“حماس” أعادت رسم العلاقة مع الاحتلال وفرضت معادلات للتحرير

 

– د. أحمد بحر: “حماس” انتقلت من المحلية للعالمية

– سالم: مقاومة “حماس” للاحتلال أعادات فلسطين لخارطة العالم

– تعتبر “حماس” اتفاق أوسلو أكبر كارثة ارتكبتها منظمة التحرير الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني

في الذكرى الـ31 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ينظر الفلسطينيون وأحرار العالم إلى “حماس” بأنها الحركة الفلسطينية المقاومة التي أعادت ترتيب الأوراق لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدا مذعوراً من القوة المتنامية لحركة “حماس”، وقدرتها العالية على تطوير إستراتيجياتها للتحضير لحرب التحرير الشاملة في وجه الاحتلال، فـ”حماس” قدمت تجربة نضالية فريدة في مقاومة الاحتلال، بل وأن الاحتلال حاول مراراً النيل من هذه الحركة عبر سياسة الاغتيالات وعمليات الإبعاد والاعتقالات وإغلاق المؤسسات وتجفيف منابع الدعم إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل، وبقيت قوة “حماس” تتعاظم يوماً بعد يوم.

كل محاولات اقتلاع “حماس” فشلت

من جانبه، قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر في مقال له نشره بمناسبة انطلاقة حركة “حماس” الـ31: إنه بالرغم من شدة القمع والبطش الصهيوني وقسوة الضربات وأشكال العدوان التي تلقتها الحركة على يد الاحتلال طيلة الأعوام الـ31 الماضية؛ فإنها تجاوزت كل المحن والصعوبات التي واجهتها بكثير من الجلد والعزم والمصابرة التي حمل لواءها طراز خاص من القيادات والرجال الأفذاذ الذين أفنوا ذواتهم وضحوا بحياتهم في سبيل تحرير وطنهم ومقدساتهم ورفعة شعبهم وقضيتهم، وعلى رأسهم الشيخ الشهيد الإمام أحمد ياسين.

وأشار بحر إلى أن “حماس” على المستوى السياسي، قدمت الحركة نموذجاً راقياً من العمل السياسي الملتزم بالقيم والضوابط الوطنية، والمحافظ على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وكانت المرونة والدينامية السياسية التي تمتعت بها “حماس” موضع إشادة وإعجاب وتقدير الكثيرين الذين رأوا في الحركة أمل شعبنا وأمتنا بعد الانهيارات المتلاحقة التي أصابت الساحة الفلسطينية جراء توقيع اتفاق أوسلو وملحقاته الأمنية والاقتصادية.

وشدد بحر على أن الوثيقة السياسية التي أصدرتها قيادة “حماس” عام 2016 عبرت عن عمق الوعي السياسي الذي بلغته الحركة، ومدى قدرتها على مواكبة حركة الواقع السياسي المحيط؛ فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، وبراعتها في امتصاص حدة الضغوط وتجاوز الأعاصير التي حاولت اقتلاعها أو المساس بها في مراحل زمنية مختلفة.

وأكد بحر أنه لن يطول الوقت طويلاً حتى ينجلي ليل الحصار بإذن الله، وتتقدم جحافل المؤمنين الصادقين نحو القدس، فاتحين مهللين مكبرين، ويسوؤون وجوه الصهاينة، ويتبرون ما علوا تتبيراً، ويعود اللاجئون الفلسطينيون المهجرون إلى ديارهم العزيز.

إستراتيجيات مقاومة قوية

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد سالم: إن حركة “حماس” حققت في السنوات القليلة الماضية شعبية وجماهيرية أكثر من أي وقت مضى، وجددت خطابها السياسي نحو أطر وطنية أوسع، وفتحت الباب أمام مشاركة سياسية أشمل مع حركة “فتح” التي ما زالت ترفض دعوات “حماس” للمصالحة.

لافتاً إلى أن “حماس” ثابتة في مربع المقاومة من خلال تطوير قدراتها القتالية، تقاوم ببسالة، وتفشل الاعتداءات كما يجب، وتضرب الاحتلال كما يجب، وأبقت معركتها في اتجاه الاحتلال الإسرائيلي فقط، ولم تبتعد عن الأولويات، وبقيت على عهد المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لتحرير فلسطين.

وأشار الكاتب الفلسطيني سالم إلى أن أهم ما يميز حركة “حماس” اليوم، بعد هذه السنوات، أنها حركة تنمو سياسياً وعسكرياً، وجماهيرياً وباتت منتشرة في فلسطين وخارجها، وتضاعف قوتها، وهي قادرة على حشد شرائح سياسية واجتماعية كثيرة معها في مشروع المقاومة والصمود والتحرير والعودة، وأن إستراتجيتها في المقاومة أعادت رسم خارطة الوجود الفلسطيني وفلسطين في العالم بعد محاولات طمسها من قبل الاحتلال وواشنطن فهم يخططون لـ”صفقة القرن” التي تستهدف تصفية القضية الفلسطيني وإسقاط قضية القدس واللاجئين.

معركة “وعد الآخرة”

وكان القيادي في حركة “حماس” د. محمود الزهار قد صرح في مقابلة سابقة مع “المجتمع” أن الحركة تعد لمعركة “وعد الآخرة”، وهذه حقيقة ستترسخ طال الزمن أو قصر، فهو صراع مع الاحتلال ليوم الدين.

وأكد الزهار أن “حماس” عظيمة ببرنامجها المقاوم، وأنها تعد العدة والقوة من أجل معركة “وعد الآخرة”؛ لأن فلسطين من بحرها إلى نهرها كلها للشعب الفلسطيني، وأن هذا الاحتلال سيتم كنسه عن كل الأرض الفلسطينية.

وترفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاعتراف بأي اتفاقيات مع الاحتلال الصهيوني، بل وتعتبر اتفاق أوسلو أكبر كارثة ارتكبتها منظمة التحرير الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني، ودعت “حماس” في أكثر من مرة إلى إلغاء اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني، وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني على قاعدة الشراكة السياسية.

Exit mobile version