معاناة اللاجئين المصريين في حوار مع الأكاديمي المهاجر أحمد عبد الباسط

إعلام أمريكي احتفى بمنح د.أحمد عبد الباسط حق اللجوء انتصاراً للعدالة الأمريكية

 

تجربتي في اللجوء صعبة ومعقدة ولكن نجحت بعد معاناة

يختلف وضع المغتربين من دولة لأخرى والسفارات دورها معدوم

البعض وصل لمراحل الحبس داخل الدول للتعقيد وغياب الأوراق

أزمة محمد عبد الحفيظ كشفت عن تقصير وننتظر من تركيا الأفضل

اقترح إنشاء روابط مستقلة للتدخل باسم الجميع والبحث عن حياة كريمة

أتمني من رجال الأعمال بالخارج دعم الشباب لمنع الانحراف يميناً أو يساراً

للغرب دور في التصحيح ومن فتح الباب للتدخلات هو الحكومة الحالية

نرفض الإرهاب والعنف ومن دشنهما هو من أطاح بصناديق الاقتراع بمصر

الحكومة الكويتية عاقلة ومحترمة وأنشد منها وأمثالها حل الأزمة المصرية

 

 

 

فتحت أزمة ترحيل الشاب المصري المعارض محمد عبد الحفيظ من تركيا إلى مصر رغم صدور حكم بالإعدام ضده في قضية تقول المعارضة أنها سياسية ، فتحت الباب للحديث عن وضع اللاجئين والمغتربين المصريين في الخارج على خلفية الأزمة السياسية التي انطلقت في 3 يوليو 2013م بعد الاطاحة العسكرية بالدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني مصري منتخب، والتي يعتبرها النظام الحالي ثورة شعبية فيما يعتبرها معارضوه انقلاباً عسكرياً.

“المجتمع” فتحت الملف الساخن في الدوائر المصرية في حوار مع الأكاديمي المصري والمتحدث الرسمي باسم حركة جامعة مستقلة أحمد عبد الباسط الذي منحته الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً حق اللجوء بعد عامين من الانتظار وتوقيف 5 شهور.

هو اسم لامع في الأوساط الشابة بالخارج وله حضوره الإعلامي، وحاليا هو باحث في الفيزياء بالولايات المتحدة ومحاضر في أكاديمية rising star academy بالولايات المتحدة ، وسبق أن عمل مدرساً مساعداً في كلية العلوم جامعة القاهرة وكلية الآداب والعلوم جامعة قطر، وحاصل على ماجستير في الفيزياء من جامعة القاهرة، وقام بعمل أبحاث في الفيزياء النووية في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في سيرن بسويسرا، وله بحثان في ذلك المجال، وله عدة تدريبات وأبحاث في مجال الفيزياء الفلكية، ومن المتخصصين في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

تخرج بتفوق في كلية العلوم جامعة القاهرة عام 2006م بمرتبة الأول على الدفعة من قسم الفيزياء والفلك وتم تعيينه معيداً في الجامعة في نفس العام، وحصل على الماجستير في 2014م ولكن تم فصله من الجامعة في العام 2015 لآرائه السياسية المعارضة لتبدأ رحلة نرصد فصولها للمهاجر المصري المعارض الذي قد يجسد نموذجاً لأقرانه.

فإلى نص الحوار:

** كيف كانت تجربتك وصولاً إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية ؟

• تجربة صعبة ومعقدة ، فبعدما تم فصلي من جامعة القاهرة في العام 2015 ، ووضع اسمي على قوائم المنع من السفر في مطار القاهرة ، اتجهت للسفر برا ، ونجحت في الوصول إلى السودان ثم قطر ، حيث عملت مدرساً مساعداً بالجامعة وفوجئت بوضع اسمي في قضية عسكرية والحكم علي عسكريا بالإعدام في قضية لا ناقة لي فيها ولا جمل ، فاضطرت إلى مغادرة قطر بسبب قرب انتهاء صلاحية جواز السفر ، وذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقدمت على اللجوء مثلي مثل أي مصري لاجئ ومضت الإجراءات كعادتها لكن فوجئت بشكوي كيدية من مؤسسة مؤيدة للنظام المصري ضدي في إدارة الهجرة ، تزعم أني إرهابي وأدعم الإرهاب للأسف، بناء على أقوال مرسلة في الصحف المصرية، فوقفت أمام القضاء الأمريكي أكثر من مرة خلال فترة احتجاز دامت 5 شهور بداية من أبريل 2018م ولكن القضاء رفض ترحيلي إلى مصر وأعطى لي حق اللجوء في 23 أغسطس 2018م، بعد اقامتي في امريكا سنتين ونصف السنة، والحمد لله سلطت قضيتي الضوء على أزمة اللاجئين المصريين المطاردين لمعارضتهم النظام وسط دعم من وسائل إعلامية أمريكية منها نورث نيوجرسي ونيويورك بوست ونيوجرسي دوت كوم، بجانب الجالية المصرية المعارضة للانقلاب العسكري وطلابي ومنظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة هيومان رايتس فيرست ووسائل إعلام مصرية معارضة، وبعد كل هذا الضغط منحت بفضل الله اللجوء.

