فيديو “سطو مسلح” بمصر يثير جدلاً حول الفقر والتراخي الأمني

أثار فيديو وثق عملية سطو مسلح على محل ذهب، مساء الجمعة، بمصر جدلاً في تعليقات النشطاء المعارضين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وربطه البعض بتوابع الفقر والأمن السياسي المتزايد في مصر، فيما ركزت وسائل الإعلام الحكومية على الإجراءات الأمنية لملاحقة الجناة، ووصفته بتواتر لافت بأنه “حادث نادر الحدوث في مصر”.

مخاوف حاضرة

النشطاء ورواد التواصل الاجتماعي صنفوا الحادثة على أنها إهمال أمني وأحد توابع الفقر والجوع وفق ما قالوا.

وكتب الإعلامي المعارض والحقوقي هيثم أبو خليل على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تعليقاً على الجريمة: “هذا ليس مشهداً من فيلم أجنبي..! “هذا” حضرتك عملية سطو مسلح على محل جواهرجي اسمه مجوهرات الطويل بشارع الجيش بالبوابة الرابعة، بمنطقة حدائق الأهرام..! في جمهورية مصر العربية.. التعليق لحضراتكم..!”.

وكانت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ناقمة بشدة على الجريمة، وتصدر الربط -فيما بدا- بينها وبين الغلاء والفقر التعليقات، وقال أشرف الرياني: هذا هو المتوقع في ظل الضغوط وارتفاع الأسعار ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

ورأت درة محمود أن تصاعد تلك الجرائم طبيعي في ظل ما وصفته بـ”الغلاء الفاحش والرقود الاقتصادي الذي ليس له مثيل”.

وتوقعت هبة عادل في تعليقها أن الشعب قد يأكل بعضه بعد غلاء الأسعار وعدم وجود عمل”.

وتأتي تعليقات المغردين مواكبة مع رأي أحد أبرز المتخصصين في المجال الاقتصادي الخبير المصري ممدوح الولي الذي كتب قبل أيام في مقال بعنوان “الناس لا تأكل مؤشرات اقتصادية”، حيث قال: عندما يسمع المواطن أن البنك المركزي المصري يقول: إن معدل ارتفاع الأسعار بشهر يناير الماضي أقل من 9% خلال سنة، فسيكون رد الكثيرين قاسياً نظراً لما يعانونه من غلاء فاحش، ولهذا استعاض الناس عن المؤشرات الحكومية لارتفاع الأسعار بمؤشرات خاصة بهم، حيث يتخذ كثير من المقيمين بالريف تغير سعر كيلو اللحم كمعيار لتطور الأسعار، بينما يتخذ آخرون تغير سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري كمعيار.

الخوف من التراخي الأمني في الملف الجنائي كان حاضراً، وقال أحمد الهواري ساخراً: وما زال القادم أحلى يا شعب مصر، فيما دعا إسلام وحيد الله عز وجل أن يستر على مصر مما هو المجهول القادم.

وتعجبت مي عبدالمنعم من حدوث ذلك في مصر التي من المفترض أنها “بلد الأمن والأمان”! فيما قالت مروة عبدالسلام في تعليقها على فيديو للإعلامي المقرب من السلطة أسامة كمال يتطرق للجريمة: “لا يوجد أمن نهائي في مصر”.

وربط البعض بين تعديل الدستور وتصاعد العمليات الإجرامية بصورة فجة، وقال ياسر عطيفي ساخراً: “لا بد من تعديل الدستور بسرعة كي نحقق الأمن والاستقرار” في إشارة إلى أن العمليات مفتعلة وهو رأي رائج في التعليقات التي استخدمت اللغة العامية المصرية للتعبير عن دهشتها من تصاعد عمليات إرهابية وجنائية كبيرة فجأة مع تعديل الدستور.

وكانت الأجهزة الأمنية المصرية أعلنت، عصر الجمعة، عن إبطال مفعول قنبلة بدائية في محافظة الجيزة كذلك واتهمت جماعة الإخوان المسلمين بزرعها، فيما لم ترد الجماعة على الاتهامات ولكن عادة تنفي الجماعة اللجوء للعنف أو ارتكاب أي جرائم إرهابية.

{source}
<iframe src=”https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fmugtama%2Fvideos%2F2088475017899732%2F&show_text=0&width=560″ width=”560″ height=”316″ style=”border:none;overflow:hidden” scrolling=”no” frameborder=”0″ allowTransparency=”true” allowFullScreen=”true”></iframe>
{/source}

هجوم على منطقة مهمة

وهاجم 4 مسلحين مجهولين، مساء الجمعة 15 فبراير، محلاً للمجوهرات في محافظة الجيزة، جنوبي العاصمة القاهرة، في منطقة حدائق الأهرام القريبة من المنطقة الأثرية المعروفة عالمياً، وسرقوا محتوياته، قبل أن يفروا من المكان بسيارة، وفق ما أظهرت كاميرات المراقبة في المحل.

ونقل العامل وصاحب المحل اللذان أصيبا في الهجوم إلى أحد المستشفيات، بعد إصابتهما بجروح بالغة جراء استهدافهما من أحد الأشقياء الأربعة بثلاث رصاصات، فيما فتحت السلطات المصرية تحقيقاً في الحادث.

ونشرت مديرية أمن الجيزة دوريات أمنية لتضييق الخناق على الجناة والقبض عليهم، فيما ضربت طوقاً أمنياً حول مكان الحادث، وأخلت الشوارع المحيطة به من المارّة، واستعانت بكاميرات المراقبة في البنايات المجاورة؛ في محاولة للتعرف على المتورطين في الحادث.

وبحسب رصد “المجتمع”، فقد تعرض محيط المنطقة، في 15 فبراير 2018 قبل عام، إلى محاولة سطو لمسلحين على سيارة في نفس المنطقة وهي حدائق الأهرام، وعرض الجريمة موثقة الإعلامي المقرب من السلطة وائل الإبراشي، خلال برنامجه وقتها “العاشرة مساء”.

وأظهرت كاميرا المراقبة محاولة 3 مسلحين، يستقلون سيارة ملاكي، السطو على سيارة أخرى، لكن نجح قائد السيارة المستهدفة، كما يظهر الفيديو، في إحباط الخطة التي كانت تعتمد على قيام 3 مسلحين باعتراض سيارته بالأسلحة النارية، في حين ذهب رابعهم لفتح باب السيارة المستهدفة للسطو على متعلقات أفرادها، ولكنه تمكن من تفادي محاولة السطو على أفراد أسرته من خلال الرجوع بسيارته إلى الخلف والانطلاق سريعاً.

Exit mobile version