاحتلال في مدينة القدس تجسيد ظاهرة تدخل المحاكم الإسرائيلية في أوضاع المسجد الأقصى، وفي قضية باب الرحمة الذي تم فتحه بقرار مقدسي شعبي ودعم من الأوقاف في السادس عشر من فبراير الماضي، وأقيمت فيه الصلوات، وأصدرت محاكم الاحتلال قراراً يقضي بإغلاقه.

يقول مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لـ”المجتمع”: الاحتلال يريد جر الأوقاف الإسلامية إلى المحاكم الإسرائيلية حتى تكون هناك صلاحية لهذه المحاكم في المستقبل على أوضاع المسجد الأقصى، وموقف الأوقاف في هذه المسألة ثابت غير قابل للتأويل، وهو عدم صلاحية المحاكم الإسرائيلية للبت في أي شبر من مساحة المسجد الأقصى.

وعن إجراءات شرطة الاحتلال في مصلى باب مبنى الرحمة قال الكسواني: هناك 53 موظفاً من الأوقاف تم استهدافهم بالاعتقال والإبعاد و42 حارساً من حراس المسجد الأقصى، فكل من يقوم بفتح المبنى يتم اعتقاله على الفور، وهذه الإجراءات لن تغير شيئاً في الموقف الرسمي.

أما عن الترميم، فقال الكسواني: هناك قرار بترميم مبنى الرحمة ورصد مبلغ 200 ألف دينار من وزارة الوقاف الأردنية بشكل أولي، إلا أن الاحتلال يمنع الشروع في عملية الترميم وهو الذي يتحمل المسؤولية عن أي تداعيات في المكان، فالأوقاف تريد ترميم المكان باعتباره جزءاً أصيلاً من مساحة المسجد الأقصى المبارك.

وأضاف: الاحتلال يمنع الاحتلال الأوقاف من إدخال أي مواد إلى داخل المسجد الأقصى حتى لو كانت مواد تنظيف لدورات المياه منذ فتح باب مبنى الرحمة، كإجراء عقابي على استمرار فتح باب مبنى الرحمة.

وطالب الكسواني المجتمعين في القمة العربية مناقشة أوضاع المسجد الأقصى ومدينة القدس وأن يكون لهما الأولوية، لأن الاحتلال لا يتوقف عن إجراءاته التهويدية.

ويقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس د. عكرمة صبري: ما يتعلق بالمسجد الأقصى من مصليات ومحاريب ومصاطب وأروقة وسور هو ملك للمسلمين والمساحة الواقعة داخل السور وهي 144 دونماً لا يحق للقضاء والمحاكم التدخل فيها، كما أن كل القرارات الصادرة عن حكومة الاحتلال ومن الكنيست التي تسن التشريعات العنصرية لا قيمة لها من الناحية العملية، فموقف الأوقاف لا لبس فيه ولا غبار، وتحاول حكومة الاحتلال إظهار سطوة المحاكم الإسرائيلية حتى تتحول القضية إلى أمر قانوني يتم البت فيه لاحقاً.

وأشار صبري إلى أن هناك استهدافاً مقصوداً ومتعمداً من قبل المقتحمين المتطرفين للمنطقة الشرقية ومبنى باب الرحمة؛ لأن مخططهم هو تحويله إلى كنيس يهودي لا قدر الله، وفتح الباب في فبراير الماضي منع كارثة كادت أن تقع ولا لأي خطوة إلى الوراء، ولا بد من دور عربي إسلامي فاعل لدعم الموقف داخل المسجد الأقصى المتمثل بالأوقاف والحاضنة المقدسية، فالاحتلال يسخر كل إمكانياته للحرب على المسجد الأقصى، ومن واجبنا تسخير كل إمكانيات العرب والمسلمين لحماية المسجد الأقصى.

Exit mobile version