أدان سياسيون وإعلاميون معارضون ومرصد حقوقي الحملة التي وصفوها بالممنهجة ضد الإعلامي المصري المعارض معتز مطر وأسرته، بعد دعوته لفعاليات سلمية مدنية معارضة تحت عنوان “اطمئن أنت لست لوحدك” للتضامن مع مطالب التغيير في مصر، فيما لم تصدر السلطات المصرية حتى تاريخه توضيحاً على ما أثاره مطر واكتفت منصاتها الإعلامية الموالية بنشر مكثف لبلاغ قدم اليوم الثلاثاء ضده.
تضامن واستنكار
وبحسب الحساب الرسمي للإعلامي المصري في قناة “الشرق” معتز مطر، فإن اثنين من أشقائه ومعهما زوجتاهما وأبنائهما تم اختفائهم قسرياً فور خروجهم من مقر النادي الأهلي بمدينة نصر مساء أمس الإثنين 4 مارس، وذلك بعد مداهمة قوات أمنية الأحد 3 مارس لمنزل والدته، وتدمير محتوياته.
من جانبه، أعرب المرصد العربي لحرية الإعلام وفق بيان وصل “المجتمع” عن إدانته لاعتداء سلطات الأمن المصرية على أسرة وأقارب الإعلامي معتز مصر، واعتقال عدد من أشقائه وأعمامه وزوجاتهم، بعد مداهمة شقة والدته المسنة وترويعها بدافع الانتقام منه ومن حملته الإعلامية السلمية التي أطلقها عبر برنامجه في قناة “الشرق” التي تبث من خارج مصر، ودعا فيها المصريين للتعبير سلمياً عن رأيهم في النظام الحاكم.
وأكد المرصد أن هذا القمع الأمني لأشخاص أبرياء بسبب علاقتهم العائلية (فقط) بالإعلامي معتز مطر هو تصرف مرفوض ومناقض تماماً للدستور، والقوانين المصرية وكذا للمواثيق الدولية التي وقعتها مصر وأصبحت جزءاً من قوانينها الداخلية، مشدداً على أن هذا السلوك بحق الإعلاميين المستقلين والمعارضين وأسرهم أصبح سلوكاً معتاداً للنظام المصري؛ إذ سبق له اعتقال أحد أشقاء معتز منذ أكثر من عام وحتى الآن، كما سبق له اعتقال شقيق الإعلامي محمد ناصر (قناة “مكملين”)، وحرق منزل الإعلامي حسام الشوربجي (قناة “مكملين”)، وترويع أسر إعلاميين آخرين.
ودعا المرصد كل المنظمات والهيئات المحلية والدولية المعنية بحرية الصحافة والإعلام للتحرك لحماية أسر الصحفيين والإعلاميين الذين يمارسون عملهم المهني ويعبرون عن رأيهم بطريقة سلمية، كما طالب المرصد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الضغط على النظام المصري لوقف هذه الحملات القمعية بحق أسر الإعلاميين، التي لا علاقة لها بخصومات النظام الحاكم مع ذويهم.
الإعلامي الرياضي د. علاء صادق ثمن حملة معتز مطر، ووصفها بأنها “فكرة تزلزل نظاماً”، فيما تساءل وزير الشؤون البرلمانية والقانونية في حكومة 2012 د. محمد محسوب في تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر”: كيف وصلنا لهذا القاع؟ السلطة تواجه دعوات الإعلامي معتز مطر للتعبير عن الرأي بوسائل سلمية بترويع والدته وخطف إخوته؟ موكداً أن مصر الشعب والدولة والتاريخ والجغرافيا أمانة وليست غنيمة.
وسجل الإعلامي أسامة جاويش تضامنه مع معتز مطر ضد الإجراءات التي ارتكبت مع أسرته، قائلاً عبر حساباته على موقع التواصل الاجتماعي لمتابعيه: “اكتبوا عن عائلة معتز مطر التي اختطفها الأمن المصري، اكتبوا لكل واحد لسه خايف #اطمن أنت مش_لوحدك”.
بلاغ وتشويه
في المقابل، قدم المحامي طارق محمود بلاغاً للنائب العام اتهم فيه المذيع بقناة “الشرق” معتز مطر والمرشح الرئاسي الأسبق أيمن نور، بالتحريض على الدولة والإساءة إليها، وتلقى تمويلات مالية مشبوهة للتحريض على الدولة المصرية ومؤسساتها ونشر أخبار كاذبة، والدعوة لمنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها الدستورية والتشريعية وسب وقذف رئيس الجمهورية وقيادات الدولة المصرية بحسب البلاغ الذي نشرته بشكل متواتر المنصات المحسوبة على النظام والمملوكة للدولة.
ووفق موقع “اليوم السابع”، فقد زعم البلاغ أن معتز مطر يخرج يومياً على قناة “الشرق” وبتعليمات من أيمن نور للإساءة للدولة المصرية والتحريض على قلب نظام الحكم، ونشر الفوضى وتكدير الأمن والسلم الاجتماعيين والإضرار بالمصالح العليا للبلاد وتهديد الأمن القومي المصري، وهي الاتهامات التي ينفيها تكراراً معتز مطر عبر شاشة “الشرق”، مؤكداً أنه يمارس دوره الإعلامي بمهنية في مواجهة جرائم ترتكب يومياً من النظام.
نفس الاتهام جاء من الإعلامي المقرب من السلطة محمد الباز، خلال تقديمه برنامج “90 دقيقة”، على فضائية “المحور” المصرية، حيث وصف معتز مطر بأنه “أداة لمن يتآمرون على مصر” باستخدام حملات “تصفير وطبل” لأنها خطة لتنبيه الناس، بحسب تعبيره.
وعبر الباز عن مخاوفه من وجود غضب من البعض من النظام، مشيراً إلى أن بعض الآباء “واخدين على خاطرهم من الدولة” بعد قتل أبنائهم في فض اعتصام رابعة، في إشارة إلى المجزرة الواسعة التي حدثت في 14 أغسطس 2013م التي ارتقى فيها مئات بحسب أقل التقديرات الرسمية المصرية.