طائرات الاحتلال تنشر الخوف والرعب في صفوف الأطفال بعد قصف غزة

عاش قطاع غزة خلال الساعات الماضية على وقع عشرات الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال على مناطق مختلفة من القطاع المحاصر، ناشرة الدمار والرعب والخوف في صفوف المدنيين العزل خاصة الأطفال الذين هربوا لأحضان أمهاتهم علهم يجدون المكان الآمن في ظل الانفجارات التي تسمع في كل مكان بغزة.

وشنت طائرات الاحتلال أكثر من 50 غارة جوية على قطاع غزة استهدفت مباني سكنية ومقرات وملاعب ومساجد، وقد أحدثت تلك الغارات دماراً هائلاً، ودخاناً ما زال يتصاعد من مناطق متعددة من القطاع نتيجة القصف الصهيوني.

الأطفال يخافون من الموت

تقول الطفلة هديل شبات (11 عاماً) من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة لـ”المجتمع”: “أنا خائفة أموت مثل بنات جيراننا اللاتي استشهدن في الحرب عام 2014 بعد قصف منزلهن.. القصف من الطائرات كان جنب بيتنا.. هربت.. كل الليل وأنا لم أنم خائفة من قصف بيتنا”.

ويقول عبدالكريم شبات، والد الطفلة هديل، لـ”المجتمع”: “هديل وبقية أطفالي الأربعة أضعهم بجانبي، كل الليل هم يصرخون، كل ما يسمعون صوت انفجار يتعالى صراخهم.. هذا الاحتلال مجرم لا يرحم لا صغيراً ولا كبيراً.. لا أستطيع إغلاق نوافذ المنزل خوفاً من تهشمه بفعل القصف والانفجارات، وخوفاً من أن يتطاير الزجاج على الأطفال نتيجة القصف”.

وأشار شبات إلى أن الرعب والخوف دب في صفوف الأطفال بالحي حين شاهدوا النيران تشتعل من مسجد عمر بن عبدالعزيز الذي تم قصفه من قبل طائرات الاحتلال وتدميره للمرة الثانية، حتى المساجد والأطفال ولا الشيوخ لم يسلموا من قصف الاحتلال.

آثار نفسية

من جانبه، يقول مدير الإغاثة الطبية في لجان العمل الصحي الفلسطينية، مصطفى عابد، لـ”المجتمع”: إن قصف الاحتلال بطائرات “أف 16” لمناطق سكنية مأهولة بالسكان مثل ما حدث في بيت حانون ومدينة غزة، ترك آثار نفسية خطيرة عند الأطفال الذين أرعبهم صوت الانفجارات وركام المنازل التي تناثرت في الشوارع.

وأشار عابد إلى أن ما يحدث هو استهداف للطفولة والإنسان الفلسطيني، كل الطلبة لم يذهبوا للمدارس خوفاً من ذويهم على حياتهم، لأن القصف العشوائي من قبل الاحتلال لا يفرق بين صغير وكبير، خاصة إذا ما علمنا أن الاحتلال قتل خلال الأشهر الماضية 49 طالباً فلسطينياً.

وأكد عابد أن الأطفال في ظل الظروف الصعبة الحالية يحتاجون لرعاية نفسية وتواصل من الأطباء والأهل حتى يتجاوزا هذه المرحلة الصعبة التي بدون تأكيد ستكون لها انعكاسات خطيرة على حياتهم وأوضاعهم النفسية.

ويشار إلى أن الاحتلال قتل وأصاب عشرات الأطفال الفلسطينيين خلال مشاركتهم في مسيرات العودة وكسر الحصار في انتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حماية الأطفال وقت الحروب والأزمات.

Exit mobile version