لعبة “فورتنايت”.. ما مدى خطورتها على أبنائنا؟ وكيف نحميهم؟

أصبحت لعبة فورتنايت بين عشية وضحاها من أكثر الألعاب شعبية على مستوى العالم، خاصة بعد طرحها نظام أندرويد في 9 أغسطس الماضي، حيث باتت تملك عشرات ملايين المستخدمين.

واللعبة من تطوير شركة إيبك غيمز، وأطلقت أول مرة للحواسيب الشخصية في عام 2017، وأشهر إصدارتها لعبة “فورتنايت باتل رويال”، واستقطبت أكثر من 125 مليون لاعب في أقل من عام محققة إيرادات بمئات الملايين من الدولارات شهرياً. 

وفورتنايت من ألعاب الرماية، حيث يهبط اللاعب في منطقة مجهولة وعليه البحث عن الأسلحة واللاعبين الآخرين لقتلهم واحداً تلو الآخر في صراع بقاء يكون المنتصر فيه لاعباً واحداً فقط، مع إمكانية بناء تحالفات في القتال.

وقال أسامة حلبي، الأستاذ المساعد في كلية الهندسة بقسم علوم وهندسة الحاسوب في جامعة قطر، لقناة “الجزيرة”: إن جميع الألعاب تقريباً فيها عنف، لكن اللعبة كانت من الذكاء بحيث لم تجعل العنف بصرياً حقيقياً، فحين يُقتل شخص في اللعبة فإنه يختفي بهالة معينة فلا تظهر دماء ولا جثة.

وأضاف حلبي المختص في مجال تطوير بيئات الحاسوب التفاعلية المتعددة الوسائط والواقع الافتراضي والواقع المعزز أن اللعبة تصور الواقع بطريقة غير حقيقية بشكل كوميدي أو كرتوني يقلل الأضرار.

وأشار كذلك إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت خطأ الاعتقاد السائد بأن العنف في الألعاب ينتقل إلى الواقع، مشيراً إلى أن الخوف في الحقيقة ليس من انتقال العنف إلى الواقع وإنما من إدمان الألعاب.

وأوضح الخبير في تطوير ألعاب الفيديو أن دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية كشفت أن الخطر الأكبر للألعاب هو الإدمان عليها وليس العنف.

وعن كيفية تفادي وقوع الأطفال ضحية الإدمان على مثل هذه الألعاب قال الخبير: إن الحل لا يكون بمنع الأطفال من اللعب، وإنما بمراقبتهم وتخصيص وقت محدد للألعاب، “فقليل ضار خير من كثير نافع”.

وأضاف أنه بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أفضل مدة لعب للأطفال خلال أيام الأسبوع هي ساعة واحدة يومياً، وفي أيام العطل من ساعتين إلى ثلاث، وذلك بعد انتهائه من واجباته المدرسية.

وفي هذه الحالات يمكن استخدام “مؤقت”، بحيث لا يتجاوز الطفل الوقت المحدد، وفي حال تجاوزه يجب أن يعاقب بحرمانه من اللعب في أيام أخرى مثلاً، لأن زيادة وقت اللعب لها تأثيرات سلبية يمكن أن تصل إلى الإدمان على اللعبة.

وأكد حلبي أن اللعبة تتطلب التعاون بين الأشخاص، وأحد أسباب الانجذاب إليها هو أن الطفل يكون في المدرسة تحت رهبة الأستاذ، وفي المنزل تحت رهبة والديه، ولذلك تمثل اللعبة عالماً ثالثاً يدخله مع أقرانه وأصدقائه، ويمكن للآباء استغلال الفرصة وتكوين فرقة مع أبنائهم فيدخلوا في أجواء اللعبة معهم.

وبحسب رأي مطور الألعاب، فإن اللعبة قد تكون بداية لتشكيل صداقة وحوار بين الآباء وأبنائهم، “فقبل أن تنهرهم يمكن أن تلعب معهم وبعد ذلك تناقشهم”؛ لأنهم سيدخلون إلى هذه الألعاب بطريقة أو بأخرى بسبب انتشار التقنية. 

وقدمت هيفاء الروقي، باحثة في أثر الأجهزة على تطور اللغة لدى الأطفال، عدة نصائح للآباء في كيفية التعامل مع أبنائهم، وهي:

– الوعي، التثقيف، المشاركة، المتابعة، التقنين.

– تحديد مدة الاستخدام ونوعية المحتويات ومناقشتها مع الطفل. 

– ضد الاستخدام المفرط وإهمال مراقبة المحتوى.

– ضد الحظر التام والفوبيا غير المبررة.

– ضد التعامل مع “الواتساب” والمقاطع على أنها مصادر موثوقة. 

وقال السعودي عادل الجنيدي: هذه لعبة فورتنايت أرهقت الأطفال وسببت لهم عدم التوازن في طابور الصباح بالمدارس، مضيفاً: أتمنى من أولياء الأمور أن يخففوا عليهم من اللعب وعدم اللعب على مدار الساعة، وأن يتم تخصيص يوم أو ساعات لهذه اللعبة تخوفاً من أن يصاب بالتوحد مستقبلاً.

وحذر د. فيصل بارويس، أكاديمي سعودي مهتم بقياس الخمول البدني والنشاط البدني وعلاقته بالصحة من لعبة فورتنايت، وأشار إلى تقرير نشره موقع “فاست كومباني” يوضح تأثير اللعبة على المجتمع، مشيراً إلى 200 حالة طلاق في بريطانيا و35% من الطلاب في الولايات المتحدة الأمريكية يهملون دراستهم، و21% من الموظفين لا يقومون بأعمالهم اليومية بسبب هذه اللعبة.

Exit mobile version