تونس.. أهم الأحداث في 2018

شهدت تونس خلال سنة 2018 العديد من الأحداث المهمة، كالاحتجاجات الاجتماعية، وأعمال العنف التي طالت المبيتات في القصرين وسيدي بوزيد وقفصة والقيروان وغيرها، وإدراج تونس في القائمة السوداء للملاذات الضريبية، والانتخابات البلدية، ونهاية “التوافق” بين حزبي النهضة والنداء، والفيضانات التي اجتاحت العديد من المناطق ولا سيما الوطن القبلي، والصراعات الأخيرة داخل نداء تونس، وتشكيل الائتلاف الوطني، داخل مجلس نواب الشعب، كمقدمة لتأسيس حزب جديد على أنقاض النداء، والاحتجاجات الشعبية على محاولات تبديل نظام المواريث والاحتجاجات الاجتماعية التي شهدت تصاعداً في شهر ديسمبر، ونهاية أعمال هيئة الحقيقة والكرامة بعد 5 سنوات من تشكليها.. وغيرها من الأحداث.

شهر الاحتجاجات  

في بداية يناير، شهدت البلاد موجة احتجاجات ضد ميزانية 2018.

3 يناير: حملة احتجاجية بالعاصمة لنشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس، تحت شعار “فاش نستناو”، تنديداً بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه المواطن التونسي بعد المصادقة على قانون المالية 2018.

وفي 4 يناير: الإمارات تستأنف رحلات طيرانها الجوي بعد أزمة 24 ديسمبر بعد رفض الناقلة الإماراتية نقل النساء التونسيات حصرياً.

8 يناير: تطور الاحتجاجات بعديد المناطق من البلاد ومواجهات بين المحتجين وقوات الأمن على خلفية الزيادات في الأسعار، واعتداءات وأعمال تخريب ترافق الاحتجاجات وتطال مؤسسات الدولة وأجهزتها وتستهدف الممتلكات العامة والخاصة، وسقوط قتيل في مواجهات ليلية بين قوات الأمن وعدد من المحتجين بمدينة طبربة من ولاية منوبة.

وفي يوم 12 يناير: يقر مجلس وزاري جملة من الإجراءات الاجتماعية لفائدة العائلات محدودة الدخل والعاطلين عن العمل تقضي بتمكين شريحة الشباب العاطلين عن العمل من التغطية الصحية المجانية وبالزيادة بـ20% في منحة العائلات المعوزة لترتفع من 150 ديناراً إلى 180 ديناراً أو 200 دينار بحسب أفراد الأسرة وبالرفع في الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين إلى 180 ديناراً وذلك بداية من غرة أبريل 2018.

في 20 يناير: تم القضاء على عنصرين إرهابيين جزائريين خلال عملية أمنية استهدفت عناصر مجموعة إرهابية بالقرب من جبل سمامة من ولاية القصرين.

وفي 27 يناير: فريق تونس لكرة اليد يفوز ببطولة أفريقيا للمرة العاشرة.

وفي 31 يناير 1 فبراير: رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون يؤدي زيارة دولة إلى تونس بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي.

حرق المبيتات

كان من أحداث فبراير 2018 وفاة تلميذتين أصيبتا في حريق نشب يوم 5 فبراير بمبيت الفتيات بإعدادية 25 يوليو بمعتمدية تالة من ولاية القصرين، وذلك في أجواء اجتماعية متوترة لم يستبعد فيها فرضية الإحراق العمد التي تكررت، وأعلن على الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين إضراباً عاماً على خلفية القلق الذي أبداه التلاميذ والأولياء بعد عمليات الحرق، وهو ما حدا بوزارة التربية يوم 26 فبراير إلى إدانة حوادث الحرق بالمبيتات المدرسية بكل من ولايات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة، معتبرة ذلك التوتر يدعو إلى الريبة ويهدد سلامة التلاميذ والمرفق العمومي.

وقد تزامنت هذه الأحداث مع تنفيذ أساتذة التعليم الثانوي إضراباً عاماً للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وإصلاح المنظومة التربوية، ومع أنباء تصنيف تونس ضمن القائمة السوداء لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، وبعد ذلك بنحو أسبوع وتحديداً في 15 فبراير صادق مجلس نواب الشعب على تعيين مروان العباسي محافظاً للبنك المركزي.

وفي 7 فبراير: الاتحاد الأوروبي يدرج تونس في القائمة السوداء للدول الأكثر عرضة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وفي 14 فبراير: محافظ البنك المركزي الأسبق الشاذلي العياري يقدم استقالته لرئيس الحكومة يوسف الشاهد

وفي 15 فبراير: مجلس نواب الشعب يوافق على تعيين مروان العباسي محافظاً جديداً للبنك المركزي التونسي.

