المقدسية زينة عمرو: الاحتلال يستهدف نساء القدس بالابتزاز والإبعاد والاعتقال والتحقيق المذل

بحلول يوم المرأة العالمي، تعاني المرأة المقدسية من إجراءات عنصرية ووحشية لا تتحملها الجبال، فهي ملاحقة ميدانياً خارج منزلها وداخله بإجراءات التهديد بالهدم والاعتقال.

الناشطة المقدسية زينة عمرو نموذج من القهر والإذلال والملاحقة، فالاحتلال حاصرها بكل الوسائل والأساليب، وكأنها تمتلك من الوسائل المادية ما تهدد به كيان دولة الاحتلال.

إجراءات مؤلمة

تبدأ الناشطة زينة عمرو حديثها لـ”المجتمع” قائلة: “مجموع قرارات الإبعاد التي صدرت بحقي عشرة، قرارات ظالمة بمجموع ثلاث سنوات على فترات متفاوتة، وعدد الاعتقالات ما يزيد على ست مرات، والمحاكمات كثيرة وجلسات التحقيق في غرف 4، كانت تمتد لساعات طوال في جو من الضغط النفسي والتهديد والحرمان والعزل والابتزاز، كما تم كسر فكي وأسناني وجرح في رأسي من قبل وحداتهم المتوحشة والمتعطشة لدماء الفلسطينيين وخصوصاً المقدسيين منهم، فالاحتلال لم يترك وسيلة مؤلمة على النفس وعلى المحيط العائلي إلا وتم استخدامها، ومازال الاحتلال يلاحق المرأة المقدسية باعتبارها الحاضنة لجيل القدس الذي يدافع عن “الأقصى”، فمن خلال استهداف المرأة المقدسية يتم استهداف جيل الشباب المقدسي، ومن هنا ركزت مخابرات الاحتلال على نساء القدس كي يتم تحييدهن عن المسجد الأقصى والمعركة اليومية الدائرة من اقتحامات للمستوطنين ومحاولة بناء كنيس في مبنى باب الرحمة في المنطقة الشرقية.

ما يجري في غرف (4)

تتحدث المقدسية زينة عمرو عن تجربتها في مسلخ المسكوبية في غرف رقم (4) قائلة: في هذه الغرف يتم الإساءة للمرأة المقدسية من قبل ضباط المخابرات، ويتم استخدام أسلوب العصا والجزرة، وتتمثل الجزرة بالتعاون مع مخابرات الاحتلال مقابل تسهيلات حياتية للمرأة وعائلتها، فبعض المرات صدر بحقي قرار إبعاد وفي اليوم التالي تم استدعائي إلى المسكوبية وعند بدء جلسة التحقيق عرض ضابط المخابرات إلغاء قرار الإبعاد مقابل التعاون مع الشرطة داخل المسجد الأقصى وضمان الهدوء في المكان، وكان ردي: الأقصى لا يقبل الخونة والعملاء، فالتعاون مع الاحتلال هو خيانة، عندها جن جنون الضابط وهددني بأساليب خارجة عن النص وبملاحقة زوجي وأولادي ومنزلي وكل هذه التهديدات نفذت وتم هدم جزء من منزلنا، واعتقل أولادي وزوجي، لكن هذا الثمن يهون أمام حرية المسجد الأقصى وحمايته من التهويد، فنساء القدس كمريم العذراء في رمزيتها حيث خاضت مخاضاً عسيراً وبعدها كان الفرج والتمكين وإحقاق الحق.

الطواف على الأبواب

وعن رحلتها اليومية للمسجد الأقصى تقول الناشطة زينة عمرو: في هذه الأثناء لا يوجد قرار إبعادي عن المسجد الأقصى إلا أن دخولي للمسجد يحتاج إلى رحلة طواف على الأبواب كي أتمكن من الدخول إلى ساحات المسجد، فأفراد الشرطة عند رؤيتي يستنفرون ويحاولون اعتراضي، لذا أطوف على الأبواب حتى أتمكن من الدخول في غفلة تصيبهم، وعند دخولي المسجد تبدأ الملاحقة الأخرى والتصوير لإثبات الدليل بهدف اعتقالي أو إبعادي والحبس المنزلي وفرض الغرامات.

وتضيف: الاحتلال صنف المرأة المقدسية ضمن ما يسمى بالقائمة السوداء ونحن نطلق عليها القائمة الذهبية وتضم أكثر من 60 امرأة.

استهداف الخصوصية

تواصل عمرو حديثها قائلة: الاحتلال ومخابراته علم أن حجاب المرأة أغلى ما عندها، فاستهدف الحجاب بالخلع ومنعه داخل الأسر كما حدث مع خديجة خويص، وقصتها أدمت قلوب المسلمين في العالم، ومن تهديداتهم لنا في مركز المسكوبية أن الاحتلال سيفعل بالمرأة المقدسية ما يفعله نظام بشار الأسد وبقية الأنظمة العربية التي على شاكلته، وأن القانون يسمح لهم بهذه الأساليب القذرة، فنحن في مدينة القدس نعيش تحت احتلال يفتقد لأدنى معاني الإنسانية، وعند اقتحامهم منازلنا يعتدون على خصوصية المرأة المقدسية بشكل متعمد أمام العائلة، حتى تقوم العائلة بمنع المرأة المقدسية من المشاركة في معركة المسجد الأقصى اليومية.

رسالة المرأة المقدسية في يوم المرأة العالمي

تقول زينة عمرو: نقول لكل المسلمين في العالم من خلال مجلة “المجتمع” الكويتية منبر المسجد الأقصى للعالم الإسلامي بل للعالم كله: إن عز المسجد الأقصى من عزكم، وحريته من حريتكم، فالحفاظ على المسجد حفاظ على حياتكم، ومن يتقاعس عن نصرة المسجد الأقصى لا عذر له، ففريضة الوقت الحالية نصرة المسجد الأقصى، والرجل والمرأة في ذات الخندق ونيل الشرف على أرض المسجد الأقصى، ولا بد من أن تكون البوصلة نحو القدس بوابة السماء، وحرائر القدس لهم بصمة الدفاع عن أولى القبلتين، وفاتورة الحساب لن تمنع حرائر القدس من الثبات على موقفهن وحماية المسجد الأقصى، فكل شيء يهون في سبيل المسجد الأقصى، فنحن أولى الناس في هذه المهمة العظيمة الشريفة وسيذكر التاريخ حرائر القدس بمداد من ذهب لموقفهن المشرف وصبرهن على احتلال لا يرحم، وتحملهن أعباء تفوق قدرة المرأة.

Exit mobile version