خبراء: الكتاب “الورقي” سيظل باقياً رغم منافسة “الإلكتروني”

– د. العامري: الإحصاءات تؤكد تزايد الإقبال على الكتاب الورقي

– د. الحلوجي: مطلوب إنشاء موسوعة عربية معرفية إلكترونية

– د. السعدني: موقع “اقرأ لي” يوفر الكتب الصوتية بالعربية

– عبده: تطبيق أوروبي سيقدم “الكتاب الورقي” بالعملة

 

حذر د. خالد العامري، عضو لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة، من أن الكتاب الورقي يواجه منعطفاً خطيراً في تاريخه نتيجة ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة ومنافسة الكتاب الإلكتروني المتوافر على الإنترنت بتكلفة أقل كثيراً من أسعار الكتاب الورقي.

جاء ذلك في كلمته أمام مؤتمر “مستقبل الكتاب.. الورقي – الرقمي – التفاعلي” التي عقدتها لجنة “الكتاب والنشر” بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها د. أسامة السيد محمود.

وأضاف د. العامري أنه رغم ذلك، جاءت الإحصائيات في دول أوروبا وأمريكا لتكشف عن انخفاض معدل قراءة الكتاب الإلكتروني بمقدار 7%، والإقبال على شراء الكتاب الورقي لتصل إلى 95%، لافتاً إلى أن وجود تنافس حقيقي بين الكتاب الورقي والإلكتروني لاجتذاب القراء أمر لا سبيل لإنكاره.

وأشار إلى أن استطلاعات الرأي والدراسات دائماً ما تكشف عن استحالة أن ينفرد أحدهما بالساحة مقصياً الآخر؛ لأن العلاقة بين هذين النوعين من الكتب علاقة تكامل؛ لا علاقة تنافس، فالكتاب الورقي والإلكتروني يكمل بعضهما بعضاً بما يتمتع به كل منهما من مميزات وإيجابيات.

مطلوب موسوعة عربية تفاعلية

ومن جانبها، أوضحت د. داليا عبدالستار الحلوجي، أستاذ المكتبات والمعلومات المساعد بكلية الآداب جامعة القاهرة، في ورقتها تحت عنوان “الإنتاج الفكري التفاعلي: دراسة تخطيطية لإنشاء موسوعة عربية تفاعلية”، أن الجيل الحالي من الأطفال والشباب (أي جيل الإنترنت) اتسم بالرغبة في الحصول على المعلومات بسرعة من خلال محركات البحث المختلفة، مما جعلهم أكثر عرضه للوصول لمعلومات مغلوطة لا يمكنهم إدراكها أو إدراك التحيز فيها.

وأكدت أنه لا بد من توافر مصادر موثوق فيها لهؤلاء الشباب تكون مناسبة لاحتياجاتهم من المعلومات، ولا بد أن تكون تلك المصادر ملائمة للتطورات الحديثة وتقنيات النشر الإلكتروني، التي أدت إلى تحول القراءة وحب المعرفة إلى متعة ومغامرة، مما أدى إلى ظهور الإنتاج الفكري التفاعلي من كتب وقصص ومصادر مرجعية.

وختمت كلمتها بأنه من الضروري عمل دراسات لاستطلاع خصائص الموسوعات الإلكترونية العالمية من أجل التخطيط لإنشاء موسوعة عربية إلكترونية تفاعلية يتوافر فيها مقومات النشر الإلكتروني الحديث وتمثل منبعاً للمعرفة الصحيحة لأطفال وشباب العرب.

وطرح د. محمد عبدالرحمن السعدني، أستاذ المكتبات وعلم المعلومات المساعد بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، ورقة بحثية بعنوان “تطبيقات الكتب المسموعة على الهواتف الذكية”، موضحاً أن الدراسة التي قام بها توصلت إلى وجود مواقع إلكترونية ومنصات وتطبيقات للكتب المسموعة تشجع على القراءة الترفيهية، منها الأجنبية مثل Audible, Storytel, Google Play Books، ومنها العربية مثل موقع “أقرأ لي، مسموع الضاد للكتب الصوتية”.

ماكينة لاستدعاء الكتاب بالعملة

وفى كلمته، أعلن سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، عن أن معرض كتاب باريس هذا العام الذي يقام في 15 مارس المقبل 2019 سوف يقدم للعالم “ماكينة جديدة” يستدعي بها الكتب ورقياً من خلال وضع العملة كما يستدعي المشروب من بعض الماكينات حالياً من خلال ماكينة تقديم المشروبات بالعملة.

وطالب سعيد عبده بأن يعي الجميع خطورة وسرعة التطور المذهل الذي يحدث الآن في عالم النشر على مستوى العالم وضرورة مواكبته والاستفادة منه لكي نلحق بكل تلك الطفرة.

وتناول د. شوقي سالم اقتصاديات النشر الإلكتروني وتسويقه، وقام في ورقته بعقد مقارنة بين عمليات النشر الورقي والنشر الإلكتروني وشرح تطورات التحول تدريجياً مع النشر التقليدي والنشر الإلكتروني بكل أبعاده وأشكاله، والطفرة التي حدثت لاقتصاديات المعرفة وتطورها، ومنها الاقتصاديات القوية لنظم إدارة معلومات المعرفة مثل “جوجل”، و”أمازون”، و”ويندوز”.. إلخ.

