مرشحو “الكنيست” يشرعون بحملاتهم الانتخابية من منازل الفلسطينيين المستهدفة بالاستيطان

يتخذ مرشحو السباق الانتخابي نحو الانتخابات الكنيست في شهر أبريل القادم من أعضاء اليمين من قلب مدينة الخليل البلدة القديمة انطلاقاً لحملاتهم الانتخابية إرضاء للمستوطنين، فما يسمى بوزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف اتخذت من البلدة القديمة في الخليل ومن منزل عائلة أبو رجب  قرب المسجد الحرم الإبراهيمي مكاناً لانطلاق حملتها الانتخابية في إشارة منها أنها تدعم الاستيطان في قلب مدينة الخليل وغيرها من المناطق المهددة بالاستيطان.

وقال عماد حمدان، رئيس لجنة إعمار الخليل: قيام ميري ريغف بإعلان حملاتها من منزل عائلة أبو رجب المستهدف من قبل المستوطنين الذي تم الاستيلاء عليه ثلاث مرات وإخراج المستوطنين منه، دليل على أن اليمين المتطرف يعتمد على أصوات الناخبين من المستوطنين الذين يؤيدون الاستيطان في كل مكان وخصوصاً في قلب مدينة الخليل.

وأضاف: رسالة هذه المتطرفة للمستوطنين أنني أستطيع أن أجلب لكم ما تريدون من الساسة في الحكومة مقابل الانتخاب، فأصبحت منازل الفلسطينيين مادة لكسب الأصوات من المستوطنين مقابل تسهيل عملية الاستيطان فيها بعد الاستيلاء عليها وشرعنة هذه المصادرة، لذا فمنازل الفلسطينيين في قلب مدينة الخليل في البلدة القديمة أصبحت أهم دعاية انتخابية لكل مرشح للكنيست، فالمستوطنين لديهم بنك من الأصوات، فأعدادهم تزداد يوماً بعد يوم ويمكن لهذه الأصوات التأثير على نتيجة الانتخابية بحسم مقاعد إضافية لكل من يدعم الاستيطان وفي مقدمتهم حزب الليكود.

وأشار حمدان إلى أن هناك 7500 مواطن داخل البلدة القديمة يتم حصارهم من أجل مئات من المستوطنين استوطنوا في منازل ومناطق فلسطينية وهناك بيوت لعائلة البكري في تل رميدة وعائلة الزعتري مستهدفة من قبل المستوطنين وحكومة اليمين.

وأوضح الخبير البروفيسور إبراهيم أبو جابر من الداخل الفلسطيني أن الماكنة الانتخابية لدى الأحزاب الإسرائيلية تتخذ من الاستيطان ومدينة القدس مادة تسويقية لبرامجهم الانتخابية لكسب الأصوات، ففي الضفة الغربية يزيد عدد المستوطنين عن نصف مليون مستوطن، ولديهم آلية في طريقة الانتخاب ودعم المرشحين الذين يؤيدون الاستيطان ومن ضمنها مدينة الخليل والقدس بشكل خاص.

وبين أن الانتخابات الأخيرة ضخت نواباً جدداً في الكنيست من المستوطنين والمتطرفين الذين يقطنون مستوطنات الضفة الغربية ومن ضمنهم وزراء، وهذا أدى إلى سن قوانين عنصرية شرعنة البؤر الاستيطانية ودعمت سن قوانين تصادر أراض للفلسطينيين ذات ملكية خاصة، إضافة إلى بناء مشاريع استيطانية مهمة في مناطق الضفة الغربية مثل إقرار سكة القطار التي يبلغ طولها 400 كيلومتر تصل مستوطنات الضفة الغربية بشبكة مواصلات وافتتاح طرق استيطانية خاصة بالمستوطنين كشارع رقم (4370) قرب القدس ويمنع الفلسطيني من المرور فيه إلا من الجهة المخصصة لهم من جهة الشرق.

وقال بشار القريوتي، المختص بالاستيطان: جميع مفترقات الضفة الغربية والمناطق الحساسة تكون أماكن مهمة للملصقات الانتخابية وتأتي كل الأحزاب السياسية لتعرض ملصقاتها للمستوطنين، فالخليل في مقدمة الأماكن وكذلك مدينة القدس والأماكن الدينية التي يزعم المستوطنين لهم أحقية دينية، مثل مقام سيدنا يوسف في نابلس وفي كفل حارس وفي الحرم الإبراهيمي وفي العديد من المقامات التاريخية المنتشرة في مناطق الضفة الغربية “.

وأكد القريوتي أن مستوطنات الضفة الغربية أصبحت من أنشط المراكز الانتخابية في أي انتخابات قادمة، فالحراك الانتخابي فيها ملحوظ ولافت، وهذا ما يؤكد ازدياد حصة اليمين المتطرف في الكنيست في دورتها العشرين وستكون الدورة الواحد والعشرين أكثر تطرفا كونها مدعومة من قطاع كبير من المستوطنين وبالمقابل ذوبان اليسار بشكل كامل.

Exit mobile version