زيارة “حماس” للقاهرة.. اتفاقيات إستراتيجية وإنهاء الخلافات حول ملفات حساسة

– الصواف: العلاقة بين “حماس” والقاهرة مزدهرة وهناك ترتيبات جديدة بين الجانبين

– سويرجو: القاهرة ستنفذ سلسلة من الخطوات الإيجابية بخصوص معبر رفح والمرحلة المقبلة صفقة تبادل للأسرى

 

انتهت زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية للعاصمة المصرية القاهرة، واستمرت 26 يوماً في أطول زيارة لوفد الحركة للخارج، التي تمخض عنها العديد من التفاهمات المعلنة وغير المعلنة، وخطوات عملية ترجمتها القاهرة بالإفراج عن ثمانية فلسطينيين من قطاع غزة تعتقلهم السلطات المصرية منذ عدة سنوات، مما يدلل على أن العلاقة بين “حماس” والقاهرة تشهد تطورات إيجابية غير مسبوقة تلبية للحاجة الملحة للطرفين لمثل هذه العلاقة خاصة في ظل هذا التوقيت وقرب طرح “صفقة القرن” التي يُنظر إليها بأنها مخطط لتصفية القضية الفلسطينية.

العلاقة إستراتيجية

وصفت حركة “حماس” زيارة وفدها للقاهرة بالناجحة والمهمة، وأن هناك العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك تم الاتفاق عليها. 

ويقول في هذا السياق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ”المجتمع”: إن الزيارة لوفد “حماس” ركزت على قضية المختطفين الأربعة للحركة الذين أفرج عنهم قبل عدة أيام، وكذلك ملف “صفقة القرن” وخطورة التهديدات الأمريكية للقضية الفلسطينية.

وأكد الصواف أن هناك خطوات إيجابية سيلمسها المواطن في غزة من قبل مصر تتعلق بمعبر رفح، وكذلك العمل على رفع الحصار الظالم المفروض على القطاع من خلال الضغط على الاحتلال لرفع هذا الحصار.

ولفت الصواف إلى أن زيارة الوفد الأمني المصري الأخيرة لغزة كان هدفها تثبيت التهدئة وإلزام الاحتلال بالتقيد بالتفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخراً، مشيراً إلى أن العلاقة الإستراتيجية بين “حماس” والقاهرة لن تتأثر بعد اليوم بأي خلافات، وباتت العلاقات واضحة، وتم تجاوز كل الخلافات الماضية التي عكرت صفو العلاقات بين الطرفين.

وفيما يتعلق بالأمن على الحدود بين غزة ومصر، أشار الصواف إلى أن قضية الأمن المشترك على الحدود ومعبر رفح قضايا حسمت منذ فترة باعتبارها مصالح مشتركة بين الجانبين.

تطورات مهمة خلال الأيام القادمة

من جانبه، أكد المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو لـ”المجتمع” أن زيارة وفد حركة “حماس” للقاهرة ترجمت للعديد من التفاهمات،  وأبرزها ملف التهدئة في غزة خاصة في ظل التوتر شرق غزة من خلال استمرار الاحتلال في استهداف المشاركين في مسيرات العودة، واستئناف إطلاق البالونات المتفجرة من غزة التي صنفها الاحتلال بأنها أكثر خطورة من القذائف الصاروخية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات، وأوضح سويرجو أن القاهرة تعمل حالياً على احتواء التصعيد، لافتاً إلى أن مصر الآن تقوم بدورها الإستراتيجي في المنطقة، والعلاقة تطورت بشكل كبير بين القاهرة و”حماس”، ووصلت لمرحلة نضوج وتفاهم غير مسبوقة.

وبين سويرجو أن هناك مصلحة مشتركة للأمن القومي بين مصر و”حماس”، والضغط على الاحتلال للالتزام بتفاهمات التهدئة، ونجاح مصر في ذلك سينقلها للمرحلة الثانية من وساطتها من خلال العمل على إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة بين “حماس” والاحتلال.

وأشار سويرجو إلى أن من بين التفاهمات التي تم التوصل إليها مع “حماس” خلال زيارة وفد الحركة للقاهرة تتعلق بمعبر رفح البري من خلال منح سلسلة من التسهيلات الكبيرة على سفر الفلسطينيين في قطاع غزة، وإدخال البضائع إلى القطاع للتخفيف من معاناة سكانه الذين يعيشون أزمة إنسانية حادة حذرت منها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية؛ حيث وصلت نسب الفقر والبطالة لمعدلات قياسية.

Exit mobile version