الاستيطان ينهش بيت لحم ويحولها لمدينة معزولة

 تتعرض مدينة بيت لحم بالضفة المحتلة لهجمة استيطانية شرسة تسببت في الاستيلاء على آلاف الدونمات الزراعية وسرقة المياه؛ مما تسبب في جفاف ينابيع قرى حوسان وبتير ونحالين والخضر والنقص الحاد في المياه في بيت لحم  بفعل الاستيطان وعمليات مصادرة الاحتلال للأراضي.

وتحولت هذه القرى لمناطق جرداء لا زراعة فيها بعد أن كانت تعد سلة خضروات وفواكه الضفة المحتلة، فيومياً هناك سرقة للأرض ونهب خيراتها من قبل الاحتلال. 

وتبلغ مساحة بيت لحم التي بات يطوقها الاستيطان والجدار من كافة الاتجاهات نحو 608 كيلومترات مربعة نهب الاستيطان والجدار معظم تلك المساحة للمدينة. 

بيت لحم مجزأة 

فيما يتعلق بحرب الاستيطان والتهجير في بيت لحم التي يخنقها الاستيطان، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية وليد عساف لـ”المجتمع”: نحو 25% من مساحة بيت لحم التي تبلغ 608 كليومترات مربعة غير مستغلة بسبب الاستيطان، 30% منها مصادرة ومقامة عليها مستوطنات ضخمة تحاصر المدينة من كافة الاتجاهات.

وأشار عساف إلى أن جدار الفصل العنصري يخترق معظم القرى التي تقع  تسبب في غربي بيت لحم، وأن حاجز الكونتينر على مداخل بيت لحم هو معاناة مستمرة وهو حاجز يفصل شمال الضفة المحتلة عن جنوبها ويمر عبره كل سكان جنوب الضفة المحتلة أثناء تنقلهم من شمال لجنوب الضفة وهو يمثل كابوساً للفلسطينيين.

وأكد الوزير عساف أن أكبر كتلة استيطانية في بيت لحم وهي منطقة غوش عتصيون يوجد بها وحدها 21 مستوطنة، ومنها مستوطنة بيتار عليت وجيلو، وهي مستوطنات بنيت لفصل بيت لحم عن القدس المحتلة، بات الاستيطان يقسم قرية الولجة في بيت لحم إلى عدة أقسام، لكن ذلك لم يقتل إرادة الصمود والمقاومة عند الشعب الفلسطيني الذين يتصدون يومياً لعمليات التهجير والتطهير العرقي.

26 مستوطنة

ويقول المختص في الاستيطان صلاح الخواجا لـ”المجتمع”: تمتد مدينة بيت لحم حتى البحر الميت وتقع بين القدس والخليل ويحيط ببيت لحم 26 مستوطنة، وقد أقيمت أول مستوطنة فيها وهي غوش عتصيون، وهي أول مستوطنة كذلك في الضفة المحتلة عام 1968 وأضخم مستوطنات جنوب الضفة، وباتت تشكل جزءاً من مشروع القدس الكبرى التي يواصل الاحتلال تنفيذه.

وأكد الخواجا أن مدينة بيت لحم يومياً يتم فيها الاستيلاء على الأراضي، لضمها للجدار والاستيطان، لافتاً إلى أن عدد المستوطنين في بيت لحم يبلغ 125 ألف مستوطن، وهناك مخططات لزيادة هذا العدد إلى ثلاثة أضعاف خلال الفترة القادمة ليصبح في عام 2020 نحو 360 ألف مستوطن من خلال زيادة وتيرة الاستيطان في مقابل تهجير الفلسطينيين وحصرهم في كانتونات صغيرة.

وأشار الخواجا إلى أن مستوطنات جبل أبو غنيم وافرات جنوب بيت لحم، ومستوطنة تقوع وجيلو هي مستوطنات تحيط ببيت لحم وتخنقها وتلك المستوطنات تتمدد يومياً على حساب أراضي الفلسطينيين، وكان آخرها قرار إقامة 2500 وحدة استيطانية سيتم بناء الجزء الأكبر في مستوطنة أفرات.

Exit mobile version