** كيف ترى وضع المغتربين عامة والملاحقين سياسياً منهم بالأساس في الخارج ودور السفارات معهم ؟

• الوضع يختلف من دولة لأخرى، ففي الولايات المتحدة الأمريكية الوضع مستقر نوعاً ما، تتقدم بأوراق اللجوء وتأخذ وقتك وإذا كان هناك إشكالية يتم النظر فيها كما حدث معي، والأمر مستقر كذلك في كندا ولندن، ولكن الأمر مأساوي مليء بالتعقيدات والأزمات في دول أفريقيا كالسودان مثلاً، ودول أخرى كتركيا وماليزيا، والإشكاليات تلاحق الشباب فهم المضطهدون عادة ويحتاجون للتعامل معهم بمنظور إنساني آخر يراعي تقدمهم بتأشيرة سياحية أو دراسة أو للجوء من الخارج للدخول إلى البلد فالدول تعطي إقامات قصيرة للأسف.

وفي هذا المناخ يظهر الدور السلبي للسفارات المصرية في الخارج فهو دور مؤسف حيث ترفض تجديد جوازات السفر والتعامل مع أوراق المصريين المعارضين في الخارج بشكل منصف وقانوني، رغم أنه من المفترض أن السفارات المصرية تخص الدولة لا النظام كما يجب أن تكون حريصة على تنمية حب الوطن خاصة لدى الشباب، لكن الأزمة وصلت إلى رفض تسجيل المواليد في بعض الأماكن وطلبهم من المعارضين النزول إلى مصر للتسجيل، وفي المقابل يحصل المؤيدون على دعم وافر من السفارات المصرية وانجاز لأوراقهم، وهذا قمة في الظلم البين مع العلم أن أداء السفارات المصرية قمة في الروتين في كل الحالات.

والمحصلة في ظل هذا الوضع أن الشباب على وجه الخصوص يصلوا لمراحل الحبس الاجباري داخل الدول لانتهاء صلاحية أوراقهم وعدم استطاعتهم تجديدها.

** كيف ترى ترحيل الشاب محمد عبد الحفيظ وهل لديكم حصر بعدد سابق؟

• ليست لدي حصر بالملاحقين السياسيين الذين جرى توقيفهم أو ترحيلهم في الخارج ولكن هناك أمثلة بارزة على توقيف العديدين في دول عدة منهم أنا في أمريكا لمدة 5 شهور، والناشط عبد الرحمن عز مرتين، ووزير الشئون البرلمانية في حكومة 2012م الدكتور محمد محسوب في إيطاليا، والإعلامي المصري أحمد منصور في ألمانيا، بجانب العديد من الشبان المعارضين.
وترحيل محمد عبد الحفيظ ، قضية كشفت عن تقصير في أمره وكان في الإمكان أفضل مما كان، خاصة أن الأمر جرى في تركيا، والتي كان يمكن أن تتدخل إيجابياً للحفاظ على الشاب المعارض الذي يواجه حكماً غير قانوني بالإعدام، خاصة أن بلد كإيطاليا تدخلت مرتين في مواقف كهذه ورفضت ترحيل شابين معارضين ملاحقين سياسياً.