وفي 27 فبراير: قرر مجلس هيئة الحقيقة والكرامة التمديد في مدة عمل الهيئة سنة إضافية حسب ما يخوله لها الفصل (18) من القانون الأساسي للعدالة الانتقالية على أن تنهي أعمالها يوم 31 ديسمبر 2018.

الحوار الوطني والثقافة

تواصلت عمليات حرق المبيتات في مارس، حيث تم حرق مبيت الذكور بإعدادية 1994 بمعتمدية السبيخة من ولاية القيروان دون تسجيل أضرار بشرية، والقبض على 4 تلاميذ اعترفوا بإضرامهم النار في المبيت.

وفي 9 مارس: نشب حريق بمبيت الفتيات بمعهد السبالة من ولاية سيدي بوزيد، وهو الثالث من نوعه بالولاية منذ بداية عمليات الحرق آنفة الذكر ووزارة الداخلية تعلن عن ضلوع 4 فتيات قاطنات بالمبيت في الحادثة.

وفي يوم 13 مارس: تم اجتماع الأطراف الموقعة على وسقة قرطاج بإشراف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، وبحضور 4 منظمات وطنية هي الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، والاتحاد الوطني للمرأة، و5 أحزاب؛ هي حزب حركة النهضة، ونداء، والمبادرة، والمسار والاتحاد الوطني الحر، وتم الاتفاق على تكوين لجنة لتدارس الجوانب المتعلقة بالإصلاحات الضرورية التي يجب أن يخضع لها الاقتصاد التونسي وتحديد الأولويات التي سيتم على ضوئها تقييم الأداء الحكومي.

وشهد مارس حدثاً مهماً تمثّل في تدشين مدينة الثقافة الذي يعده البعض أكبر منجز ثقافي متعدد الأقطاب في تونس.

في 29 أبريل، أدلى الأمنيون والعسكريون لأول مرة في تاريخ تونس بأصواتهم في الانتخابات البلدية.

الانتخابات البلدية 

في 6 مايو 2018، توجه المدنيون التونسيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات بلدية حرة وشفافة في تاريخ البلاد؛ وذلك لاختيار ممثليهم في 350 دائرة بلدية في جميع أرجاء تونس.

وقد ساهمت نتائج الانتخابات وما أحدثته من خيبة أمل لدى البعض في توتير الأوضاع السياسية، ومن ذلك إعلان رئيس الجمهورية في 28 مايو تعليق النقاش حول وثيقة قرطاج 2 إثر التباين في المواقف حول مسألة إقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد التي أصر عليها الرئيس وحزب نداء تونس.

إقالة براهم

في 2 يونيو: توفي 87 شخصاً وإنقاذ 68 آخرين في حادثة غرق مركب للهجرة السرية في سواحل جزيرة قرقنة من ولاية صفاقس، به لا يقل عن 180 مهاجراً من بينهم 80 مهاجراً من أصول أفريقية.

وفي 6 يونيو: قرر رئيس الحكومة إقالة وزير الداخلية لطفي براهم من مهامه وتكليف وزير العدل آنذاك غازي الجريبي بمهام وزير الداخلية بالنيابة.

وفي 13 يونيو: أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية للانتخابات البلدية، حيث حصلت حركة النهضة على 2139 مقعداً، وحزب نداء تونس على 1600 مقعد، وحصلت القوائم المستقلة على 2373 مقعداً، علماً بأن القوائم المستقلة كانت متفرقة ولا يوجد أي جامع بينها لا قبل الانتخابات ولا بعدها.

في 8 يوليو: استشهد 6 أعوان من الحرس الوطني وجرح ثلاثة آخرين في كمين نصبته مجموعة إرهابية في الطريق الرابط بين محمية الفايجة ومنطقة الصريا من معتمدية جندوبة.

الانتصار للدستور والقيم

7 أغسطس: تراجع نسبة التضخم في يوليو وذلك لأول مرة منذ بداية عام 2018.

وفي 11 أغسطس: شهدت العاصمة مسيرة شعبية ضمت أكثر من 10 آلاف مشارك انطلقت من باب سعدون وتوجهت إلى مجلس نواب الشعب نظمتها “التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والسُّنة والتنمية” احتجاجاً على ما ورد في تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، وذلك لمخالفته للدين والدستور وهادماً للأسرة ومعادياً لهوية الشعب.

