“الاستيطان”.. جسر نتنياهو للفوز بأصوات المستوطنين في الانتخابات المقبلة

 تسابق حكومة الاحتلال الزمن من أجل المصادقة على أكبر قدر ممكن من المخططات الاستيطانية لإرضاء المستوطنين وكسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة التي ستجرى في أبريل القادم. 301220181.jpg

وقد عكف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على الالتقاء بقادة مجالس المستوطنات من أجل تقديم ضمانات لهم بزيادة وتيرة البناء في المستوطنات وبناء بؤر استيطانية جديدة ومواصلة تهجير الفلسطينيين وضم الضفة المحتلة وابتلاع كل الأرض الفلسطينية. 

ووعد نتنياهو قادة المستوطنين في المرحلة الأولى من عمليات الاستيطان المكثفة ببناء نحو 4000 وحدة استيطانية قبل الانتخابات المقبلة مقابل انتخابه.

حرب الاستيطان والانتخابات

وفي هذا الصدد، قالت منظمة التحرير الفلسطينية: إن نتنياهو استهل حملته الانتخابية بالاجتماع بقيادات المستوطنين بعد مصادقته على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، وتقديم الوعود والإغراءات لهم لحثهم على التصويت لصالحه ودعم حزب الليكود الحاكم. 

وأشار تقرير صدر عن منظمة التحرير إلى أن تكثيف عمليات الاستيطان يأتي في أعقاب قرار قادة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حل “الكنيست” والتوجه نحو انتخابات مبكرة في التاسع من أبريل المقبل، حيث يصبح انفلات لحكومة الاحتلال وأركانها مع المستوطنين دون حدود أو ضوابط، لتنفيذ العديد من المشاريع الاستيطانية على حساب الأراضي الفلسطينية، ولعل التجارب الانتخابية السابقة لحكومة الاحتلال شهدت -ولا تزال- كيف يتم توظيف الاستيطان لأغراض الدعاية الانتخابية.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن عقلية الاحتلال قائمة على الاستيطان والتشريد، وحكومة اليمين في دولة الاحتلال تنفذ سياسة القضم والضم للأرض الفلسطينية، ومخططاتها تقوم على طرد الشعب الفلسطيني ضمن سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري.

ولفت البرغوثي إلى أن تغول الاحتلال في الاستيطان جاء بسبب تجاهل المجتمع الدولي لكل النداءات والاستغاثات الفلسطينية المطالبة بوقف الاستيطان. 

تجمعات استيطانية ضخمة

من جانبه، قال الخبير في مجال الاستيطان صلاح الخواجا لـ”المجتمع”: إن الاحتلال عكف على ربط التجمعات الاستيطانية الضخمة التي تبلغ 5 تجمعات ببعضها بعضاً بهدف أن تصبح مدن ضخمة مترابطة جغرافياً مع بعضها لتسهيل ضمها لما يعرف بالسيادة الإسرائيلية.

وأكد الخواجا أن حكومة الاحتلال ربطت المستوطنات بطرق التفافية تزيد على 1400 كيلومتر وهي أنشأت بعد مصادرة آلاف الدونمات الفلسطينية، وأن الاحتلال ابتدع “الطرق المعقمة” وهي طرق لا يسلكها إلا المستوطنون في الضفة المحتلة ويحظر على الفلسطينيين المرور عبرها.

وأشار الخواجا إلى أن حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو يريد أن يوضح للمستوطنين أنه صاحب المشروع الاستيطاني الاستعماري على الأرض الفلسطينية، وأنه مستمر في تنفيذ مخطط الضم للضفة المحتلة، ويجب أن يفوز هذا المشروع من خلال فوزه في الانتخابات المقبلة.

السيطرة على الأغوار

على صعيد متصل، قال الناشط الحقوقي الفلسطيني عارف دراغمة لـ”المجتمع”: إن سلطات الاحتلال سيطرت من خلال مشاريعها الاستيطانية على معظم مناطق الأغوار من خلال تحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة ومنحها للمستوطنين وهي تشكل 28% من مساحة الضفة المحتلة.

وأكد دراغمة أن الاحتلال يحاول السيطرة بشكل كامل على 60% من مساحة الضفة المحتلة من خلال مصادرتها وتعزيز البناء الاستيطاني، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذا العام هي الأكبر كثافة للاستيطان مقارنة بالأعوام الماضية، وأن الاحتلال قام هذا العام بهدم نحو 560 منزلاً بهدف تشريد الفلسطينيين لإقامة مستوطنات على أراضيهم.

Exit mobile version