تونس تواجه الأمطار والثلوج.. وفيضان الأودية يجبر السكان على الرحيل

يتوقع الرصد الجوي في تونس أن يشهد الطقس بداية من الأربعاء 6 فبراير عودة الصحو والدفء التدريجي واعتدال أغلب مؤشرات الطقس خلال نهاية هذا الأسبوع، وذلك بعد تنقّلت التقلبات الجوية إلى الجانب الشرقي للمُتوسّط.

ارتفاع منسوب مياه “مجردة”

وكانت أغلب مناطق البلاد، ولا سيما الشمال الغربي لتونس، قد شهدت نزول الغيث النافع، مع نزول الثلوج في عين دراهم، وجندوبة، والقصرين، والكاف، وسدّت عديد الطرقات مما اضطر الحماية المدنية للتدخل، سواء لفتح الطرق، أو إنقاذ العالقين، أو إنقاذ السكان الذين حاصرتهم المياه في عدد من المناطق بالشمال الغربي، حيث اجتاحت مياه الأمطار ومياه وادي مجردة مساء الثلاثاء 5 يناير نحو 61 مسكناً بكل من مدينة جندوبة ومنطقة العوايشية وأولاد الحاج بمنطقة الجريف، وذلك بعد أن سجل منسوب مياه وادي مجردة الذي يشق المدينة ارتفاعاً قدر بـ12 متراً.

وتوزعت المساكن التي اجتاحتها المياه بين 30 مسكناً بحي الزغادية بمدينة جندوبة أغلبها بحي الأمل، و7 مساكن بحي التيميري و4 مساكن بقرية أولاد الحاج بمنطقة الجريف التابعة لمعتمدية جندوبة و20 مسكناً بمنطقة العوايشية المحاذية لوادي ملاق من نفس المنطقة. وفاق مستوى المياه التي اجتاحت المساكن أكثر من متر ونصف المتر في بعض الأحيان، وهو ما جعل عدداً من المتساكنين يستعينون بزوارق الحماية المدنية والشاحنات الثقيلة للتحول إلى مراكز الإيواء قبل أن يؤمنوا أثاث منازلهم بالأسطح.

وسبب ارتفاع منسوب مياه مجردة حالة من القلق في صفوف متساكني التجمعات السكنية القريبة من الوادي في كل من غار الدماء ووادي مليز وجندوبة وجندوبة الشمالية وبوسالم وبلطة بوعوان، خوفا من فيضانات قد تجتاح مياهها منازلهم، وقام متساكنون برفع أثاث منازلهم على الأسطح بعد أن مكنتهم لجنة تفادي الكوارث من قطع بلاستيكية تستعمل لتغطية أغراضهم والاستعانة بها للتوقي من الأمطار، كما ركز أعوان الحماية المدنية زوارقهم الصغيرة لإجلاء الراغبين وإيداعهم مراكز الإيواء القريبة وتمكين المتساكنين المحاصرين بالمياه من التنقل.

وحسب مقرر اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة، فإن منسوب مياه وادي مجردة قد بدأ في التراجع في كل من غار الدماء ومدينة جندوبة مقابل انتظار ارتفاعه في مدينة بوسالم، وكانت اللجنة قد أصدرت بلاغاً، دعت فيه المتساكنين القريبين من ضفاف وادي مجردة والوديان المغذية له إلى مغادرة منازلهم بعد أن وفرت لهم معدات النقل، كما دعت اللجنة المتساكنين إلى إجلاء حيواناتهم تحسبا لفيضانات محتملة.

ثلوج تعيق الحركة

من جانبه، أكد المدير الجهوي للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية بالقصرين أحمد الميساوي، في تصريحات إعلامية، أن كل الطرقات الرئيسة الوطنية والجهوية المرقمة بالمعتمديات التي شهدت خلال الأيام الماضية تساقط كميات مهمة من الثلوج على غرار تالة والعيون وجدليان تم فتحها، وأن مصالح التجهيز انطلقت منذ صبيحة يوم الثلاثاء 5 يناير في معاينة المسالك المعبدة وفتحها ليتم إثر ذلك التدخل في المسالك الترابية بعد تحسن الوضع الجوي وذوبان الثلوج وجفاف المسالك.

وأضاف الميساوي أن المعتمديات المذكورة شهدت تساقط كميات متفاوتة من الأمطار مصحوبة برياح قوية مما ساهم بشكل كبير في ذوبان الثلوج، لافتاً في سياق متصل إلى أن الرياح القوية التي شهدتها عدة مناطق بالجهة خلال موجة البرد الأولى والثانية تسببت في سقوط حوالي 30 علامة مرورية وأنه يتم حاليا العمل على إرجاعها.

وبالتوازي مع ذلك، واصلت الفرق الفنية لإقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز بالولاية تدخلاتها لإصلاح الأعطاب الكهربائية بمختلف المناطق التي نزلت بها الثلوج والأخرى التي شهدت هبوب رياح قوية تجاوزت 100 كلم في الساعة منها معتمديات جدليان وحاسي الفريد وماجل بلعباس وفريانة تسببت في سقوط عدد هام من الأعمدة الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي على المتساكنين.

مساكن تغمرها المياه

ويشار إلى أن الوضع الجوي بالجهة شهد انفراجة نسبية بأغلب المناطق اليوم الأربعاء وتوقفت الثلوج عن التهاطل وخفت حدّة الرياح، وبعد أن تسبب فيضان الأودية وارتفاع منسوب سد كساب بباجة، الثلاثاء، في تسرب المياه إلى عدد من الأحياء السكنية بمدينة باجة ومنها حي الضمان 2 ومعهد ابن منظور، كما يتواصل انقطاع عدد من الطرقات ومنها طريق عين سلطان الرابط بين باجة ونفزة.

من جهة أخرى، تواصل انقطاع الطريق المعبدة وغير المرقمة على مستوى قنطرة مستوتة الرابطة بين سيدى إسماعيل ومستوتة بباجة الجنوبية نتيجة ارتفاع منسوب وادى مجردة، وقررت لجنة مجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بوزارة الفلاحة التوقف الفوري والمؤقت عن تحويل مياه سدي بني مطير وبوهرتمة إلى سيدي سالم لفسح المجال لمرور ذروة الدفق بوادي مجردة على مستوى بوسالم في وقت أوصت فيه السكان المتواجدين بالمناطق المتاخمة لوادي مجردة وروافده بتوخي الحذر

تواصل حالة التأهب

وأكدت وزارة الفلاحة أن خلية المتابعة بالوزارة ستبقى في حالة تأهب وانعقاد دائم بالتنسيق مع اللجان الجهوية والمحلية لمجابهة أي طارئ، رغم تحسن الأوضاع نسبياً، وأن مصالحها المختصة تقوم بالمتابعة الحينية لارتفاع منسوب المياه.

وذكّرت الوزارة السكان بعدم الاقتراب من كل المنشآت المائية على غرار السدود والبحيرات الجبلية ومجاري الأودية وترك المواشي في الخارج والحرص على وضعها داخل الإسطبلات وإبعادها عن مجاري الأودية.

ودعت الفلاحين إلى جمع الآلات الفلاحية بالضيعة والتجهيزات ووضعها في مكان آمن وإلى إعادة التثبت من متانة تركيز البيوت المكيفة تحسباً لهبوب رياح قوية.

Exit mobile version