لقاءات موسكو حول المصالحة الفلسطينية.. تشاور أم حسم للخلافات المستعصية؟

– موسى: لقاءات موسكو تحمل أبعاداً سياسية مختلفة ومهمة للقضية الفلسطينية

– خلف: لن يحدث فيها اختراق والقاهرة هي المكلفة بملف المصالحة 

– مقبول: مهمة ومرحب بها ولكن الدور المصري هو الأساس في ملف المصالحة الفلسطينية

 

قلل الفلسطينيون من فرص نجاح اللقاء الذي دعت إليه موسكو وجمعت فيه 10 فصائل فلسطينية بهدف التشاور حول ملف المصالحة الفلسطينية وعلى رأسها وفود حركتي “فتح” و”حماس”، ووصفوا تلك اللقاءات بأنها عبارة عن ورشة عمل لا ترقى لحوارات يمكن فيها حسم القضايا الخلافية بين حركتي “فتح” و”حماس”، وإذابة الجليد بين الطرفين.

اللقاء الذي بدأ عملياً بوصول كافة وفود الفصائل الفلسطينية لموسكو، ما زال يصطدم بتعنت حركة “فتح” التي تلوح بتشكيل حكومة جديدة بعد إقالتها لحكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله، بدون أن تكون “حماس” والفصائل الفلسطينية شريكة فيها، وهذا يمثل ضمنياً انتكاسة خطيرة في ملف المصالحة الفلسطينية.

“حماس” في موسكو

من جانبها، أعلنت حركة “حماس” أن وفدها الذي وصل لموسكو للمشاركة في حوارات موسكو التي ستنطلق يوم الثلاثاء 12 فبراير برعاية روسية ستركز على ملف المصالحة الفلسطينية وسبل تجاوز الخلافات الداخلية، وكذلك تطوير العلاقات مع موسكو، لكن عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف قال لـ”المجتمع”: إن لقاءات موسكو هي لاستكشاف المواقف وتبادل الآراء، ولن يتم فيها حسم القضايا الخلافية؛ لأن القاهرة هي الراعية الأولي لملف المصالحة.

ولفت خلف إلى أن لقاءات موسكو حول المصالحة لا يمكن وصفها بحوارات بل هي ورشة عمل يتم فيها تبادل الآراء حول سبل الخروج من مأزق المصالحة، مؤكداً أن هناك اتفاقيات جاهزة تحتاج للتطبيق والنوايا الصادقة من أطراف الخلاف “فتح” و”حماس”.

وحذر خلف من تسرع حركة “فتح” وتشكيل حكومة جديدة بدون توافق وطني شامل يقود لإجراء انتخابات شاملة وتجديد المؤسسات الوطنية الفلسطينية.

في الغضون، قال القيادي في حركة “فتح” أمين مقبول لـ”المجتمع”: إن لقاءات موسكو مهمة ومرحب بها، ولكنه يجب التأكيد أن الدور المصري هو الأساس في ملف المصالحة الفلسطينية، خاصة وأن القاهرة قطعت شوطاً طويلاً في هذا الملف توج باتفاق القاهرة الشهير حول هذا الملف.

وأشار مقبول إلى أن رؤية حركة “فتح” واضحة في ملف المصالحة، بأنه لا حوارات جديدة حول ملف المصالحة بدون تمكين شامل للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، في حين اعتبر القيادي في حركة “حماس” يحيى موسى لـ”المجتمع” أن الرئيس عباس هو من ينسف تفاهمات المصالحة بسعيه لتشكيل حكومة بشكل منفرد بدون إجماع وطني، مؤكداً في الوقت ذاته أن لقاءات موسكو تحمل أبعاداً سياسية مختلفة ومهمة للقضية الفلسطينية.

رؤية روسية

من جانبه، قال المحلل السياسي محمد سالم لـ”المجتمع”: إن معهد الدراسات الشرقية التابع لوزارة الخارجية الروسية، يريد من خلال تلك الجولات الحوارية معرفة مواقف الفصائل الفلسطينية حول جملة من القضايا ومحاولة إنجاز ورقة مقاربة للمواقف في محاولة لأن تكون نقطة انطلاق نحو حوار فلسطيني شامل تتفق الفصائل على مكانه، بما يقود لإجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية.

وأشار سالم إلى أن لقاءات موسكو ستحمل في مرحلتها الأولى صفة الاستكشاف، لكنها بدون تأكيد لن تكون بدلاً عن حوارات القاهرة والرعاية المصرية لملف المصالحة الفلسطينية التي بدأت عام 2005.

Exit mobile version