الهند ترفض «مواعظ» ترمب بشأن أفغانستان

أدانت الأحزاب الحاكمة والمعارضة في الهند تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، هذا الأسبوع يسخر فيها من دور نيودلهي في أفغانستان حيث استثمرت الهند مليارات الدولارات في مشروعات اقتصادية وتدريبات عسكرية.

وشهدت العلاقات بين واشنطن ونيودلهي مزيداً من التقارب في السنوات الأخيرة إذ تسعيان إلى مواجهة نفوذ الصين المتنامي في أنحاء آسيا.

لكن محاولة ترمب فيما يبدو لتقويض عمل الهند التنموي في أفغانستان لم تزعج السياسيين فحسب، بل الكثير من الهنود العاديين.

وقال ترمب، الأربعاء الماضي: إنه على صلة طيبة للغاية برئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، مضيفاً أن مودي «يخبرني باستمرار أنه بنى مكتبة في أفغانستان».

وأضاف للصحفيين في البيت الأبيض: «هل تعلمون ما هذا؟ هذا مثل خمس ساعات مما قضيناه ومن المفترض أن نقول: رائع، شكراً على المكتبة، لا أعرف من يستخدمها في أفغانستان».

ولم يتضح ما هي المكتبة التي يشير إليها ترمب، لكن حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي وحزب المؤتمر المعارض الرئيس كانا صفاً واحداً في انتقادهما للرئيس الأمريكي.

وتعود علاقات الهند بأفغانستان لعقود من الزمان وتتهمان باكستان بعدم بذل ما يكفي لمنع المتشددين الإسلاميين الذين ينشطون على أراضيها وهو ما تنفيه باكستان.

وقال رام مادهاف، الأمين العام لحزب بهاراتيا جاناتا على “تويتر”: «ربما يتعين على ترمب أن يعرف وهو ينتقص من قيمة أي مساعدة أخرى في أفغانستان أن الهند تبني ليس فقط المكتبات ولكن الطرق والسدود والمدارس بل ومبنى البرلمان».

وأضاف: «نحن نبني حياة وهو ما يشكرنا عليه الشعب الأفغاني بغض النظر عما يفعله الآخرون أو لا يفعلونه».

وقال حزب المؤتمر: إن الهند «ليست في حاجة إلى مواعظ من الولايات المتحدة بشأن أفغانستان».

ولم يرد مكتب مودي على رسالة إلكترونية تطلب التعقيب، ولم يتسن لـ”رويترز” الاتصال بالبيت الأبيض خارج ساعات العمل المعتادة.

والهند أكبر مانح للمعونات الموجهة لأفغانستان في جنوب آسيا وهي تنفق نحو ملياري دولار على جهود إعادة الإعمار والتأهيل وفقاً لما تقوله السفارة الهندية في كابول، وخلال السنوات القليلة الماضية ساعدتها في شق طرق ومد خطوط كهرباء وبناء مبنى للبرلمان، ولم تعقب كابول بعد على تصريحات ترمب.

Exit mobile version