في الضفة وغزة.. هل تُفشل مقاومة “التوأم” محاولات الاستفراد؟!

في غزة حالة اشتباك دائم مع الاحتلال الإسرائيلي في مسيرة العودة الكبرى منذ 7 شهور، وما يتخللها من مظاهرات قرب السياج، وفي العرض البحري، وفعاليات الإرباك الليلي، ويقابلها في الضفة الغربية عمليات فدائية ومواجهات بالحجارة والزجاجات الحارقة، تجري بين الفينة والأخرى رغم بطش المحتل ويده المنفلتة، والذي خلق واقعا أمنيا معقدا، ساعد فيه استمرار التنسيق الأمني الذي ما انفكت السلطة عنه.

وكأن الضفة بألمها والاستيطان الذي ينهشها يوميًّا، وتهويد قلبها القدس، وغزة التي تئن تحت نير حصار إسرائيلي أحال حياة السكان وجعًا لا يطاق، يدرآن العدوان بكل ما استطاعتا إلى ذلك سبيلا رغم الظروف المعقدة التي يمران بها، من حصار هنا، وتنسيق أمني هناك.

هكذا تفشل كل المحاولات الرامية للاستفراد بجزء دون آخر، سواء الاستفراد بغزة التي تكافح من أجل كسر حصارها وتثبت حق العودة، أو الضفة التي ما تزال تنافح دفاعًا عن العروبة وتحاول كسر أنياب الاستيطان المستفحل في أرجاء المدن والمناطق.

ليست بمعزل

صحيفة “يديعوت احرنوت” العبرية تقول: إن الأحداث بالضفة (العمليات والمواجهات) تثبت أن الأخيرة (الضفة) ليست بمعزل عن ما يحدث بقطاع غزة.

وقال “يوآف زينون” المحلل في الصحيفة، إن ‫محاولة إطلاق النار على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي الليلة الماضية شمال الخليل، والحادث الذي وقع في طمون صباحا، والذي انتهى “بمقتل” فلسطيني، هو مؤشر على استمرار الاتجاه نحو التصعيد الذي يتوسع في الضفة.

وأضاف: “الضفة غير منفصلة أو معزولة عن غزة، والبث المتبادل بينهما يمكن أن يشعل حرباً في الجنوب والمواجهات في جميع أنحاء الضفة الغربية كما حدث في صيف 2014”.

يذكر أنه استشهد، فجر الأربعاء، شاب وأصيب عدد آخر بالرصاص الحي، والأعيرة المعدنية والاختناق بالغاز، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة طمون قضاء جنين.

أحداث وعمليات

وتأتي هذه الأحداث، في غمار الملاحقة الإسرائيلية الشرسة للفدائي أشرف نعالوة الذي نفذ عملية بطولية في منطقة “بركان” شمال الضفة الغربية المحتلة، في السابع من الشهر الجاري، وأسفرت عن مقتل مستوطنين وإصابة ثالث بجراح بالغة.

وبعد 4 أيام من هذه العملية التي “هزت” أركان “إسرائيل”، نفذ فدائي آخر عملية طعن في منطقة حاجز حوارة جنوب نابلس، أسفرت عن إصابة ضابط إسرائيلي، واعتقل المنفذ بعد عملية ملاحقة وتمشيط واسعة.

كما تجري في الضفة يوميًّا عمليات رشق مستوطنين وحافلات إسرائيلية بالحجارة، رغم الظروف الأمنية المعقدة، وتزعم أجهزة الأمن الإسرائيلية أنها تحبط عشرات العمليات بمساعدة من السلطة الفلسطينية.

عمليات فردية

وفي تقرير سابق أعده “المركز الفلسطيني للإعلام” حول العمليات بالضفة، خلص إلى أن أغلب العمليات هي فردية، وتسمى “الذئب المنفرد”، أي أن منفذها لا يمتلك أي صفة أو خلفية تنظيمية.

ويؤكد -خبراء تحدثوا في التقرير- أن هناك تخوفا كبيرا لدى الاحتلال من عودة هذه العمليات، بفعل عوامل عديدة، أهمها انسداد الأفق السياسي، وسياسة العقاب الجماعي، والتضييق الاقتصادي، وتوتر الأجواء بفعل “صفقة القرن” والخطوات الأمريكية والإسرائيلية، والتصعيد في غزة، وتزايد احتمالية شنّ حرب عليها.

ورغم تلقائية العمليات الفردية واعتمادها غالبا على السلاح الأبيض أو الناري الخفيف، أو المركبات للدهس، إلا أن تأثيرها النفسي على المستوطنين كبير للغاية.

ويشعر المستوطنون في السنوات الأخيرة بنوع من الاطمئنان وهم يتجولون في شوارع الضفة، مستفيدين من واقع أمني معقد، نتج عنه تراجع وتيرة العمليات المنظمة إلى حد كبير، يرجع مراقبون أسبابه إلى إطلاق يد الاحتلال بالضفة من قتل واعتقال وتنكيل، إضافة للتنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة من ملاحقة للمقاومين قبل وبعد تنفيذهم عملياتهم.

وتؤكد التقارير أنه رغم عدم كثافة العمل المقاوم في الضفة الغربية بسبب التعاون الأمني بين السلطة والكيان، إلا أن المعطيات على الأرض تشير إلى أن الضفة الغربية لم ولن تهدأ، وهي عصية على الترويض، في ظل استمرار الزخم المتواصل لمسيرات العودة الكبرى.

المركز الفلسطيني للإعلام

Exit mobile version