العفاسي: 25 عاماً حافلة في خدمة الوقف ورعايته

قال وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، المستشار د. فهد محمد العفاسي، في كلمة ألقاها نيابة عن سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ممثل راعي الملتقى الوقفي الخامس والعشرين، اليوم الإثنين: إن الأمانة العامة للأوقاف تحتفل بمرور 25 عاماً على تأسيسها، سنوات كانت حافلة في مجال خدمة الوقف ورعايته وتحقيق أهدافه –لتفخر بها الكويت– كجهة رسمية حققت إنجازات ضخمة في العديد من المجالات داخلياً وخارجياً، خاصة المتعلقة بخدمة المجتمع وتخفيف العبء عن أبنائه، ومثلت نقلة نوعية للعمل الوقفي في الكويت، وخطوة حكومية رائدة للنهوض والارتقاء به في شتى مجالاته، ويعود ذلك الفضل للواقفين والواقفات.

وأوضح أن أمانة الأوقاف وفقت في اختيار شعار الملتقى «ربع قرن.. في خدمة الوقف»، ليعبر عن هذه السنوات الطويلة المليئة بالإنجازات والمشاريع، وليركز على نجاحات الأمانة وريادتها الوقفية على مدى ربع قرن، وما قدمه الوقف -في ظل إدارة الأمانة– للمجتمع الكويتي خاصة والعالم الإسلامي والعالمي بشكل عام في شتى المجالات الدينية والثقافية والاجتماعية والتنموية وغيرها.

وتابع: لقد ساهمت الأمانة العامة للأوقاف بحظ وافر في البذل والعطاء لمساعدة الفقراء، والمعوزين، والمنكوبين، في شتى أنحاء العالم وليس في الكويت فحسب، بما يعزز موقع الكويت كمركز إنساني عالمي، من خلال صناديقها ومشاريعها ومصاريفها الوقفية التي تعنى بالمساهمة في مجالات تنمية المجتمع، بالإضافة إلى جهود الإغاثة للمنكوبين من الكوارث الطبيعية والحروب، في مختلف دول العالم، بالتنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية الكويتية»، حيث يستعرض هذا الملتقى جوانب عريضة من عطاء الأمانة العامة للأوقاف على مر تاريخها ومحطات مهمة من مشاريعها التنموية المحلية والإقليمية والعالمية؛ ما يدعونا بصدق إلى تقديم الأمانة كنموذج للمؤسسات الحكومية الناجحة والمتميزة في مجالها وهو الوقف،  ويعزز ثقة المواطنين وخاصة الواقفين والواقفات بالأمانة العامة للأوقاف.

من ناحيته، أكد الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف محمد عبدالله الجلاهمة أن الملتقى الوقفي الخامس والعشرين، يتزامن مع حدث كبير تشهده الأمانة العامة للأوقاف وهو مرور 25 عاماً على تأسيسها، معرباً عن شكره وتقديره لسموِ ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، على رعايته الكريمة لهذا الملتقى واهتمامه ودعمه المستمر لأنشطة ومشاريع الأمانة العامة للأوقاف الذي يمثل امتداداً لما تقوم به هذه الدولة المباركة للعناية بالوقف ودوره في خدمة المجتمع، كما تقدم بالشكر إلى وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار د. فهد محمد العفاسي، ممثل راعي الملتقى، على حضوره الكريم واهتمامه ومتابعته المتواصلة من أجل إخراج الملتقى بالصورة المشرفة لدولة الكويت.

وأضاف الجلاهمة أن الأمانة العامة للأوقاف أنشئت بمرسوم أميري في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وتلك المؤسسة التي وضعت لها بصمات واضحة خلال فترتها القصيرة مقارنة بأي مؤسسة وقفية أخرى على مستوى العالم الإسلامي، فمنذ إنشائها، أصبحت الأمانة -بمثابة- نقلة نوعية للعمل الوقفي في دولة الكويت وخطوة حكومية رائدة للنهوض والارتقاء بهذا الحقل في جميع مجالاته، وعملت عبر قطاعاتها المختلفة على إرساء إستراتيجية محكمة، وتبني رؤية استشرافية واضحة، يحدوها طموح كبير نحو التميز، وتحقيق الريادة في مجال العمل الوقفي على المستويين المحلي والدولي.

