دليلك لمواجهة المشكلات بنجاح وأقل مجهود

المشكلات زائر سخيف يقتحم ويفسد المزاج ويعطل ويؤلم، ولا تخلو حياة أي إنسان منه؛ فيرتكب أخطاء تطيل إقامته وتضاعف أوجاعه، وفي الأسطر التالية نقدم أهم الأخطاء لنتجنبها، ونفوز بأفضل تعامل مع المشكلات لتقليل الوجع وانتزاع الخبرات.

– يغزونا الإحباط عند زيادة المشكلات، وهو سم قاتل.. حاربْه بتذكير نفسك بالنعم التي لديك وستتحسن معنوياتك.

– إذا تعرضت –لا قدر الله- لمشكلات كثيرة فلا تواجهها كلها مرة واحدة فتهزمك، لكن قم بتجزئتها وابدأ بالأهم، وافرح بأي انفراجة ولو كانت قليلة، واعتبرها بداية لخير أوسع، ولا تنس شكر الرحمن؛ فالشكر يزيد النعم.

– لا تعتبر الانفراجة نهاية المطاف وتخدع نفسك، واصل السعي بثبات ويقين أن الرحمن سيساعدك، واطمئن فستمر المحنة، وستتعلم منها ولن تؤذيك ولا تزدها بالاستسلام للتوتر أو العصبية مع الأهل والأصدقاء.

– لا تعش في إطار الضحية أو بقلة الحيلة.

حوّل خسائرك لمكاسب

– تحمل مسؤوليتك في صنع المشكلة –أحياناً- ولا تجلد نفسك، فالاعتراف بدورك في صنع المشكلة يساعدك على منع تكرارها، ويجعلك أكثر رضاً وأنت تعالجها، والعكس صحيح.

– مشكلاتك ليست محنة أو كارثة، وحتى إذا لم تُحل -كما ترغب- فستقلل ضررها، وافرح ولا تطلب الحد الأقصى واربح الخبرة والنضج.

– لا ترهق نفسك بأسئلة مثل: لماذا حدث هذا لي؟ ولماذا أعاني وحدي؟ فذلك يستنزف الطاقات ويورثك السخط وله أضراره الدينية والدنيوية.

قل: كيف أتغلب عليها وأمنع تكرارها وأحول خسائري إلى مكاسب؟

– لا تكبت رغبتك بالبكاء، بشرط ألا تزرع الشعور بقلة الحيلة في عقلك وقلبك، واستخدم البكاء للتخفيف من الإحساس بالضغط النفسي.

– لا تواجه مشكلاتك بالغضب والصراخ؛ حتى لا تزداد وتوقع بنفسك في المزيد، قم بتمثيل الهدوء ولا تتسرع بالتصرف ولا تقل ما تندم عليه لاحقاً، وتدرب على تأجيل رد فعلك وستربح كثيراً، والعكس صحيح.

– لا تهرب من مواجهة مشكلاتك بالنوم أو في الاستغراق بالإنترنت أو الفضائيات أو بالمقاهي؛ فلن يحلها غيرك بعد الاستعانة بالرحمن.

– لا تتسرع؛ فأول حل ليس دائماً الأفضل.

خطوات عملية

– واجه سبب المشكلة وليس أعراضها؛ فإذا واجهت مشكلة مادية طارئة فابحث عن سبب عدم وجود مدخرات واجعلها فرصة لضبط مصروفاتك.

– اهتم بالبحث عن حل وليس عن تعاطف؛ الأول يوسع حياتك، والآخر يزيد المشكلة؛ فتحس بالرثاء على نفسك وتحزن، والحزن أسوأ عدو.

– لا تتدخل بحياة الآخرين فهذا من مسببات المشكلات.

– فكر بأسوأ الاحتمالات؛ ليس لتحزن ولكن لتأخذ بالأسباب لمنعها.

– عندما تفكر بحل وتشعر بالانفراج فهذا دليل على التفكير الجيد، والعكس صحيح.

– إذا جربت حلاً ولم توفق؛ فلا تستسلم واسترح وتجنب من يحبطونك ولا تقل: لا فائدة أو حظي سيئ، وأعد تقييم الموقف، وفكر بحلول أخرى، واطرد العناد بتكرار حلول لم تنجح.

– لا تتحدَّ المشكلات لتنتصر عليها؛ فتتحمل ضغطاً نفسياً زائداً بالإضافة إلى ثقل المشكلة، ولا تتجاهلها ولا تهون منها، وقل: هي تجربة سأستعين بالرحمن ولن أعجز وسأهدئ من نفسي، ثم أكتب تفاصيل المشكلة على الورق وقم بقراءتها للتخلص من بعض الضغط النفسي، ثم ضع بعض الحلول، وقل: لن أسارع بطلب العون، وإذا لم تثمر محاولاتي فسأبحث عمن يتمتعون بالخبرة والأمانة لمساعدتي؛ فهذا الشرطان ضروريان لنجاح الاستشارة.

– لا تجعل المشكلات تسيطر عليك، خصّص لها وقتاً للتفكير وافعل ما يمكنك، وتشاغل عنها بما يفيدك وتحبه.

– يهزم نفسه من يتوقع حياة بلا مشكلات، أو يظن أنه أخذ نصيبه منها كاملاً، وأن القادم سيخلو منها؛ فكما قيل: الإنسان المفاجأ نصف مهزوم.

– من يتوهم أن الآخرين بلا مشكلات يهزم نفسه مرتين؛ حيث يرسخ داخله الإحساس بسوء الحظ، ويسلب نفسه قدرتها على مواجهة المشكلة، ويضيع طاقاته بالحسرة فتتضخم مشكلاته وتؤذيه بقسوة.