** كيف ترى حل الأزمة الخاصة بالمغتربين واللاجئين المصريين في الخارج؟

• الحل من وجهة نظري عمل رابطة مستقلة تتحرك باسمهم تقودها شخصيات مقبولة في المجتمع الغربي، للتدخل باسم الجميع، دون الدخول في تفاصيل انتماء هذا لحزب كذا أو مجموعة كذا، وكذلك من أجل البحث للمغتربين عن عمل وسكن وفرص تعليمية جيدة وحياة كريمة لحين زوال الأزمة المصرية.

وأتمني من رجال الأعمال والمقتدرين في الخارج أن يدعموا الشباب خاصة بالمنح الدراسية وفرص العمل، حتي لا ينحرفوا سواء أقصى اليمين أو أقصى اليسار.

** بحكم تواجدك في الخارج، هل يمكن أن يكون للحكومات الغربية والإدارة الأمريكية خاصة دوراً في حل القضية المصرية ؟

• بالقطع للحكومات الغربية والإدارة الأمريكية دور كبير في حل الأزمة المصرية كما كان بعضهم جزء من الأزمة، وظهر هذا بوضوح في مشكلة الحقوقية آية حجازي والناشط محمد سلطان حيث تدخل الرئيسين الأمريكيين دونالد ترامب وأوباما لخروجهما كلا في عهده ، وبالتالي نحن نحاول التواصل والضغط على أعضاء الكونجرس الجدد للتركيز على حقوق الإنسان بمصر وقضاياها.

وكان واضحا تأثير حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حقوق الإنسان في مصر، فبعده تحدث العالم عن وضع حقوق الإنسان المتدهور في بلدنا، وهو ما يظهر مع صدور مجرد تقرير من الخارجية الأمريكية، وبالتالي فالغرب عليه دور في تحسين ظروف المصريين عبر التحرك بطريقة واضحة ومنظمة للضغط على الحكومة المصرية المتورطة في انتهاكات عديدة، كما كان سببا في عرقلة المسار الديمقراطي لثورة 25 يناير.

** ألا تعتبر هذا التواصل تدخلاً في الشأن المصري الداخلي؟!

• بالطبع لا، فمن فتح باب التدخلات الغربية هو من جاء على الدبابة محتمياً بالغرب للإطاحة بنظام منتخب، وبالتالي ما نقوم به هو تصحيح الصورة الذهنية عن ثوار 25 يناير وبعض ممثليها المنتخبين فيما بعد الثورة، وكذلك نساعد الغرب على تصحيح أخطائه التي حدثت عبر دعمه للاستبداد والتغيير غير السلمي للسلطة، ونحن في ذلك كله كمعارضة محبة لوطنها نضع نصب أعيننا حفظ الاستقلال للقرار المصري، فالديمقراطية التي نبحث عنها والحرية التي دفعنا فيها أثمان باهظة هما جناحا الاستقلال الذي نريد لبلدنا وبالتالي المتهم بفتح الباب للتدخلات الغربية هو من فتح الباب للإرهاب والعنف اللذان نرفضهما، وكان ذلك في 3 يوليو 2013م ببيان أطاح فيه بالرصاص بصناديق الاقتراع تحت غطاء حملات زائفة.

** بعد كل هذه السنوات، هل اشتاقت إلى مصر؟ ومتى تعود لحضن الوطن؟!
. عن نفسي، أتمني أن أرجع لجامعتي وطلابي وبلدي وسكني سريعاً، خاصة أني دخلت في السنة الخامسة، ولكن أعتقد أن عودتنا لمصر مرتبطة بتغيير الحكومة الحالية وسقوط الأحكام الجائرة بحقنا والاتفاق الواسع على تحقيق أحلام ثورة 25 يناير من كرامة وعدالة ومساواة وحرية.

** هل لك كلمة أخيرة ؟

• أنا أوجه التحية لأهل الكويت حكومةً وشعباً وفي القلب منه مجلتكم وكل العقلاء المحترمين في الأوطان العربية، وأتمني أن تكون للحكومة الكويتية وهي حكومة عاقلة محترمة، مثل حكومات المغرب وتونس وعُمان، أتمنى أن تلعب دوراً جيداً في الضغط على الحكومة المصرية لتفريج الكرب عن المسجونين ووضع حل للمأساة الحالية، أو الترحيب باللاجئين في الخارج لحين انتهاء الأزمة.

كما أوجه التحية لمجلس الأمة الكويتي الذي باتت مواقفه مع القضية الفلسطينية والأزمة السورية تاريخية ومحل تقدير واحترام.

Exit mobile version