في سابقة هي الأولى من نوعها، أصدرت محكمة تونسية حكماً ضد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في قضية الدعوى القضائية التي رفعها ضدّ مدوّن تونسي، اتهمه فيها بالتحريض على رئيس الدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإلى جانب الحكم ضد رئيس البلاد، قضت الهيئة على الرئيس التونسي بدفع مصاريف وأتعاب القضية.
وبغض النظر عن ردود الأفعال، وواقع الحال في البلاد، فإن تونس تعد الدولة العربية الوحيدة التي يمكن أن تصدر فيها مثل هذه الأحكام لا سيما إذا كان أحد طرفي القضية رئيس الدولة نفسه.
انتصار مواطن على رئيس الدولة
الشكوى القضائية أودعها الرئيس التونسي في نوفمبر 2014م بالمحكمة الابتدائية للعاصمة ضد المواطن المدون عماد دغيج، واشتكى فيها من التهديد الذي يتعرض له من قبل عماد دغيج، الناشط في “رابطة حماية الثورة”.
وأشار الباجي قائد السبسي إلى أنه واجه ضرراً في شخصه نتيجة التعليقات والمنشورات المصورة التي يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المحكمة أسقطت الدعوى، وحمّلت رئيس الدولة التونسية جميع المصاريف والأتعاب بما فيها مصاريف المشتكى به.
استقلالية القضاء لا ديمقراطية الرئيس
وكشف القيادي بحزب حراك تونس الإرادة، بشير النفزي، أن الناشط فيما يعرف بـ”رجال الثورة بالكرم” (من أحواز تونس) عماد دغيج، ربح القضية التي رفعها ضدّه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، وأن القضاء قرر أيضاً تحميل مصاريف وأتعاب التقاضي على رئيس الجمهورية.
وعلّق النفزي قائلاً: مشهد لا يمكن أن تراه في أي بلد عربي.. فقط للتنويه، ليس لأن الرئيس ديمقراطي، هو أبعد من ذلك بسنوات ضوئية، حسب النفزي، ولكن القضاء في بلادي مستقل وشرفاء القضاء يخطون ملحمة إعلاء مؤسسات الدولة وهيبة مواطنيها.
يذكر أنه تم الحكم لفائدة عماد دغيج ابتدائياً واستئنافياً بعدم سماع الدعوى قبل أن تعقّب النيابة ليتم إنصاف دغيج مرّة أخرى.
بعض وعود الثورة
وقال الناشط لسعد البوعزيزي: النيابة تعقب ضد عماد دغيج في الشكوى التي قدمها الباجي ضده وحكم على عماد دغيج بعدم سماع الدعوى ابتدائياً واستئنافياً.
وتابع: قبل الثورة عندما يشتكي مخبر بمناضل يرسل به إلى ما وراء الشمس، أما إذا ذكر الرئيس بما يغضبه، يرمونه تحت عجلات قطار أو يضعونه في خرسانة مثل الشهيد كمال المطماطي (من شهداء حركة النهضة)، هل تعلمون ما معنى أن يشتكي رئيس البلاد بمواطن فيحكم عليه بعدم سماع الدعوى ويحمل الرئيس كافة المصاريف؟ معناها الثورة حققت بعض وعودها في الحرية والعدالة والمساواة الحقيقية، الحمد لله، ثم الشكر لله، ثم للثورة.