تردي الخطاب بمجلس الأمة بصورة غير مسبوقة

 

تابعت كما تابع الجميع وبكل أسف السجال الذي حدث بين رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والنائب شعيب المويزري وما وصل إليه هذا الحوار من تطاول وتجاذب بين الإثنين، وتدني في مستوى الحوار، بشكل غير مسبوق؛ على الأقل بين الرئاسة وأحد الأعضاء.

وأستذكر هنا النطق السامي لسمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد الثالث لمجلس الأمة، عندما قال سموه: “نشهد ممارسات سلبية ومواقف وطروحات ومشاريع عبثية لا تخدم في حقيقتها مصلحة الوطن، بل تسعى إلى التكسب الانتخابي، أو تخدم مصالح شخصية، أو أجندات خاصة على حساب مصلحة الكويت العليا”، وفِي ذلك السجال وضح انحراف النائبين الغانم والمويزري عن ما دعى إليه صاحب السمو، فهل طبق النائبين هذه التوصيات؟

ماذا استفاد الشعب الكويتي من هذه المشاحنات؟

عندما دعا صاحب السمو إلى “المبادرة إلى العمل الجاد لوقف تردي الممارسة البرلمانية، وتصويب مسيرتها، والمحافظة على نظامنا الديمقراطي وصيانته من كل تجاوز”.

رحم الله الرئيس السابق جاسم الخرافي الذي كلما اشتد الصراع والحديث مع النواب؛ أمثال مسلم البراك أو أحمد السعدون، كان يقابله بإبتسامة، أو إذا اضطر يرفع الجلسة لتهدئة الأمور والنفوس.. أفلا كان من سلوك الرئيس الخرافي نموذجاً يحتذى به لتجاوز الأزمات والاختلافات؟!

لقد كان النائبان يوم أمس في أسوأ حالاتهما، ولم يكونا موفقين، وأخذا الأمور بشخصانية، ونسيا انهما يمثلان الكويت بالكامل.

لقد كان بإمكان النائب شعيب المويزري مناقشة الموضوع في الدوائر المغلقة احتراماً لمقام الرئاسة وللشعب الكويتي، ومن قبلهما احتراماً لسمو الأمير الذي أوصاهم بالنزول إلى مستوى المسؤولية.

هذه دعوة للنواب الكرام بأن يأخذوا بيد رئيسهم، وأن يكون هناك حوار ما بين المويزري والغانم لتصفية النفوس، فلا المويزري سيكون رئيس مجلس الأمة الحالي، ولن يغير من الواقع شيئاً، ولا مرزوق يستطيع إقناع المعارضة بتوجهاته.

كما ينبغي إنشاء لجنة قيم في المجلس لإنهاء هذا الإسفاف والتراجع اللفظي، وتطبيق اللائحة على أي نائب – حتى لو كان الرئيس – في حالة تجاوزه حدود اللياقة وحسن الحوار.

وهناك تساؤل آخر.. لماذا تعيد قناة المجلس هذا السجال السلبي، خصوصاً – والظاهر لمن لا يعرف ما جرى – بأن شكل الحوار كأن مرزوق هو من تطاول وأخطأ.

أرجوكم أيها النواب نريد أن يشاهد أبنائنا الوجه المشرق للديمقراطية حتى ولو أدى ذلك إلى ابتعادكم عن المشهد لكي ينصلح الحال.

Exit mobile version