رمضان.. والمسلسلات “غير” الكويتية

لم يتبق على شهر رمضان الكريم إلا النزر اليسير الذي أسال الله تعالى أن يبلغنا إياه، فالصحابة رضوان الله عليهم والتابعون الكرام كانوا يسألون الله تعالى ستة أشهر قبل الشهر الفضيل أن يبلغهم رمضان، وإذا بلغوه يسألون الله عز وجل ستة أشهر أن يتقبله الله منهم، ولكن في هذه الأيام قبل أن يبدأ رمضان نجد تسابق القنوات الفضائية وخصوصاً الخليجية على عرض المسلسلات فيما يسمى بالمسلسلات الكويتية التي في حقيقتها ليست كويتية لا من ناحية الفنانين أو الموضوعات.

شاهدت قبل أيام بعض المسلسلات حتى لا أكتب ما لا أعرف، ووجدت العجب العجاب! فكل مسلسل يجب أن تكون فيه ابنة أو ابن لديه علاقة محرمة، وخروج بنات وشباب من المنزل إما برفقة “الحبيب”، أو أن يذهب الشاب إلى “الحبيبة”، وتجد في كل مسلسل رجل البيت مشغولاً بملذاته الحرام، أو صاحب شركة يسرق إخوانه، وأماً إما مشغولة في الخروج من المنزل أو لديها علاقة محرمة خارج الشرع.

هل هذا هو المجتمع الكويتي النظيف العفيف؟ هل هذا هو مجتمعنا المتربي تربية إسلامية حقيقية؟ لماذا لا يبرز الدور الإيجابي للمجتمع الكويتي من حرية مسؤولة؟ وهل هناك مشكلة من عرض العمل الخيري الذي بلغ الآفاق؟ لماذا لا يعرض الترابط بين أفراد المجتمع القائم على المحبة ومساعدة الغير؟ لماذا لا تعرض التجربة الديمقراطية الكويتية؟

هناك العديد من المشكلات الاجتماعية التي يمكن نقاشها في المسلسلات من غير وجود “الحبيبة”، أو الأب الذي يترك بيته لأجل الملذات.

إن المجتمع الكويتي ليس بالصورة التي تعرضها المسلسلات، فبناتنا أشرف وأعفّ مليون مرة من هذه الصورة القذرة التي تعرض بها، والأب الكويتي هو الأب المسؤول الذي يتحمل مسؤولية بيته، والأم الكويتية هي التي ربت من قام بالعمل الخيري، فهي أم عبدالله المطوع، وأم عبدالرحمن السميط، يرحمهما الله، وأم المبدعين الشباب؛ فهي أم عبدالرحمن المطوع، وجاسم العيناتي، وعبدالله السميط، وياسر النشمي، وطارق القلاف، وسعود العنزي.. والحفّاظ الذين حفظوا كتاب الله، وغيرهم كثير.

وهنا يجب أن أخاطب وزارة الإعلام بعدم إجازة أي نص، أو عرض أي مسلسل به “صديق”، و”صديقة”؛ لأن –ببساطة- هذه المسلسلات تطبع صورة سيئة عن المجتمع الكويتي، وخصوصاً في رمضان؛ لأنه شهر عبادة وليس شهر مسلسلات ساقطة فاتقوا الله فينا.

Exit mobile version