مغارة “الشياطين” الفلسطينية تواجه شياطين المنطقة من المستوطنات والمستوطنين

تعتبر بلدة قراوة بني حسان في محافظة سلفيت من البلدات الفلسطينية المخنوقة بالمستوطنات والمستوطنين، ومخزونها التراثي محاصر بإجراءات استيطانية واحتلالية تمنع من تشكيل مسار سياحي يكون عنصر جذب للسياحة في فلسطين.

يتحدث د. سامر ريان رئيس بلدية قراوة بني حسان عن كنوز البلدة التراثية قائلاً لـ”المجتمع”: هناك مغارة يطلق عليها مغارة الشياطين وعمرها يفوق الألفي عام، وأطلق عليها هذا الاسم لوجود الصواعد والنوازل نتيجة التفاعلات الكيماوية في الصخور ومنظرها الخلاب من خلال هذه الصواعد والنوازل أطلق عليها مغارة الشياطين، إضافة إلى آثار يونانية وكنعانية ورومانية وتركية، ووجود الاحتلال والمستوطنات يمنع من تشكيل مسار سياحي في فلسطين.

وأضاف ريان: وجود الآثار في منطقة “ج” حسب تصنيف اتفاقية أوسلو وسيطرة الاحتلال أمنياً وإدارياً على المكان يمنع من إقامة بنية تحتية تجعل المكان مكاناً سياحياً بامتياز، فالمنطقة قريبة منها مستوطنة ياكير ومعسكرنوفيم.

وأشار إلى أن وجود المستوطنات أثر سلباً على المكان التاريخي، وهناك تخوف من استثمار سلطة الآثار الإسرائيلية لهذا المكان، مبيناً أن الاستيطان يصادر الأرض والتاريخ معاً، ومنع البلدية وسلطة الآثار من صيانة المكان وشق الشوارع التي تسهل الوصول إلى هذه الأثرية، يجعلها معزولة عن محيطها الفلسطيني، والوصول إليها يكون بالأقدام لصعوبة الوصول بالمركبات.

وتابع ريان قائلاً: 5500 مواطن في قراوة بني حسان محاطون بالمستوطنات التي تخنقهم وتعزلهم، فمن الجهة الغربية مستوطنة ياكير ورفافا ومعسكر نوفيم، ومن الجنوب مستوطنة بركان ومعاليه أفرايم، ومن الشمال حفات يائير، وستقام مستوطنة جديدة بين قراوة بني حسان وبلدة بديا وبهذه المستوطنة تكتمل حلقة الحصار على بلدة قراوة بني حسان، وتصبح سجناً لأهالي البلدة.

ولفت ريان قائلاً: الاستيطان لا يصادر أرضنا، بل يمنعنا من تطوير حياتنا ويسلبنا المستقبل، فوتيرة الاستيطان في المنطقة بعد سنوات ستجعل التجمعات الفلسطينية غير قابلة للحياة بعد مصادرة الأرض والثروات الطبيعية والكنوز التاريخية، ونحن في بلدة قراوة بني حسان مثال حي عن آثار الاستيطان الكارثية على الفلسطينيين، فلا تواصل مع الجغرافيا والتاريخ معاً.

وقال ريان: كما قلت سابقاً، لا نعلم ما يخطط الاحتلال لهذه المنطقة التاريخية بعد إحاطتها بالمستوطنات ومعسكرات للجيش، فالاحتلال والاستيطان يمارس عملية التدرج في الاستيطان وسلب الثروات، فبداية الاستيطان كانت مجموعة من الكرفانات ثم تحولت إلى بيوت ثابتة وبعدها إلى مدن استيطانية تسيطر على مساحات كبيرة، واليوم هناك مخطط لربط كل المستوطنات في المنطقة بشبكة مواصلات داخلية مع بناء مدينة استيطانية جديدة.

ويقول رمضان شتات، رئيس بلدية بديا السابق المجاورة لبلدة قراوة لـ”المجتمع”: هذه المنطقة مستهدفة من قبل الاستيطان، ومجلس المستوطنات في الضفة الغربية يقوم بتوسيع المستوطنات القائمة وبناء مستوطنات جديدة حتى تتغير معالم المنطقة بشكل كامل لصالح المستوطنين، فسلطات الاحتلال تمنع الفلسطيني من استثمار أرضه والبناء فيها حتى تبقى فارغة، ومع مرور الزمن تستغل دولة الاحتلال هذه الأراضي غير المسوح إعمارها لبناء مستوطنات جديدة كما هو حاصل الآن، حيث يوجد مشروع لبناء مستوطنة بين بديا وقراوة بني حسان ستعزل البلدتين عن بعضهما بعضاً، ويسهل حصارهما والتضييق على المواطنين، ومصادرة الكنوز التاريخية في المنطقة وتهويدها.

يشار إلى أن أكبر الكتل الاستيطانية تتواجد في شمال الضفة الغربية القريبة من منطقة الوسط في الداخل الفلسطيني التي يطلق عليها منطقة هشارون.

Exit mobile version