مجموعة من مبتوري الأطراف يشكلون فريقاً لكرة القدم بغزة

في سابقة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة نجح مجموعة من الشباب في تشكيل أول فريق لكرة القدم بغزة لذوي الإعاقة الجسدية في إطار تحدي الإعاقة الجسدية تبلغ أعماره ما بين 13 حتى 45 عاماً.

مجموعة من الشبان الذين فقدوا أطرافهم خلال الحروب الصهيونية على قطاع غزة، تحدوا إصابتهم و إعاقتهم و شكلوا فريقاً لكرة القدم ويمارسونها يوماً واحداً كل أسبوع على ملعب عشبي بدير البلح وسط قطاع غزة يستخدمون “العكازات” يستندون عليها أثناء لعبهم..

الشباب أثناء ممارستهم رياضتهم المفضلة يشعرون بسعادة بالغة تنسيهم إصابتهم وإعاقتهم فهم يركضون بخفة خلف الكرة ويتسابقون على تسجيل الأهداف في داخل الشباك.

مبتوري الأطراف أو كما يطلق عليهم (فريق الأبطال ) هم بحق أصحاب همة عالية فهم حولوا إصابتهم إلى نقطة أمل جديدة في حياتهم حلمهم أن يشكلوا منتخب ويشارك في البطولات العالمية والدولية رافعين علم بلدهم فلسطين.

الإصابة والإعاقة لم تقف سداً أو حجر عثرة أمامهم لحبهم وشغفهم بالساحرة المستديرة فهي بالنسبة لهم الحياة والأمل أعطتهم حياة جديدة مليئة بطاقة يتحدون من خلالها الإعاقة ليمارسوا هواياتهم الرياضية وخاصة كرة القدم (الساحرة المستديرة) التي تمثل عشقاً لمعظم شعوب الأرض أما فريق الأبطال فخلقوا للعشق معنى آخر من خلال الإرادة والتصميم على النجاح..

وقال رئيس جمعية فلسطين لكرة القدم “البتر” فؤاد أبو غليون: إن فكرة تأسيس الفريق جاءت عقب مشاهدته لمباراة لإنجلترا وتركيا لأصحاب الأطراف المبتورة فشده انتباهه كيف يركض اللاعبون بساق واحدة؟ ويمارسون لعبتهم المفضلة موضحاً، فاتخذ قراراً بتشكيل فريق من مبتوري الأطراف بغزة، ونجح في ذلك.

وأضاف أنه تواصل مع جمعيات ومؤسسات من أجل دعم وتشكيل الفريق وتوفير ما يلزمهم ومن بين الجمعيات التي استجابت جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين.

وطالب أبو غليون بتوفير الدعم المالي والنفسي لهؤلاء اللاعبين حتى يستطيعوا أن يحققوا أحلامهم وهي تمثيل فلسطين في المحافل الدولية.

بدوره قال الكابتن خالد المبحوح مدرب الفريق: إن الفريق بدأ بثمانية لاعبين فقط في بداية الأمر وكانت الأمور صعبة لأن كرة القدم تحتاج الأصحاء لأنها تعتمد على اللياقة البدنية العالية والقوة، موضحاً أنه وجد في اللاعبين القدرة والتحمل واللياقة بدرجة عالية.
وأضاف: الآن وصل عدد لاعبي الفريق إلى 20 لاعباً، والعدد مرشح للزيادة نظراً لإقبال العديد من مبتوري الأطراف على الانضمام إلى الفريق.
وقال تدريب الفريق يحتاج إلى جهد كبير إذ أن مجمل التدريبات ترتكز على عضلة قدم واحدة وقوانين مختلفة للعب لكن قوة العزيمة والإصرار لدى اللاعبين فاقت كل شيء فهم يمارسون بهمة كبيرة، وبقوة عالية.

من جهته قال اللاعب حسن أبو إكريم: بعد الإصابة التي تعرضت لها في عام 2007م، ونتج عنها بتر قدمي، توقفت عن ممارسة هوايتي الأولى بشكلٍ كامل ولكن مع تشكيل الفريق الجديد عدت للعب الكرة بعد سنوات من الغياب.

وأضاف أبو إكريم: أشعر بالسعادة أثناء ممارسة كرة القدم فهي أعادتني للحياة بعد أن فقدت الأمل فيها واشعر بالمتعة لدرجة أني مع شدة الحماس أثناء اللعب أنسى أني مصاب ومبتور الأطراف.

وأكد أن حلمه أن يبقى الفريق بشكل متواصل، وأن يستمر الدعم لهم حتى يمثلوا فلسطين في المحافل الدولية، مضيفاً أن ممارسته لكرة القدم هي تحدي للاحتلال “الإسرائيلي” ورسالة له بأن الشعب الفلسطيني شعب لا يقهر مهما كان الثمن غالياً.

بدوره قال اللاعب الطفل إبراهيم خطّاب والبالغ من العمر 13 عاما أن الطرف الصناعي لم يقف حائلاً بينه وبين حبه لكرة القدم فأصبح على الرغم من إعاقته أصغر لاعب ضمن فريق كرة القدم لمبتوري الأطراف وأضاف لم أكن أتخيل في يومٍ من الأيام أن يكون بمقدوري ممارسة هوايتي في لعب كرة القدم من جديد، والتي بدأتها في سن مبكرة جداً لكنّها توقفت عام 2014م بعد إصابتي بصاروخٍ أُلقي من طائرات الاحتلال “الإسرائيلي”، موضحاً أنه منذ علم بتشكيل الفريق أخبر والده برغبته القوية بالمشاركة فوافق والده وحقق له رغبته، وقال إن مشاركته وزملائه في ممارسة كرة القدم فيها تحد للاحتلال “الإسرائيلي” ورسالة من رسائل حب الحياة التي يحاول الشعب الفلسطيني إيصالها للعالم الخارجي.

Exit mobile version