أسير “القسام” المحرر محمود الدهيني: للحرية طعم آخر.. والاحتلال هددني بالقتل لحظة الإفراج عني

 

سالت دموعه بغزارة حين وطأت قدماه أرض قطاع غزة بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال التي قضى خلفها 16 عاماً من التعذيب والقهر، فقد فيها الكثير من الحواس نتيجة التعذيب ومنها السمع، إنه القيادي في “كتائب القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، محمود الدهيني، الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال من سجونها مساء أمس الأحد 21/ 10، في استقبال جماهيري فلسطيني حاشد، وقد بدت الفرحة على وجه أهلة والأصدقاء والجيران وقيادات الفصائل الفلسطينية في مشهد وحدوي.

يقول الأسير القسامي المحرر محمود الدهيني لـ”المجتمع”: لحظات الحرية لا توصف، حتى الآن أضع يدى على عيني؛ هل أنا أحلم أم إنها حقيقة؟ الحمد الله، خرجت من زنازين هذا المحتل بعد اعتقال استمر 16 عاماً من التعذيب والقهر، قاسيت فيه مرارة الاحتلال الذي حرم زوجتي أم العز من زيارتي طيلة 16 عاماً، وحرمني من رؤية طفلي معتز الذي بات شاباً طيلة هذه السنوات، هذا المحتل لا يفهم إلا لغة القوة، وأسرانا البواسل ينتظرون الحرية والخلاص من سجون هذا المحتل الغاشم.

وعن لحظات وداعه للأسرى الذين معه كانوا في السجن يقول الأسير الدهيني: هي لحظات اختلطت فيها دموع الحزن بالفرح، دموع الفرح لأنني سأغادر هذا السجن اللعين، ودموع الحزن لأنني تركت أسرى من خلفي عشت أنا وإياهم طيلة فترات السجن وما زالوا داخل السجون ينتظرون لحظة الحرية التي حصلت عليها بعد انقضاء مدة محكوميتي وهي 16 عاماً.

وأكد الدهيني أنه لم يصدق أنه قد أفرج عنه، واصفاً ساعات انتظاره على حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة بعد الإفراج عنه بأنها طويلة، وقد ساوره الخوف من أن يتراجع هذا المحتل عن الإفراج كما حدث مع كثير من الأسرى من خلال اعتقالهم بعد انقضاء فترة اعتقالهم تحت مسمى معتقل إداري.

وأشار الدهيني إلى أنه شعر بالفخر والاعتزاز كأحد قيادات “حماس” من كمّ الجماهير التي كانت في استقباله لحظة الإفراج عنه في معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

وحول التحقيق معه لحظة الإفراج عنه أشار الدهيني إلى أن الاحتلال هددني لحظة الإفراج عنه بأنه إذا عاد لنشاطه في مقاومة الاحتلال سيكون الموت مصيره، وقال لي بالحرف الواحد: “الصاروخ في انتظارك إذا عدت للمقاومة”.

وعن طموحاته المستقبلية قال الأسير الدهيني الذي يبلغ من العمر حالياً 43 عاماً: إنه يخطط لاستكمال دراسته بالحصول على الماجستير بعد أن حصل على درجة البكالوريوس داخل سجون الاحتلال، وإن أحلامه هي أن يستكمل تربية ابنه عز الذي حرمه الاحتلال من زيارته طيلة سنوات السجن.

وأشار الدهيني إلى أن غزة تغيرت بعد 16 عاماً من تركها نتيجة السجن، فالقليل من الشبان من أعرفهم ولا أعرف الجيل الجديد من الشبان في منطقتي، هذه الأجيال هي من ستزلزل الاحتلال الذي يحسب لهم الاحتلال ألف حساب.

وتمنى الأسير المحرر محمود الدهيني أن يتم الإفراج عن كافة الأسرى من سجون الاحتلال، قائلاً: الأسرى حملوني أمانة للمقاومة بضرورة العمل على صفقة مشرفة للخلاص من سجون الاحتلال التي تمارس بحقهم كل أنواع التعذيب والقهر.

Exit mobile version