خروقات النظام تسرق نسمة أمان أهدتها “سوتشي” لشمالي سوريا

صورة أرشيفية (الهدوء في شمال سوريا بعد سوتشي)

يواصل النظام قصف منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا وانتهاك اتفاق “سوتشي” الذي تم التوصل إليه في سبتمبر/أيلول 2018، ووفر جواً من الأمان لسكان المنطقة.

وفي 17 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي من منتجع سوتشي عقب مباحثات ثنائية، اتفاقا بإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة السورية في إدلب ومحيطها.

وبعد الإعلان عن الاتفاق بدأ سكان المنطقة بالعودة إليها، وشرعوا بإمكاناتهم الخاصة في إصلاح البنية التحتية المدمرة، و المدارس والمراكز الصحية التي تضررت بقصف النظام السوري.

إلا أن قوات النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران، عادت لاستهداف تلك المناطق وما تزال تخرق اتفاق سوتشي حتى اللحظة.

وأدى القصف المدفعي للنظام إلى تكرار المأساة ونزوح المواطنين مجدداً من بيوتهم وخاصة تلك القريبة من مواقع تمركز قوات النظام.

مدينة اللطامنة الخاضعة لسيطرة المعارضة، بريف حماة الشمالي والواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد، هي واحدة من أكثر المدن التي تعرضت للقصف منذ بدء الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، حيث وقع فيها دمار هائل، واضطر الغالبية العظمى من سكانها لمغادرتها ليصبحوا نازحين في بلدهم أو لاجئين في الدول الأخرى.

ومع التوصل إلى اتفاق سوتشي عاد إلى المدينة نحو ألفين من سكانها البالغ عددهم أصلاً 20 ألف، إلا أن خروقات النظام للاتفاق تسببت مجدداً بمغادرة أكثر من نصفهم وترك المدينة المدمرة مع ما تبقى من السكان الذين لا يملكون سوى خيار البقاء.

ورصدت عدسة الأناضول من الجو، الدمار الحاصل في اللطامنة، والناتج عن قصف متواصل لمدة 8 سنوات، تسبب بهدم وتضرر معظم منازل المدينة، إلى جانب الدمار والضرر الذي حل بمدارسها ومساجدها.

وقال أحمد منصور، أحد سكان المدينة لمراسل الأناضول، إن “اتفاق سوتشي كان له أثر جيد على منطقتنا، وعاد عدد كبير من السكان، إلا أن قوات النظام والميليشيات التابعة له عادت لتنتهك الاتفاق وواصلت خروقاتها”.

وأشار إلى أنهم شرعوا في إصلاح خزانات المياه والمدارس والطرقات، بعد عودة سكانها إليها، إلا أن خروقات النظام، أوقفت ذلك، واضطر سكان المدينة إلى الخروج منها صوب المناطق المجاورة هرباً من القصف.

وناشد منصور المنظمات الإنسانية مساعدة سكان المدينة في ظروف الشتاء الصعبة التي يعيشونها.

من جانبه، قال غالب حسن، مدير مدرسة في اللطامنة، أن سكان المدينة مع مجلسها المحلي التابع للمعارضة، قاموا بإصلاح بعض الصفوف المدرسية التي تعرضت لأضرار جزئية، وعاد التدريس فيها

واستدرك “لكن النظام والميليشيات الموالية له كثفوا قصفهم للمدينة واستهدفوا المدنيين فيها تزامناً مع وقت الامتحانات، ما اضطرهم لإيقاف العملية التعليمية لحماية الطلاب والمعلمين”.

المواطن محمود حموي أحد سكان اللطامنة، أوضح أن النظام في البداية استهدف المناطق الخالية في أطراف المدينة، لكنه انتقل بعد ذلك لاستهداف المدنيين في الأحياء السكنية.

وتابع حموي “تعرض مركز الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) للقصف ومع استمرار استهداف المدينة لم يبق لسكانها سوى خيارين، إما الهروب شمالاً إلى مناطق أكثر أمناً نسبياً والسكن في المخيمات، أو الموت بقذائف المدفعية التي يطلقها النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران”.

وأضاف “حتى المخيمات تعرضت للسيول نتيجة الأمطار الغزيرة وباتت الهجرة إلى دول أوروبا هي الخيار الوحيد المتبقي لأبناء المدينة”.

من جهته، أوضح عبد المناف صالح، مدير الدفاع المدني في اللطامنة، للأناضول، أن طواقم الدفاع المدني تقوم برفع الأنقاض الناجمة عن قصف المدينة، وذلك لتسهيل حركة المواطنيين.

ولفت صالح إلى أن قصف قوات النظام يستهدف المدنيين، مؤكداً أن فرق الدفاع المدني تواصل عملها في إنقاذ حياة الناس.

Exit mobile version