معركة ساخنة في سوق الكتب بمصر.. ومعرض موازٍ يتحدى “الرسمي”

نشبت معركة ساخنة في سوق الكتب بمصر، أحد طرفيها رسمياً هو الهيئة المصرية العامة للكتاب منظمة معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الخمسين، والآخر شعبي وهو رابطة تجار سوق الكتاب بمنطقة الأزبكية أشهر منطقة لبيع الكتب المستعملة والقديمة في مصر، أسفرت عن المواجهة بمعرض مواز في أول خسائر للمعرض الرسمي وفق تقديرات أولية.

مواجهة مبكرة

المواجهة بدأت قبل شهر، حيث قدم وفد تجار سوق الأزبكية مذكرة جماعية إلى رئيس هيئة الكتاب ورئيس اتحاد الناشرين المصريين للاعتذار عن المشاركة في المعرض الدولي في دورته المقبلة.

وبرر التجار انسحابهم الجماعي بارتفاع أسعار الاشتراك في المعرض إلى 1200 جنيه مصري بزيادة فاقت 10% عن العام الماضي، كما رفضوا اختيار 33 تاجراً فقط للمشاركة من أصل 108 تجار ما يخل بفرصهم في المشاركة.

ردت الهيئة المصرية العامة للكتاب بالإعلان عن مشاركة 6 تجار في المعرض الدولي الرسمي، وإنشاء جناح خاص بالمعرض بنفس أسعار سور الأزبكية التي تعرض عادة بالشعبية والرخيصة والمناسبة للطبقات الشعبية، ولكن رابطة التجار نفت مشاركة أحد من التجار في المعرض الرسمي، وأعلنت تدشين معرض مواز.

ووفق بيان على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أعلنت رابطة التجار تنظيم معرض مواز للكتاب تحت عنوان “مهرجان سور الأزبكية للكتاب”، ينطلق في الفترة الفاصلة بين الثلاثاء 15 يناير حتى نهاية إجازة نصف العام الدراسي مطلع 15 فبراير 2019 بدون رسوم دخول، ووجهت دعوة رسمية عبر صحفتها الرسمية لمشاركة وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم في فعاليات الافتتاح.

في المقابل، أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب منظمة المعرض الرسمي تقديم معرض القاهرة الدولي يوماً واحداً، ليكون 22 يناير الجاري، بدلاً من 23 يناير دون إبداء أسباب، وأكد اتحاد الناشرين المصريين على لسان رئيسه سعيد عبده أن معرض القاهرة لا يمكن لأحد أن يزاحمه، مؤكداً أن دور النشر ستعرض عدداً كبيراً من إصداراتها الخاصة بأسعار مخفضة للغاية تصل إلى جنيه وجنيهين مصريين.

لكن رابطة تجار الكتب بسور الأزبكية استعدت، في المقابل، بخصومات تصل إلى 70 و80% وفق إعلانها الترويجي للافتتاح المرتقب للمعرض الموازي، مستفيدة من توفير مقابل المشاركة في المعرض الدولي.

ترقب للنتائج

ويرى الأديب المصري عضو اتحاد الكُتَّاب وليد عبدالماجد كساب في حديث لـ”المجتمع” أن التنافس الناشئ بين المعرضين والجهتين قد يكون في صالح سوق الكتاب والقارئ المصري ومحاولة لإنعاشه بعد ركود.

ويرى كساب كذلك أن خطوة التجار إعلامية في محاولة لجذب الأضواء نحو معرضهم.

وقال: إن انحسار الأماكن المخصصة للسور داخل معرض هذا العام تسعد بعض الناشرين إن لم يكن قطاع كبير منهم كان يتضرر من تواجدهم في معرض القاهرة الدولي للكتاب بسبب تجاوزات بعضهم التي كانت تستغل إصدارات تتكلف المئات من الجنيهات وتعرضها كنسخة مصورة بجنيهات قليلة مما يؤثر سلباً على مبيعاتهم.

وأشار كساب إلى أن التجربة وحدها كفيلة بالجزم بنتائج الأمور، سواء للمعرض الموازي الذي يتحدث عن تخفيضات كبيرة رغم أنه يقدم عادة تخفيضات ملموسة، أو للمعرض الرسمي الذي لا ينفي أحد أن تواجد سور الأزبكية فيه كان يعطيه بعض الزخم والحضور خاصة أن هذا العام قد انتقل إلى موقع أبعد باتت إشكالية للبعض.

Exit mobile version