وأوضح أن هناك صعوبات تواجه النشر الورقي التقليدي من حيث التكاليف لارتفاع أسعار الورق مقارنة بالنشر الإلكتروني وتكاليف الرقمنة وظهور أشكال متطورة من النشر الإلكتروني كنموذج لتقنيات عالية الجودة يتم تطبيقها في الدول المتقدمة.

وأضاف أن عمليات التسويق التي تتم لأوعية النشر الإلكتروني المختلفة في المنطقة العربية تواجه بعض المعوقات مثل قلة حركة الإنتاج الفكري العربي وخاصة الترجمة وانخفاض الإقبال على القراءة والضرائب والرسوم على أجهزة الحاسب وملحقاتها، كذلك عدم وجود التدريب المتخصص، وعدم التعود على استخدام الكتاب الإلكتروني الدراسي أو البحثي.

دمج الواقع الحقيقي بالافتراضي

وعن تقنية “الواقع المعزز”، تحدث د. عماد الدين الأكحل وعرفها بأنها تقنية تفاعلية متزامنة تدمج خصائص العالم الحقيقي مع العالم الافتراضي بشكل ثنائي أو ثلاثي الأبعاد، أو يعني أيضاً استخدام أجهزة تقوم بدمج عناصر رقمية افتراضية مع الواقع الحقيقي، بهدف تحسين أو استبدال بعض مكوناته لتقديم فهم أفضل له وإتاحة فرصة للتفاعل والاستزادة من المعلومات المرتبطة بمكونات هذا الواقع الحقيقي.

وأضاف أن أجهزة الواقع المعزز تصنف لفئتين؛ الأولى أجهزة يرتديها المستخدم مثل النظارة الرقمية التي تحوي كاميرا وتعرض على الشاشة الصغيرة معلومات عند توجيه النظر لأحد المعالم أو اللوحات، وهناك الخوذات والعدسات الإلكترونية اللاصقة، والفئة الثانية هي الأجهزة التي لا يرتديها المستخدم مثل أجهزة بروجيكتور أو الشاشات التلفزيونية.

واختتم المشاركون في المؤتمر فعالياته بالتوصيات التالية:

أولاً: أن ينشئ اتحاد الناشرين المصريين لجنة متخصصة في مجال النشر الرقمي والنشر التفاعلي لملاحقة التطورات الجارية في هذا المجال، خاصة تكنولوجيا النشر والطباعة.

وكذلك العمل على الارتقاء بصناعة الكتب المسموعة وفقاً للاتجاهات العالمية فيما يخص هذا الشأن.

ثانياً: أن يقيم المجلس الأعلى للثقافة موقعًا على شبكة الإنترنت يتيح فيه الثروة المعرفية للمؤتمرات والندوات التي يعقدها التي تمثل ثروة مضافة للثقافة المصرية.

دعم التعليم الإلكتروني

ثالثاً: يوصي المؤتمر أقسام المكتبات والمعلومات والنشر والطباعة بأن تتبع التغيير الجاري في سلوك اتجاهات المستفيد المصري والعربي نحو اكتساب المعرفة.

رابعاً: ضرورة دعم التوجه الحالي في التعليم الذي يتمثل في التوسع في التعليم الإلكتروني، و”التعليم عن بُعد” لتوفير الفرص أمام مجال النشر الإلكتروني والرقمي لتزايد الطلب على هذا النوع من مصادر المعرفة واغتنام هذه الفرصة المواتية، مع مراعاة الفروق الفردية في القطاعات المهنية والبصرية.

خامساً: في الوقت نفسه، فإن المؤتمر يوصي قطاع المكتبات -والمكتبات الجامعية- بإعادة النظر في سياسات التزويد والاختيار بالاعتماد على المصادر الإلكترونية، والمصادر التي يمكن النفاذ إليها عن بُعد؛ فقد ثبت من التجارب المصرية في الجامعات الأجنبية الخاصة بالذات، أن هذا يقلل تكاليف تكوين وصيانة وحفظ المجموعات، ويتيح مساحات داخلية لتمكين استغلالها في خدمات وأنشطة أخرى غير مخازن الكتب.

سادساً: دعم جهود اتحاد الناشرين المصريين في الدعوة لإنشاء مدينة كاملة للنشر والطباعة تتضمن إلى جانب الكتب الورقية مواقع ومنصات تتيح إمكانية الاستماع من خلال التسجيل في المنصة أو من خلال أجهزة محملة مسبقاً بالكتب المسموعة أو من خلال تحميل تطبيق متاح على متجر تطبيقات “أبل” أو “جوجل بلاي” ليعمل على أجهزة الهواتف الذكية التي تعمل بأنظمة “IOS”، أو “Android”.

سابعاً: دعم تطبيق “أقرأ لي” الذي يعد من أشهر التطبيقات العربية وأكثرها انتشاراً داخل مصر، وتوعية الشباب بأهمية الكتب المسموعة وتطبيقاتها باعتبارها أبرز المستجدات التكنولوجية للتغلب على مشكلة ضيق الوقت والتوقف عن القراءة.

Exit mobile version