إصابات “سقوط القدم”.. ضحايا إرهاب “إسرائيل” على حدود غزة

لم يكن استهداف القناصة الإسرائيليين أقدامَ المشاركين وسيقانهم في فعاليات مسيرة العودة السلمية بالأمر العفوي؛ فالجرحى معظمهم يعانون من مشاكل صحيّة في الأعصاب والأوعية الدموية.

ومن آلاف الإصابات برزت معاناة من نوع خاصّ هي لجرحى “سقوط القدم” التي تخلّف لصاحبها إعاقة غالباً ما تستمر ملازمةً صاحبها طوال العمر.

وأصيب خلال فعاليات مسيرة العودة السلمية وكسر الحصار أكثر من 22 ألفًا معظمهم في الأقدام؛ ما أدى لجراح متفاوتة ومعاناة تعجز جميع مستشفيات غزة المحاصرة عن مساعدتهم.

ورغم أن جنود الاحتلال ركزوا على إصابة المتظاهرين في الأقدم وأسفل الركبة إلا أن حجم المعاناة الصحية تؤكد أن تلك الإصابات جرت بإطلاق نار مركّز ومتعمّد لإحداث إعاقات دائمة.

جرحى الأعصاب

في حجرة الضيافة يلازم جهاد الأريكة وبجواره عكاز يتكئ عليه مرتدياً حذاءً طبياً منذ الشهر الثاني لإصابته برصاصة متفجّرة على السلك الفاصل.

في الجمعة الأولى لمسيرة العودة أصيب جهاد المصري (23 عامًا) برصاصة أسفل ركبته اليمنى تسببت في قطع أعصاب ساقه وتمزق في الأوعية الدموية، ولا يزال يعاني من مشكلة سقوط في القدم إعاقةً دائمة.

يقول المصري: “الرصاصة أدت لقطع العصب الحسّي والعضلي، وفقدت الاحساس بالقدم، وأعاني سقوطًا في القدم، ومكثت بعد الجراحة 45 يومًا وساقي مربوطة، وسأظل أعاني إعاقة، وأحتاج الآن لزراعة أوتار بعد عام”.

خضع جهاد لعلاج وجراحة وهو حتى اليوم يتناول مقويات للأعصاب وعلاجًا لكهرباء تزداد كل ليلة فجأةً، وقد أخبره الطبيب أنه بحاجة لعام ونصف حتى يظهر تحسّن ملموس.

الجريح الثاني هو ابن عمه سليمان المصري (21 عامًا) وقد أصابت الرصاصة المتفجّرة في مركز العصب في ركبته، وهو من يوم الإصابة يشعر بكهرباء وورم دائم في القدم.

ويتابع: “أصبت في الجمعة الأولى، وخضعت لعملية جراحية تأخرت عدة أشهر، وأنتظر نتيجة تحسن بعد عام، لكنني مصاب بسقوط في القدم الأيمن، وأستخدم الآن عكازًا، وقد أجرى الطبيب عملية لوصل العصب المقطوع، والذي أثّر على مركز الإحساس”.

وتأخرت دراسة سليمان في جامعة الأقصى بعد عجزه الكامل عن الحركة والتنقل، وهو الآن بحاجة لعلاج طبيعي وتمارين وعملية جراحية أخرى بعد عام.

مجزرة مايو

وكان الشاب أحمد عيّاد أحد ضحايا الاحتلال في مجزرة (14) مايو؛ فقد أصيب برصاصة متفجّرة قطعت ما أسماه بالعصب النسّوي، وأجرى عملية بعد خمسين يومًا لوصل العصب.

يقول عيّاد: “الآن أخضع لعلاج طبيعي حتى أستعيد الإحساس، وأعاني سقوطًا في القدم، وفخذي الأيسر لا يتحرك بسهولة، وأفتقر لجهاز يرتديه مصاب سقوط القدم في قدمه”.

وأصيب إلى جوار أحمد في اليوم ذاته شقيقه علاء (32 عامًا)، والذي انحرفت الرصاصة عن مركز الأعصاب في ساقه بقليل.

جراحة مكثّفة

“أحتاج لقرار طبي ومشرط وعلاج متواصل بعد العملية”.. بهذه العبارة يلخّص اختصاصي جراحة الأعصاب محمد الرنتيسي تعامله مع جرحى سقوط القدم، والذين سيجري لأحدهم عملية بعد دقائق من المقابلة الصحفية.

ويتابع: “استهداف الجنود متعمّد للركبة ومركز الأعصاب. أجريت عشرات العمليات لمن يعانون سقوط القدم، ويحتاج المريض قرابة عام بعد وصل العصب حتى يبدأ بالتحسن جزئياً”.

ويؤدي استهداف الجنود عادةً في حالات سقوط القدم إلى قطع العصب الشظّي؛ ما يؤدي لسقوط القدم ويستدعي جراحة عاجلة وتجبيس الكسر والساق.

ولا يزال جنود الاحتلال وقناصته يتعمّدون إصابة الشبان في مراكز أعصاب الساق والركبة، وقد أدى الرصاص المتفجّر إلى فشل وتدهور عشرات الحالات التي تفوق خطورتها إمكانات غزة الطبّية.

 المركز الفلسطيني للإعلام

Exit mobile version