وفي 13 أغسطس: واصل رئيس الجمهورية تعنته بمناسبة يوم المرأة باقتراح سن قانون يضمن المساواة في الإرث بين الجنسين، ويمنح أعضاء اللجنة وسام الجمهورية.

وفي 26 أغسطس: رئيس مجلس شورى حركة النهضة يؤكد أن حزب حركة النهضة يرفض أي مشروع قانون يتنافى مع الدستور ومع النصوص القطعية في القرآن الكريم.

وفي 27 أغسطس: تم الإعلان عن تأسيس كتلة الائتلاف الوطني ومتكونة من 34 نائباً.

وفي يوم 28 أغسطس: أساتذة جامعة الزيتونة وعلماؤها يصدرون بياناً يعبرون فيه عن رفضهم لما ورد في خطاب رئيس الجمهورية وقوله: إن تونس لا علاقة لها لا بحكاية الدين ولا حكاية القرآن.

الفيضانات وفك الارتباط 

22 سبتمبر: فيضانات عارمة تجتاح تونس ولا سيما الوطني القبلي.

وفي 23 سبتمبر: أعلنت وزارة التربية عن تعليق الدروس بكامل المؤسسات التربوية بولاية نابل بسبب الفيضانات، ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري تؤكد أن السدود والبحيرات الجبلية بولاية نابل ساهمت في تقليص حدة الأضرار، التي شهدتها البنية التحتية واستيعاب ما لا يقل عن 20 مليون متر مكعب، وأنها لا تزال قابلة لاستيعاب كميات أخرى من مياه الأمطار.

وفي 24 سبتمبر: أعلن رئيس الجمهورية في لقاء تلفزيوني على قناة “الحوار التونسي” عن إنهاء التوافق الذي يجمعه بحركة النهضة بعد أن فضلت تكوين ائتلاف مع يوسف الشاهد، معتبراً أن التوافق قد حقق لتونس استقراراً نسبياً، غير أن هذه التجربة قد انتهت وقد وصفت الصحافة العالمية هذا التطور بنهاية زواج المتعة السياسي.

انتصار “التوافق”

وفي 27 أكتوبر: وبعد أيام من انتهاء التوافق بين حركة النهضة ورئيس الجمهورية تعقد هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد، والبراهمي ندوة صحفية اتهمت فيها حركة النهضة بتكوين جهاز سري خلال فترة حكمها خطّط للاغتيالات السياسية مشيرة إلى وجود غرفة سوداء في وزارة الداخلية توثّق هذا.

وفي 14 أكتوبر: أعلن سليم الرياحي في مؤتمر صحفي عن انصهار حزبه في حركة نداء تونس في محاولة من رئيس الجمهورية لاستمالة أكبر طيف سياسي ممكن لعرقلة المصادقة البرلمانية على حكومة يوسف الشاهد، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد تحصل حكومة الشاهد على التزكية تحت قبة البرلمان بـ130 صوتاً بدعم كتلة الائتلاف الوطني وحركة النهضة وكتلة الحرة التابعة لحركة مشروع تونس وبالتالي تموقع حركة نداء تونس في المعارضة في ظاهرة سياسية غريبة باعتباره الحزب الفائز في انتخابات 2014.

التحوير الوزاري

في 25 نوفمبر: أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد عن تحوير وزاري شمل 18 خطة، بينها 13 حقيبة وزارية و5 كتاب دولة.

وفي 24 ديسمبر: توفي المصور الصحفي عبدالرزاق الزرقي بعد أن اشتعلت النار في جسده بساحة الشهداء بالقصرين.

وفي 25 ديسمبر: يقرر المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تنفيذ إضراب في قطاع الإعلام يوم 14 يناير الجاري، تحت شعار إضراب الكرامة.

وفي 28 ديسمبر، أشرف رئيس الجمهورية على اجتماع بقصر قرطاج التقى فيه برئيس الحكومة يوسف الشاهد والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ورؤساء الكتل والأحزاب الداعمة للحكومة، وشاب اللقاء توتر حاد بين محسن مرزوق ورئيس الجمهورية طلب فيه رئيس الجمهورية من مرزوق المغادرة إذا لم يعجبه تحميل الرئيس المسؤولية لما وصفها بالترويكة الحاكمة فرد مرزوق لست في بيت أبيك.

وشهدت نهاية 2018 تراجعاً جديداً للدينار وهناك مخاوف من انحداره إلى مستوى 4 دنانير مقابل اليورو الواحد.

وفي يوم 31 ديسمبر: أعلنت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة عن صدور تقريرها النهائي حول انتهاكات حقوق الإنسان، ومعايير جبر الضرر، وتوصيات التقرير بخصوص العدالة الانتقالية.

Exit mobile version