وتابع: إن الأمانة العامة يحثها الرغبة الأكيدة في الارتقاء بالدور الذي تمارسه في إحياء سنة الوقف كأحد الأهداف الإستراتيجية للأمانة منذ إنشائها، وترجمة هذا الهدف إلى مشاريع وبرامج وقفية وتنموية تلبي حاجات المستهدفين منها في كافة الأماكن وشتى الميادين، حافزها في ذلك إيمانها الأكيد بمسؤوليتها في الدفع بحركة التنمية في وطننا العزيز إلى الأمام، ووعيها الكبير بضرورة توفير احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية، وذلك في حدود شروط الواقفين، وبما يحقق المقاصد الشرعية للوقف، وتنمية المجتمع حضارياً وثقافياً واجتماعياً.

وقال الأمين العام: إن هذا الاحتفال يجسد في جوهره قراءة في ماض عريق، وحاضر مشرق، وفرصة لاستشراف المستقبل الواعد لهذه المؤسسة التي حققت إنجازاً وتاريخاً مجيداً في مجال العمل الوقفي ترك بصمة واضحة على المستوى المحلي والدولي والإقليمي، توج بتكليف دولة الكويت -ممثلة بالأمانة العامة للأوقاف- بمهمة «تنسيق جهود الدول الإسلامية في مجال الوقف»، بموجب قرار المؤتمر السادس لوزراء أوقاف الدول الإسلامية، الذي انعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في أكتوبر عام 1997، وذلك الإنجاز ما كان له أن يتحقق إلا بفضل من الله تعالى، وفضل الواقفين الكرام، والرعاية السامية التي لقيتها من لدن صانع النهضة الكويتية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظهما الله ورعاهما.

وأوضح الجلاهمة أن الملتقى -من خلال ما يتضمنه من فقرات ومحاور- يسعى لتسليط الضوء على تجربة الأمانة العامة للأوقاف ودورها المميز في خدمة الوقف على مدار 25 عاماً، بالإضافة إلى استعراض أثر الوقف في خدمة المجتمعات، ويُبرز أيضاً الإشراقات الحضارية للوقف في العديد من الدول الشقيقة والصديقة مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ومملكة البحرين والجمهورية التركية وغيرها، فضلاً عن استعراضه لنماذج خيرية وتطوعية لبعض المشروعات الوقفية العالمية في كل من أوروبا وآسيا وأفريقيا.

كما سيكون هذا الاحتفال بمثابة لمسة وفاء وتقدير وعرفان لنخبة من المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني داخل الكويت وخارجها، الذين كان لهم دور كبير ومؤثر في مسيرة هذا الصرح الوقفي الشامخ ونجاح الأمانة بدورها الريادي.

وقال المفتي العام ورئيس المشيخة الإسلامية في جمهورية كرواتيا عزيز حسانوفيتش: إنه لشرف لي أن أقف بينكم اليوم في رحاب دولة الكويت لألقي كلمة الضيوف الكرام في الملتقى الوقفي الخامس والعشرين للأمانة العامة للأوقاف الذي تَزامنَ مع احتفال الأمانة بمناسبة مرور ربع قرن على إنشاء الأمانة العامة للأوقاف، وبالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن الضيوف الكرام ضيوف الأمانة العامة للأوقاف، أتشرف بأن أزجي الشكر والثناء مقرونا بالدعاء لحكومة وشعب الكويت الشقيق.

وأوضح أن الملتقى الوقفي يعقد في رحاب بلد الخير والعطاء خلال هذين اليومين سيكون ميداناً رحباً ونبعاً صافياً نستقي منه التجارب المفيدة والنًماذِج الملهِمَة، وتطرحُ فيه الأفكار والمقترحات، والتجارب الخيرية والإنسانية النَاجحة، التي من شأنها تطوير مستوى العاملين في مجالات العمل الخيري والإنساني.

ودشنت الأمانة العامة للأوقاف الموقع الجديد بتصميم حديث وعصري يواكب التطور التكنولوجي وربطه بمواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز التواصل مع الجمهور وتوفير خدماتها ومشاريعها كالرعاية السكنية ورعاية طلبة العلم وذرية الواقفين وغيرهم بالإضافة إلى توفير خدمات التبرع والوقف الإلكتروني.

وكرم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شركاء النجاح ومنهم بيت الزكاة والبنك الإسلامي للتنمية وبيت التمويل الكويتي وشركة زين للاتصالات وجمعية الهلال الأحمر والهيئة الخيرية الإسلامية، وجمعية العون المباشر، وقدمت الأمانة درعاً تذكارية لممثل راعي الملتقى وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامي.

Exit mobile version