– أكذوبة “المشكلات ستحلها الأيام” يستخدمها بعضهم للهرب من دفع الثمن، فتكبر ويجد نفسه مضطراً لدفع المزيد ولو بعد حين.

– تذكر أهمية القوة الداخلية كمحرك لمعالجة المشكلات والتغلب على الإحباط.

احذر وتنبه

– عندما تتعرض لمشكلة في العمل أو الزواج أو مع أسرتك فلا تستدعِ المشكلات السابقة، ولا تتحدث معهم عنها، وركز بالوصول للحل ولا تهدر طاقاتك بالحديث عن الماضي وواجه الحاضر، ولا تعاملهم بحدة فلن يقبلوا حتى لو أخطؤوا، وستصبح المخطئ، وتجنب الكلمات القاسية، فستنتهي المشكلة، وسيبقى الوجع من كلامك، وسيكون رصيداً سلبياً لديهم تجاهك.

– بعض الناس يقولون: المشكلات تقصم ظهورهم، ولا شيء يقصم ظهرك أبداً، فلا تسمح بالانهيار وتماسك، والرحمن سيكرمك ويعلم قدرتك على حلها ومواجهتها وتحملها، فبادر وساعد نفسك.

– طريقة تعاملنا مع الآخرين تقلل أو تزيد من مشكلاتنا؛ فمن يتعامل بحدة أو بتكبر ويتجاهل الناس يخسر، ومن يبالغ بالتودد ويتنازل عن حقوقه يؤذِ نفسه؛ خير الأمور الوسط، فلا تتكبر ولا تقلل من نفسك.

– لا توقف حياتك حتى تنتهي المشكلة ولا تنعزل عن الناس، ولا تخبر الجميع بمشكلتك؛ فستستمع لنصائح خاطئة وسيجاملك البعض، وقد يقول أحدهم: كيف تتحمل مشكلتك؟ ويضاعف معاناتك، أو يقلل آخر من ألمك فتحتد وتصنع مشكلة جديدة.

– لا تقل: أواجه المشكلات وحدي؛ فالقوي العزيز يدعمك دوماً، تبرأ من حولك وقوتك ومن الاعتماد على جميع البشر، واستعن بالله ولا تعجز، وهدئ نفسك، ثم اكتب الحلول؛ فالكتابة تساعد في ترتيب العقل، وانصح نفسك كما تنصح صديقك المقرب، وسارع بالبدء في حل المشكلة ولا تؤجل التنفيذ؛ فالتأجيل يضعف عزيمتك ويسلمك للوجع.

– ابتسم لنفسك أثناء مواجهة مشكلاتك، وسيفرز مخك هرموناً يهدئك، وستحس بتفاؤل، وازرع اليقين بالانتصار عليها، وأحسن الظن بالرحمن، ولا تتعجل النتائج.

– تذكر مشكلات أخرى تعرضت لها ومرت على خير، ثم سعدت بانتهائها، وقل لنفسك: ما يؤلمني الآن سينتهي كما انتهى غيره، واطرد التفكير التشاؤمي؛ فهو ينهك العقل ويسرق فرصك التي تستحقها لحل مشكلاتك.

– أحسن اختيار من تلجأ لهم طلباً للمساعدة، فمن تتكلم معه وتحس بزيادة صعوبة مشكلاتك فلا تطلب مساعدته ثانية، واكتفِ بشكره ولا تجادله فستتعب وتضيع طاقاتك.

– اكتب خبراتك من كل مشكلة حتى لا تنساها.

– لا تسمح للمشكلات بالتأثير السلبي على عملك ولا على علاقاتك، وبالطبع على صحتك الجسدية.

– كل مشكلة فرصة لفهمٍ أفضل لنفسك وللآخرين وللواقع، وبداية لحياة أجمل متى احتفظت بالخبرات وتنبهت لمواطن ضعفك وقللتها، ولأسباب قوتك وفرحت بها وشكرت الرحمن عليها وحافظت عليها، واستمتعت بالثقة بالنفس بعد التبرؤ من حولك وقوتك.

– لا تؤجل الترفيه المباح أثناء اشتداد المشكلات؛ فأنت تحتاج لاستراحة محارب لتجدد نشاطك، وتكسر دائرة التعب، ولا تنس صلاة ركعتي الحاجة وتطلب من الرحمن منحك الحلول الأفضل ويرزقك ثواب السعي لحل مشكلاتك ويمنحك السكينة والثبات، ويجعلك مؤمناً قوياً تواجه الصعاب بيقين أن العزيز الحكيم سيختار لك النجاة وسيمنحك الخبرات التي ستفيدك، وبذلك تنتصر على وجع المشكلات.

– لا تتوقع بعد انتهاء مشكلة كبيرة أنك لن تواجه غيرها، فالحياة ليست جنة، والمشكلات جزء منها، ومن يتوقع اختفاء المشكلات يهزم نفسه، وهذا لا يعني انتظارها وتنفس الهموم، فلتحتفل بانتهاء المشكلة وتعش راضياً سعيداً؛ فالرضا والسعادة يضاعفان القوة النفسية بعد الاستعانة بالرحمن، ويجعلانك تحيا بأفضل ما يمكنك، وتكون أكثر قدرة على التعامل الإيجابي مع أي مشكلة جديدة.

 

________________________

(*) كاتبة ونائبة رئيس تحرير “الأهرام”.

Exit mobile version