الشيخ حمد السنان: يسّروا ولا تعسّروا

تساءل الشيخ حمد السنان عن أحوال بعض المصلين والمصليات، والصائمين والصائمات، والمتصدقين والمتصدقات، لما يبغض بعضهم المتدينين، والمتدينون يدعون إلى الله، وهؤلاء يحبون الله، فلمَ لا يحب من يحب الله ومن يدعو إلى الله؟

وجاءني الرد العملي عن طريق تغريدة؛ حيث غرد أحد المغردين قال: دخلت إلى مسجد فوجدت الخطيب هو حمد السنان فتذكرته في أغنية قديمة له، فتعوذت من الشيطان، وجلست أستمع إلى الخطبة، فقلت له: المهم ما رأيك في الخطبة؟ وفوجئت أن من أعاد التغريدة بتعليق أو علق عليها أو أعجب بها زاد على 75 ألفاً خلال يومين، فجلست أفكر، وأقدر، وأنظر لماذا استحسن كل هذا العدد التغريدة على بساطتها؟ وعلمت أن السر يعود إلى سماحة التعليق، وعدم تعنيفي للمغرد.

وتابع السنان: إن عامة الناس لا يصدون عن السبيل، بل يصدون صداً عنه بسبب من يشين الدين بأقواله أو أفعاله، فالناس لا يرفضون الدين ولكنهم يرفضون المسيئين للدين، ويرفضون أن يأمرهم وينهاهم هؤلاء المسيؤون، فحينما ترى من يحب الله ثم يبغض من يدعو إلى الله فلا بد أن تدرك أن للمتدين نصيباً من هذا الخلل، مبيناً أن الناس جبلت على رفض الوصاية عليها، وهو ما نبه الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عليه حينما قال: (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22}) (الغاشية)، وقوله: (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) (الشورى: 48).

وأضاف السنان: ومن التلطف في الخطاب ما كان الله سبحانه وتعالى يخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعني الأمة، مما يطلق عليه في أصول الفقه خاص أريد به عام، ومن الأوامر من يكون باللفظ الصريح، ومنها ما يكون بالمعنى، كل ذلك تلطيف بالخطاب ورغبة في استجابة الآخرين، مشيراً إلى أن التعنيف أو الوصاية قد تضعف فطرة التوبة على حساب فطرة المعصية، ولذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك خوفاً من التعنيف الذي يضعف جانب التوبة حينما قال: “يسروا ولا تعسروا”.

Exit mobile version