مليونية العودة والأرض.. مصابون وشهداء ومشاهد

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، استشهاد فلسطينيين اثنين، وإصابة 138 بجروح، إثر اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين في مسيرة “مليونية العودة والأرض” قرب الحدود الشرقية للقطاع.

وقالت الوزارة، في بيان لها: إن الفلسطيني نضال صقر عمارة (17 عاماً)، استشهد بعد ظهر اليوم شرقي مدينة غزة، بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما استشهد محمد جهاد سعد (20 عاماً)، صباح اليوم.

وذكرت وزارة الصحة أن 138 متظاهراً أُصيبوا بجروح مختلفة، بينهم 24 بالرصاص الحي و7 بالرصاص المعدني و6 بشظايا الرصاص، فيما أصيب 17 بقنابل الغاز بشكل مباشر، و45 بانفجار قنابل الغاز والصوت، و39 بإصابات أخرى (لم توضحها),

وأشارت إلى أن من بين المصابين 8 وصفت جراحهم بالخطيرة و58 بالمتوسطة.

وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت، في مسيرات حاشدة تجمعت في 5 نقاط قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل، ضمن ما يعرف بـ “مليونية العودة والأرض”، التي تخرج بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات “العودة وكسر الحصار” المتوافقة مع ذكرى “يوم الأرض”.

وأفاد مراسل “الأناضول” أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين احتشدوا في 5 مناطق قرب السياج الحدودي الفاصل بين القطاع ودولة الاحتلال.

وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب برحيل الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.

السنوار: نحن بالمرصاد

من جانبه، قال رئيس حركة حماس، بقطاع غزة، يحيى السنوار: إن حركته سوف تتصدى لأي اعتداءات إسرائيلية على القطاع.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال تواجده في المسيرات، شرقي مدينة غزة: نحن بالمرصاد لأي جرائم يرتكبها نتنياهو، ولن نألوا جهداً في الدفاع عن أهلنا.

وتابع: رغم البطش والقهر والتجويع، شعبنا يؤكد تمسكه بالثوابت وبحق العودة، مهما تنازل المتنازلون (..)، شعبنا يؤكد أنه ماض وأنه سيكسر الحصار بعز عزيز أو بذل ذليل.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي من قواته على طول الحدود مع غزة، واعتلى العشرات من قناصة الجيش تلال رملية تقابل مناطق تجمع المتظاهرين الفلسطينيين، بحسب ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية لمراسل “الأناضول”.

وذكر شهود عيان لوكالة “الأناضول”، أن آليات عسكرية “إسرائيلية” تتجول بكثافة على طول الحدود مع غزة.

وقدّر الجيش “الإسرائيلي” أعداد المشاركين بنحو 40 ألف فلسطيني، وقال في بيان وصل وكالة “الأناضول”: إن المتظاهرين قذفوا الحجارة وأحرقوا الإطارات المطاطية، مشيراً إلى أن معظم المتظاهرين “يتواجدون في عمق القطاع”.

وأضاف أن جنوده “يستخدمون وسائل تفريق المظاهرات وإطلاق النار وفقًا لتعليمات اطلاق النار”.

مشاهد من المسيرات

وحمل المتظاهرون، الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات تطالب برحيل الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.

وفي تصريح لـ”الأناضول”، قال منتصر أبو سلطان، عضو اللجنة القانونية للهيئة الوطنية العليا لمسيرات “العودة وكسر الحصار” (مؤلفة من الفصائل الفلسطينية): إن “الشعب الفلسطيني يشارك في مليونية العودة والأرض ليجدد حقه بالعودة لأرضه ورفع الحصار عن غزة”.

وأضاف أبو سلطان:” مسيرات العودة نجحت على مدار عام في التأكيد على حق الفلسطينيين بالعودة لأرضهم، وأوصلت رسالة للمجتمع الدولي بأنه يجب أن يفي بكافة التزاماته تجاه حقوق الشعب الفلسطيني”.

وشهدت مناطق المسيرات، فعاليات تراثية فلسطينية، حيث أدى المتظاهرون رقصات شعبية، ورددوا أغان وطنية على وقع معزوفات تراثية.

وفي مشهد لافت، اجتمع عدد من كبار السن والشبان في خيمة تراثية كبيرة وبدأ أحدهم بالعزف على آلة “الربابة” (آلة موسيقية قديمة من وتر واحد)، وغنى ثان أبيات شعر من قصائد شعبية فلسطينية قديمة.

وعلى مقربة من تلك الخيمة، تجمع عدد من الشبان وبدؤوا بأداء رقصات تراثية، فيما أعدت مجموعة من النسوة “خبز الصاج” ووزعنه على المتظاهرين.

وقالت أريج الأشقر، إحدى الفلسطينيات المشاركات بـ”مليونية العودة والأرض” لمراسل وكالة “الأناضول”: إن “المرأة الفلسطينية جاءت هنا لتثبت أن لها الحق بالعودة لأرضها المحتلة عام 1948، ولكسر الحصار الظالم عن غزة”.

وأضافت:” نطالب برحيل الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وبرفع الحصار عن غزة وبإنهاء الانقسام الفلسطيني”.

وذكرت الأشقر أن “المرأة الفلسطينية بمشاركتها في المسيرة تعزز دورها النضالي، وتؤكد على حقها بالمشاركة في مقاومة الاحتلال”.

وانتشر العشرات من الباعة الجائلين في المناطق الحدودية، حيث وجدوا من المسيرات مكانا لترويج بضائعهم من الأطعمة والمسليات والمرطبات.

وفي زاوية أخرى من التظاهرات، اقترب شبان فلسطينيون من السياج الفاصل، وبدأوا برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة، فيما أشعل آخرون إطارات المركبات المطاطية.

واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية الشبان المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

وذكر مسعفون فلسطينيون لوكالة “الأناضول”، أن العشرات من المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.

من ناحيتها، نشرت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، منذ ساعات صباح اليوم، 8 آلاف عنصر أمن في محافظات القطاع والطرق المؤدية إلى المناطق الحدودية لتأمين فعاليات مسيرات “مليونية الأرض والعودة”.

وقالت الوزارة، في بيان وصل “الأناضول” نسخة منه: إنها نشرت 8 آلاف عنصر من كافة الأجهزة الأمنية والشرطية والخدماتية التابعة لها، في شوارع ومفترقات الطرق الرئيسية بقطاع غزة والطرق المؤدية إلى تجمعات المتظاهرين قرب حدود القطاع.

وأضافت أن “نشر هذه العناصر يأتي في إطار مساندة جماهير شعبنا في إحياء فعاليات مليونية الأرض والعودة”.

وقبل عام من اليوم، انطلقت للمرة الأولى مسيرات “العودة وكسر الحصار” قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن القطاع.

ويقمع جيش الاحتلال الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، مما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف.

Exit mobile version