حمد المطر في افتتاح مقره: الفساد ينخر بالبلد وعلينا مواجهته بصدق

قال مرشح الدائرة الثانية في الانتخابات التكميلية لمجلس الأمة الكويتي د. حمد المطر: إن هذه الانتخابات تأتي ونحن نستذكر فيها أخوين فاضلين هما د. جمعان الحربش، ود. وليد الطبطبائي، مشيراً إلى أنه زاملهما في مجلس 2012 ولم يجد منهما إلا كل حب للوطن والدفاع عن مقوماته ودائماً ما يكونان في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضايا الإسلامية والمكتسبات الشعبية وقضايا المال العام، ولهما منا كل التقدير، سائلاً المولى عز وجل أن يعودا إلى الكويت التي تحبهما ويحبانها.

وتلا المطر خلال الندوة الافتتاحية لمقره الانتخابية في منطقة القادسية، مساء اليوم الثلاثاء، فقرة من بيان أصدره في حق د. جمعان الحربش الذي كان له دور في كثير من القضايا، حيث قال: إنني أستذكر بكل فخر واعتزاز مواقف أخي الفاضل الحربش، الذي كثيراً ما سعى لتحقيق المصلحة العامة عبر الرقابة والتشريع، وإنني أعلم كما تعلمون بحجم التضحيات التي قدمها في سبيل الإصلاح ومحاربة الفساد، وإنني أعاهد الله سبحانه وتعالى ثم أعاهدكم بأن أبذل قصارى جهدي في سبيل عودته وإخوانه للوطن معززين مكرمين ليواصلوا دورهم الوطني والإصلاحي، ونحن على ثقة بأن هذا الأمر سيحدث بإذن الله عاجلاً لا آجلاً تحت رعاية صاحب السمو قائد الإنسانية.

كما أنني عازم على أن تجدوني بعون الله متصدراً للمساعي الرامية للمصالحة الوطنية والعفو، فالكويت بحاجة إلى جميع أبنائها، ومتميزاً بالأداء الرقابي والتشريعي، حاملاً لآمال وتطلعات المواطنين، ومدافعاً عن مصالحهم وحقوقهم وحرياتهم مبشراً لفتح صفحة جديدة للعمل الوطني المشترك.

وأضاف د. المطر أن هناك العديد من الرسائل التي أود أن أرسلها في هذا اليوم، الرسالة الأولى تعكس هوية المجتمع الكويتي الإسلامية، القومية العربية الصادقة والعفوية، ولعل أبرز قضية هي قضية القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مؤكداً أن المجتمع الدولي يثمن دور الشعب الكويتي وعلى رأس هذا الدور يأتي دور صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، والقيادة السياسية التي لا شك عبرت في العديد من المؤتمرات والندوات والحوارات عن هذا الضمير الحي للشعب الكويتي نساءً ورجالاً لتقديس مقدساتنا الإسلامية والدفاع عنها بكل شرف؛ لأن قضية القدس هي قضية أمة وليست قضية شعب، ونفخر أن جميع مؤسساتنا على جميع المستويات عبرت عن الحب لتلك الهوية الإسلامية الناصعة.

واستذكر المطر دور رجالات الكويت الذين كانت لهم أياد بيضاء في كثير من الدول، على رأسهم د. عبدالرحمن السميط، والعم عبدالله المطوع، يرحمهما الله، مؤكداً أن الغزو العراقي ووقوف الدول بجانب الحق الكويتي كان من جراء ما تقدمه من أيادٍ بيضاء لكثير من الدول.

وأوضح المطر أن الرسالة الثانية وهي اقتصادية، مشيراً إلى أن الكويت تعد ثاني أهم اقتصاد في المنطقة، فلدينا نفط وثروات وموقع جغرافي تاريخي وحالة عامة من الاستقرار، ومع هذه المميزات فالكويت عاجزة عن تفعيل الاقتصاد الوطني ليصبح اقتصاداً ديناميكياً متنوعاً قادراً على المنافسة، مشيراً إلى أن الكويت لا تبيع غير النفط، ولكن في الوقت ذاته يجب أن يكون هناك تفكير بشكل عميق في مصادر الاقتصاد، مؤكداً ضرورة تنويع مصادر الدخل عبر تعزيز الصناعة النفطية، خاصة وأن هناك مبادرة قدمها 100 رجل من شباب الكويت تجعل الكويت عاصمة الاقتصاد في العالم، وهي عبارة عن مذكرة من 300 صفحة، وطالبت العديد من دول الخليج هذه الشخصيات بتطبيق تلك المبادرة في دولها، إلا أن روح الشباب الوطنية أبت إلا تنفيذ هذه المبادرة في الكويت بعد أن حصلوا على براءة اختراع، مشيراً إلى أن تعزيز الصناعة النفطية ستقوم على إيجاد العديد من الحلول للكثير من المشكلات التي نعاني منها.

