القضية الفلسطينية في الدراما العربية

لا شك بأن القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لفلسطين هي الشغل الشاغل لكل مسلم وعربي وحر في العالم، فهل استطاعت الدراما العربية والفن العربي والإسلامي تجسيد هذه القضية وإيصالها للمشاهد بالشكل المطلوب وتصوير الاحتلال بما يتناسب معه كسلطة احتلال تنتهك حقوق الإنسان.

هناك عدة أمور لوجستية تجعل الدراما الفلسطينية فقيرة من جانب الإنتاج والانتشار فأول هذه الامور شح الموارد المالية فالكل يعلم أن انتاج المسلسلات أو الأفلام يحتاج الى ميزانيات كبيرة ووجود منتج يوافق على انتاج هذا العمل وشركات تعلن وتسوق لهذا العمل.
شح الموارد
وكما نعلم ان فلسطين تعاني من شح في الموارد وعدم مقدرتها على صرف رواتب العاملين بل وهناك حصار جائر على قطاع غزة فيصبح الصرف على الفن هو من الأمور الثانوية.. ومع ذلك نجد أنه توجد بعض المحاولات الجادة مثل مسلسل “باب العامود” و”وطن على وتر” و “غداً تشرق الشمس” ولكن هذه المسلسلات افتقدت إلى الاحترافية بسبب نقص الموازنات المالية، وهناك سبب آخر يمنع الانتشار وهو رفض القنوات العربية عرض المسلسلات الفلسطينية لأسباب سياسية، والتي تبرز سلطة الاحتلال كمتهمة بانتهاك حقوق الإنسان وقتل الأطفال بل تحرص بعض القنوات على عرض المسلسلات التي تسوق للتطبيع مع المحتل الصهيوني.
ومن أسباب عدم الانتشار عدم وجود المعلن، فالمعلن كما يفيد النقاد لا يبحث عن نص جيد يفيد المشاهد ولكنه يبحث عن الوجه الحسن واللبس المثير الذي يثير المراهقين ويحقق مشاهدات عالية.. وهناك معادلة تحقق الانتشار لأي عمل فني نص جيد واحتراف ممثل ومعلن يدفع مبلغ عالي وقناة مشهورة.
كما أن افتقار النصوص في الدراما الفلسطينية تحد من انتشار المسلسلات الفلسطينية.
فلسطين في الدراما العربية
أخذت القضية الفلسطينية في الدراما العربية حيزاً لا بأس فيه من حيث إبراز هذه القضية ولكن ما هو نوع هذا الإبراز؟ هل هو لإيصال رسالة أن المحتل مجرم؟ ولكن في كثير من الأحيان نرى في المسلسلات العربية تصوير الفلسطينيين كشركاء في الجرائم الصهيونية وليس كضحايا.
تسعى بعض الدراما العربية لإيصال فكرة التعايش مع المحتل وكأنهم يقولون اقبلوا بالأمر والواقع.. وليس هناك مسلسل طالب بطرد المحتل إلا على سبيل الفكاهة والكوميديا وكأن المطالبة بطرد المحتل هو نوع من الخيال مع وجود بعض الأصوات الفنية التي تطالب بذلك، وهنا لابد من تضافر جهود الكتاب مع الحكومات العربية لإيصال القضية الفلسطينية وتبيين أن الصهاينة ما هم إلا محتلين يجب طردهم من فلسطين.
وقد طرأ بعد اتفاقيات أوسلو ومبادرات السلام العربية نوع جديد في الدراما العربية وهو تصوير ضرورة قيام دولتان على الأرض وهي دويلة الصهاينة ودولة فلسطين بالتبادل التجاري والثقافي والفني مع الاحتلال ونسيان التاريخ الفلسطيني وتاريخ القدس العربي والإسلامي وإبراز الحق الديني للصهاينة المتسترين بالديانة اليهودية من خلال تمثيل مشاهد الزيارات الصهيونية لحائط “المبكى” كحبكة درامية من خلال قصة يخرج بها المحتل كإنسان لا يريد إلا الدخول إلى المسجد الأقصى لممارسة شعائره الدينية متناسين قتلهم للأطفال الفلسطينيين وإغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين والتقسيم الزماني والمكاني له، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي بالخليل.
وهذه لها دلالة مباشرة على الجيل الفلسطيني الجديد بأن لليهود حق تاريخي في القدس ولا تبرز هذه المسلسلات الدرامية قصة استيعاب صلاح الدين الأيوبي للنصارى واليهود في القدس، وكذلك فعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد فتح بيت المقدس.

Exit mobile version