المعاقون في غزة بدون علاج ولا كراسي متحركة بسبب الحصار

يبدو المشهد بالنسبة للمعاقين في قطاع غزة صعباً للغاية، فأعدادهم في تزايد نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، بالإضافة لصعوبة الأوضاع الصحية للإعاقة التي نتجت لعوامل صحية أو وراثية، وقد فاقم هذه الأوضاع الحصار الإسرائيلي الذي انعكس بالسلب على كافة مجالات الحياة في قطاع غزة، وقد أظهرت إحصاءات فلسطينية بمناسبة اليوم العالمي للمعاق ارتفاعاً كبيراً في أعداد الحالات الخاصة التي تعاني في قطاع غزة لتتجاوز النسبة 6.8% من مجمل عدد السكان في القطاع المحاصر وهم في أوضاع صحية حرجة للغاية. gaza1.jpg

الأوضاع الصحية حرجة للمعاقين

ويقول مدير برنامج التأهيل المجتمعي في الإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى عابد لـ”المجتمع”: واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة صعب للغاية، نتيجة الحصار، في غزة 128 ألف معاق وهناك 94 حالة بتر في مسيرات العودة أصيبوا برصاص الاحتلال المتفجر، وبعضهم أصيب بقذائف الاحتلال، بالإضافة لوجود المئات نتيجة الحروب التي شنت على قطاع غزة طيلة الفترات السابقة.

وأشار عابد إلى أن هناك احتياجاً شديداً للعلاج لأصحاب الإعاقات، مثلاً العلاج الطبيعي غير متوافر للذين يعانون من الإعاقة، هناك الآلاف من أصحاب الإعاقات هم بحاجة لكراسي نفتقر إليها في غزة بسبب الحصار.

وأكد عابد أن الإعاقة في غزة مسلسل معاناة لا تنتهى، فهم لا يتوافر لهم الخدمات الطبية، والإعاقة أثرت على حياة الأسر التي عندها فرد معاق في ظل الأوضاع الصحية الصعبة.

وأوضح عابد أن عدم تفعيل دور الوزارات بين غزة والضفة بسبب الانقسام فاقم المشكلة، بالإضافة لعدم تفعيل قانون المعاق الفلسطيني، وهذا كارثة بالنسبة للمعاق؛ لأنه بات فاقداً لحقوقه، هناك نقص كبير في الأدوية والتأمين الصحي، كما أن هناك حالات إعاقة بحاجة للعلاج في الخارج، لكن لا يتوافر لهم بسبب إغلاق المعابر من قبل الاحتلال.

وطالب عابد المؤسسات الحكومية والأهلية الوطنية والدولية وجميع شرائح المجتمع بالعمل معاً من أجل دعم وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى القانوني والعملي، بالإضافة لتوفير كافة التسهيلات اللازمة من أجل تمكينهم بممارسة دورهم الفاعل كمواطنين داخل المجتمع وحمايتهم من أي نوع من التمييز والحرمان.

معاقون بدون علاج ولا حياة كريمة 

من جانبه، قال الجريح المعاق بسام الريفي لـ”المجتمع”: إن كارثة صحية يعيشها المعاقون نتيجة حالات البتر والإصابات الخطيرة التي نتجت عن إصابتهم باعتداءات قوات الاحتلال المتواصلة على شعبنا الفلسطيني.

وأشار الريفي إلى أن الجريح الذي أصيب بإعاقة لا تتوافر له أدني مقومات الحياة الكريمة، فهم لا يحصلون على مساعدات من الجهات المختصة، كما أن معظمهم لا تتوافر لديهم رواتب من السلطة الفلسطينية خاصة الذين أصيبوا في عدوان عام 2014، كما يمنعون من السفر من قبل الاحتلال لاستكمال علاجهم بالخارج في ظل افتقاره بمستشفيات قطاع غزة التي تعاني نقصاً حاداً في الأدوية.

وأكد الريفي أن الجريح المعاق في غزة أصبح أمنيته أن يحصل على كرسي متحرك أو عكاز، أو جهة تتكفل بعلاجه، ولكن ذلك للأسف لم يحدث بسبب الانقسام والأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.

وتواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها المختلفة لحقوق الإنسان الفلسطيني، وقواعد القانون الدولي الإنساني في قطاع غزة من خلال أعمال القتل وإطلاق النار واستهداف الأطفال والنساء والطواقم الطبية والصحفيين والمواطنين والأشخاص ذوي الإعاقة العزل المطالبين بأبسط حقوقهم والتي كَفِلتها جميع الشرائع الدولية التي تمثلت بالعودة وكسر الحصار على قطاع غزة.

Exit mobile version