وبين المطر أن المجتمع الكويتي مجتمع شبابي، فهناك أكثر من 130 ألف طالب وطالبة يتخرجون في الثانوية العامة يحتاجون إلى تعليم ثم إلى وظيفة ثم إلى سكن؛ وبالتالي فإن تعزيز الدور الاقتصادي سيكون رافداً لتعزيز اقتصادنا الوطني.

وأشار المطر إلى أن الكويت لديها متانة في القطاع المصرفي والبنوك وقوة السياسة النفطية، رغم زيادة الإنتاج والسيولة الفائضة في البنوك التي وصلت إلى 50 مليار دينار، فإن لدينا عجزاً ونقوم على سداده من خلال قانون للاقتراض، مؤكداً أن هناك عجزاً في إدارة المقومات الاقتصادية، ونحتاج أن نساهم لحل هذه المشكلة، مؤكداً أن الجميع يجب أن يساهم في المحافظة على مقومات الدولة كل حسب موقعه.

وأكد المطر ضرورة تعزيز الاقتصاد عبر تنويع مصادر الدخل بتعزيز الصناعات النفطية هو أمر غاية في الأهمية، ويجب أن تكون هناك مفردات وقوانين وتشريعات، مبيناً أن الكويت تبيع برميل البترول بـ65 دولاراً، ويعود إلى الكويت بـ800 دولار على شكل صناعات نفطية، ونحن نستطيع أن نعمل على مرحلتين، وهذه هي الفكرة التي قامت عليها الكويت عاصمة النفط في العالم، مؤكداً أن هذا الأمر ليس بالصعب بل يحتاج فقط إلى إدارة وسياسة ومساعدة من مجلس الأمة حتى نرى الكويت التي نحب، وحتى نستطيع أن نقدم الرفاهية للشعب الكويتي.

وقال المطر: كلنا رأى الهيئة العامة للصناعة، حيث وزعت بعض الأراضي منذ أيام وهذه الأراضي كان من المفترض أن يتم توزيعها منذ أكثر من 25 عاماً، مؤكداً ضرورة تعزيز القطاع الصناعي ودعم القطاع الخاص، كما أن تعزيز القطاع الصناعي سيكون رافداً من روافد الاقتصاد الوطني ويجب نقل المصانع للحدود الكويتية.

وأوضح أن الكثير من المشروعات الاقتصادية حبيسة الأدراج، والمشروع الوحيد الذي شاهدناه هو جسر جابر، مطالباً بأن تكون الحكومية واعية، وأن يكون المجلس قادراً على المراقبة ومن ثم نقوم بفتح الأدراج لنخرج منها تلك المشروعات لنضعها على أرض الواقع.

وأشار د. المطر إلى أنه وجه سؤالاً برلماناً في مجلس 2012 عن معدلات السرطان في الكويت، مؤكداً أن الكويت بها معدلات سرطان تفوق المعدلات العالمية الطبيعية، مبيناً أنه قدم سؤالاً عن حالات السرطان في الكويت على مستوى جغرافي، ولكن جاءت الإجابة بالاعتذار قبل حل المجلس بيوم، مؤكداً أهمية متابعة الجانب البيئي لأنه لا يعالج فقط حالات بيئية ولكنه يعالج حالات مرضية يعاني منها الشعب الكويتي.

وأضاف المطر: الكويت كانت رائدة في الجانب التعليمي، حيث كانت تقوم على بناء الجامعات في الخارج، وكان هناك حرية في النشر والتأليف، بل إن الكويت كانت ملاذ كتاب الرأي الحر، وكان لدينا طفرة ثقافية وتعليمية أسست المركز العلمي ومركز الأبحاث إلى أن أصبح لدينا 50 ألف طالب وطالبة في الجامعة و60 ألف طالب وطالبة في التطبيقي؛ بسبب عدم الاستقرار السياسي والتربوي، مشيراً إلى أن الكويت تراجعت في التعليم، مطالباً بضرورة أن تكون هناك استقلالية في مجال التعليم، وأن تكون التعيينات وفق الكفاءة وليست المحسوبية، وأن يكون الوزير لديه رؤية واضحة، فالرؤية هي معيار النجاح.

واختتم المطر ندوته قائلاً: الفساد ينخر بالبلد، وعلينا مواجهته بصدق، وخصوصاً وقف عملية شراء الأصوات التي تتم حالياً في هذه الانتخابات التكميلية.

Exit mobile version