بقراءة “الهمزية”.. تونسيون يحتفلون بالمولد في رحاب جامع الزيتونة

مع شروق شمس الثلاثاء 12 ربيع الأول، توافد مئات التونسيين عبر أزقة مدينة تونس العتيقة إلى جامع الزيتونة لحضور الاحتفال بالمولد النبوي، وترديد قصيدة “الهمزية” في مدح الرسول للإمام البصيري.

المئات من الرجال والنساء والأطفال غصّ بهم جامع الزيتونة وآخرون لم يجدوا مكاناً فمكثوا واقفين في صحن الجامع يقرؤون قصيدة “الهمزية”.

وعن ذلك، قال عبدالفتاح مورو، نائب رئيس مجلس النواب: إن قراءة الهمزية في جامع الزيتونة خلال الاحتفال بالمولد النبوي، تقليد متبع منذ الثلث الأول للقرن التاسع عشر سنّه المشير أحمد باشا باي الأول (حكم تونس بين عامي 1837 و1855) بطلب من شيخ الإسلام المالكي (المفتي) آنذاك سيدي إبراهيم الرياحي.

وأضاف مورو، لـ”الأناضول”، في صحن جامع الزيتونة: جرت العادة عند التونسيين عند الاحتفال بالمولد أن يتجمعون في جامع الزيتونة في العاشرة صباحاً ويقرؤون الهمزية.

وعن “الهمزية”، قال: إنها قصيدة في مدح الرسول لشاعر فذ عظيم هو الإمام البصيري أصيب بفالج (مرض) فوعد الله تعالى إذا شفاه أن يمدح الرسول، ولما شفي ألف قصيدة الهمزية، المؤلفة من 435 بيتاً.

والإمام شرف الدين البصيري، شاعر من أصل صنهاجي (من أكبر القبائل الأمازيغية) عاش في مصر بين عامي 1213 و1295م.

وتابع مورو: في الهمزية سرد لأهم أحداث التاريخ الإسلامي مع متانة لغة وعلو شأن أدبي.

وزاد: الناس لما تأتي إلى جامع الزيتونة تؤكد مجدداً أصالة هذا البلد واستقرار الإيمان في أهله.

وحضر موكب قراءة الهمزية في جامع الزيتونة زائرون من دول أخرى مجاورة لتونس مثل الجزائر وليبيا والمغرب وأيضاً طلبة أجانب من إندونيسيا يدرسون بالجامعة الزيتونية.

إدريس أحمد رفاعي طالب من إندونيسيا التقته “الأناضول” في صحن الجامع قال: قصدت جامع الزيتونة للاحتفال بمولد النبي الشريف لأن النبي هو أفضل إنسان في العالم.

وأضاف رفاعي لـ”الأناضول”: سمعت من أصدقاء في جامعة الزيتونة التي أدرس بها أن جامع لزيتونة يحتفل بذكرى المولد كل عام، وأنا فرح بهذا الاحتفال الذي نحتفل به أيضا في إندونيسيا.

وجامع الزيتونة تأسس سنة 698م على يد حسان بن النعمان، الذي فتح مدينة تونس.

Exit mobile version