– أبو يوسف: الأحزاب الإسرائيلية اختارت المستوطنات لإطلاق حملتها الانتخابية
– برنجية: الاحتلال شرع في فصل وسط الضفة عن جنوبها بالاستيطان
– دغلس: هناك عدوان على الأرض الفلسطينية وتم مصادرة آلاف الدونمات
صعدت سلطات الاحتلال الصهيوني من حربها الاستيطانية على الأرض الفلسطينية، وقررت إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وذلك قبيل الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في التاسع من أبريل القادم، وبات السباق بين الأحزاب الصهيونية على دعم وتشريع الاستيطان هو السبيل لكسب قلوب المستوطنين الذين سخرت لهم حكومة اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو كل الإمكانات من أجل خدمتهم بهدف السيطرة بالكامل على الضفة المحتلة وقتل أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.
آلاف الدونمات الزراعية الفلسطينية تم الاستيلاء عليها في قلقيلية وسلفيت وبيت لحم والقدس بهدف إقامة تكتلات استيطانية ضخمة يتم فيها إطباق الخناق على كافة المدن الفلسطينية وعزل الوجود الفلسطيني في المناطق السكنية ومنع التمدد السكاني الفلسطيني في منطقة الأرياف التي تصف وفق اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال بالمنطقة “ج” التي تشكل 62% من مساحة الضفة المحتلة.
حرب على الوجود الفلسطيني
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ”المجتمع”: إن الاحتلال الإسرائيلي أشعل حرب الاستيطان، والأحزاب الإسرائيلية بأنواعها المختلفة أطلقت حملتها الانتخابية من داخل المستوطنات، وهو دليل على أن كل الأحزاب الإسرائيلية تدعم الاستيطان وتقدم كل التمويل له، واختيار المستوطنات لإطلاق الحملات الانتخابية هو إعلان حرب على الوجود الفلسطيني.
ولفت أبو يوسف إلى أن الاستيطان على الأرض الفلسطينية يحظى بدعم ورعاية كاملة من واشنطن التي باتت تؤيد علناً الاستيطان بعد أن كانت في السابق تلتزم سياسة الصمت.
الضم الكامل للضفة
ومع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، دعت وزيرة العدل الإسرائيلية إيلي شاكيد إلى ضم المنطقة “ج” في الضفة المحتلة للسيادة الإسرائيلية وتكثيف الاستيطان الإسرائيلي فيها، واستكمال بناء جدار الفصل العنصري، وإيجاد كتل استيطانية متواصلة جغرافياً، وإعطاء المستوطنات حق أولوية في التطوير.
فصل جنوب الضفة عن وسطها
بدوره، قال الخبير في مجال الاستيطان حسن برنجية لـ”المجتمع”: إن الاحتلال شرع بإقامة أحزمة استيطانية ضخمة في محيط مدينة بيت لحم، وباتت المدينة يطوقها الاستيطان من كل جانب بهدف فصل وسط الضفة المحتلة عن جنوبها بالاستيطان، لمنع أي تواصل جغرافي بين المدن الفلسطينية، لافتاً إلى أن الاحتلال بدأ بإقامة 2500 وحدة استيطانية في المستوطنات التي تقع في محيط مدينة بيت لحم.
وأكد برنجية أن المخطط الصهيوني واضح هو حصر الوجود الفلسطيني في كانتونات صغيرة معزولة، في حين يتم تطويق البلدات والمدن الفلسطينية بالاستيطان والطرق الالتفافية التي تجاوز طولها 1400 كيلومتر.
في سياق متصل، قال مسؤول ملف الاستيطان والجدار في شمال الضفة المحتلة غسان دغلس لـ”المجتمع”: يومياً يتم مصادرة مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين بهدف ضمها للمشاريع الاستيطانية التي زادت وتيرتها مع قرب الانتخابات الإسرائيلية التي باتت وسيلة وجسراً من قبل الأحزاب الإسرائيلية لتحقيق غاياتهم أولاً وغايات المستوطنين بالاستيلاء على أكبر مساحة ممكن من الضفة المحتلة.
ودعا دغلس إلى تصعيد المقاومة الشعبية وإعلان النفير العام في كافة المناطق التي تتعرض للاستيطان والنهب لأرضها من قبل الاحتلال والتصدي لهم، مشيراً إلى أن هيئة مقاومة الاستيطان والجدار أعلنت حالة النفير العام قبيل الانتخابات الإسرائيلية خاصة في منطقة الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة، التي شكلت نموذجاً فريداً في وجه مخططات التهجير والاقتلاع.