مسيرات العودة في عامها الأول.. إصرار فلسطيني على كسر الحصار

 

مرّ عام على انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ولا تزال شرارتها مشتعلة حتى الآن، وتحظى بمشاركة واسعة من الفلسطينيين في غزة.

واستطاعت هذه المسيرات لفت أنظار العالم والمجتمع الدولي، وجعل القضية الفلسطينية تتصدر الأجندة الدولية، خاصة أنها كشفت حقيقة ممارسات الاحتلال العنصرية واستخدام الأسلحة الثقيلة في وجه المتظاهرين السلميين.

جُملة الأحداث المتسارعة التي وقعت خلال ذلك العام، تترك تساؤلات مهمة حول الخطط الإستراتيجية والأدوات التي يفكر القائمون على المسيرات باستخدامها في المرحلة القادمة.

وانطلقت مسيرات العودة في الثلاثين من شهر مارس/ آذار العام الماضي، إحياءً للذكرى الـ 42 ليوم الأرض الفلسطينية، للمطالبة برفع الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة، والتأكيد على حق عودة الفلسطينيين لأراضيهم المحتلة عام 1948م.

مليونية العودة

ويكشف مسؤولان من هيئة مسيرات العودة، أن الهيئة ستنظم مسيرات مليونية في الثلاثين من شهر مارس القادم، إحياءً للذكرى السنوية الأولى ويوم الأرض الفلسطيني.

ويوضح عضو الهيئة عصام أبو دقة في تصريح لـ”المجتمع”، أن مسيرات جماهيرية واسعة ستنطلق في ذلك اليوم، نحو الحدود الشرقية لقطاع غزة، إضافة إلى توسيع ساحة المواجهة والاشتباك مع الاحتلال في غزة والضفة الغربية.

وذكر أبو دقة أن هيئة العودة اجتمعت أخيراً وحددت شكل المسيرات والأدوات الشعبية التي سيتم استخدامها والأشكال الإبداعية.

ويتفق مع ذلك عضو الهيئة الوطنية وجيه أبو ظريفة، مؤكداً أن إحياء الذكرى سيكون بأدوات وأساليب شعبية سلمية، مع ضرورة تجنب وقوع خسائر بشرية في صفوف المتظاهرين.

ويبيّن أبو ظريفة في تصريح خاص لـ”المجتمع”، أن هيئة العودة تجري تقييماً شاملاً بشكل دوري للمسيرات للوقوف على أبرز النقاط الإيجابية والسلبية طيلة العام، مشيراً إلى أنها عقدت اجتماعاتً عدة مع مختلف فئات المجتمع من كتّاب ومحللين وصحفيين وقادة فصائل.

ويوضح أنه سيتم الإعلان عن طبيعة البرامج والخطط المناسبة التي سيتم العمل بها إحياءً للذكرى السنوية، والتي تضمن حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حياة كريمة ورفع الحصار الصهيوني المفروض عليه، والعودة لأراضيه المحتلة عام 1948م.

مسيرات شعبية

ويؤكد أبو ظريفة أن هذه المسيرات عبرت عن إرادة الشعب الفلسطيني وأثبتت قدرته على مواجهة الاحتلال منذ اليوم الأول لانطلاقها، من خلال استخدام الأدوات السلمية.

ويقول: إن الهدف الأساسي من انطلاق المسيرات هو توصيل رسالة للعالم أجمع والمجتمع الدولي بضرورة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة والتأكيد على حق العودة.

ويضيف أن المسيرات مستمرة حتى تحقيق أهدافها، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني مصمم على المضي في المسيرة رغم المعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها.

فيما يعتبر القيادي أبو دقة، أن مسيرات العودة شكلاً من أشكال النضال السلمي التي يمارسها الفلسطينيون، رفضاً للحصار الصهيوني والأوضاع الصعبة التي يعيشونها.

ويشدد على أن “المسيرات انطلقت في ظل صمت المجتمع الدولي على ممارسات جيش الاحتلال التي ترتقي لمستوى جريمة الحرب وعدم قدرته على إلزامه بالقانون الدولي الإنساني”.

ويرى أن المشاركة الواسعة في المسيرات دليل على رفض الشعب الفلسطيني كل محاولات ابتزاز الاحتلال والقرارات الأمريكية الجائرة ضده.

ويؤكد أن كل أشكال النضال السلمية مباحة بما يخدم القضية الفلسطينية وتجنيب وقوع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المواطنين من تغول الاحتلال الذي يحاول كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

شهداء وجرحى

المتابع لمسيرات العودة يجد حجم شراسة جيش الاحتلال في التعامل مع المتظاهرين السلميين وإطلاق النار المباشر صوبهم بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوفهم، وهو ما استنكره عضو الهيئة أبو ظريفة.

ويؤكد أن الاحتلال استخدم القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية للازمة للمشاركين السلميين في المسيرة.

وأدى قمع قوات الاحتلال الصهيوني للمسيرات التي تتعاظم أيام الجمعة إلى استشهاد أكثر من 260 فلسطينيًا؛ من بينهم 47 طفلاً و6 سيدات؛ فيما أصيب نحو 25 ألفًا آخرين بجراح متفاوتة.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود الدولية العاملة في غزة: إن العدد الكبير من جرحى العيارات النارية في غزة، ذوي الإصابات المعقدة والخطيرة، يفوق قدرة النظام الصحي على الاستجابة لها.

وتطالب المنظمة، بتسهيل وصول وعمل جميع مقدمي الرعاية الصحية في غزة، مناشدة دول المنطقة والعالم للمبادرة وتقديم التمويل وتوفير المجال في مستشفياتها التي تحوي قدرات جراحية متطورة.

وتشير إلى أن غالبية الجرحى الذين عالجتهم في الفترة ما بين 30 مارس/آذار و31 أكتوبر/تشرين الأول والبالغ عددهم 3117 جريحاً، من بين إجمالي من أفادت وزارة الصحة أنهم أصيبوا بالرصاص الحي وعددهم 5866 جريحاً– أصيبوا في منطقة الساق، ونتيجة لذلك يعاني 50 % منهم من كسور مفتوحة، بينما يعاني كثيرون آخرون من ضرر بالغ في الأنسجة الرخوة.

Exit mobile version