سيناريوهات غزة.. هل ترجح كفة الاتفاق السياسي على خيار الحرب؟

مع مواصلة الاحتلال لعمليات التصعيد على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، تبدو غزة مقبلة على عدة سيناريوهات يصعب التنبؤ بها، في ظل لهجة الوعيد والتهديد التي يطلقها قادة الاحتلال ضد حركة “حماس”، وتصميم وزير الحرب في دولة الاحتلال أفيجدور ليبرمان على مواصلة تشديد الحصار، وفي مقابل التهديد من الاحتلال أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها ستواصل مسيرات العودة وكسر الحصار على الرغم من تلويح الاحتلال بتوجيه ضربات ضد قطاع غزة لوقف مسيرات العودة السلمية، لكن العديد من السياسيين الفلسطينيين يتوقعون تطورات إيجابية قد تحدث خلال الأيام القادمة تقود إلى تفاهم شامل حول الأوضاع في غزة تنهي الحصار وتوقف العدوان.

مسيرات العودة

ويقول القيادي في حركة “حماس” د. يحيى موسى لــ”المجتمع”: إن تهديدات الاحتلال ضد قطاع غزة ليست جديدة، هي تهديدات لتهدئة الجبهة الداخلية، وعلى الاحتلال أن يدرك أن مسيرات العودة لن تتوقف حتى يرفع الحصار الظالم المفروض على القطاع، وبدون ذلك لن نقبل، وهذا ليس موقف “حماس” وحدها بل كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني. 

وأكد موسى أن “حماس” لا ترغب الحرب، لكن على العدو أن يفهم أن “حماس” وغيرها إذا فرضت عليهم الحرب سيقاتلون حتى النهاية النصر أو الشهادة.

وأشار موسى إلى أن كيان الاحتلال كلما يجد نفسه في ضائقة فيما يتعلق بالأوضاع في غزة يستنجد بالعالم وأطراف دولية من أجل التوصل إلى تهدئة للأمور في القطاع المحاصر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن لا هدوء ولا استقرار بدون رفع الحصار، وأن رفع هذا الحصار يجب أن يكون بدون ثمن سياسي.

وأوضح القيادي في “حماس” قائلاً: واهم من يعتقد أن “حماس” والمقاومة في غزة يمكن أن تقدم أثماناً سياسية مقابل رفع الحصار، والحصار يجب أن يرفع بدون شروط مسبقة، وعلى الاحتلال أن يفهم أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا.

المشهد في غزة سيتغير 

من جانبه، علق الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله لـ”المجتمع” على ما يحدث على حدود غزة بالقول: كل المشهد السياسي والميداني في قطاع غزة سيتغير خلال الأسابيع القادمة، والأمور ربما تذهب إلى تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال تقود لرفع الحصار وفتح المعابر.

وأشار عطا الله إلى أن أطرافاً عدة تعكف الآن على بلورة صفقة شاملة ستقود في النهاية إلى اتفاق سياسي برعاية قد تكون من الأمم المتحدة التي تبذل جهوداً مكثفة في هذا الاتجاه.

وأكد عطا الله أن رفع دولة الاحتلال لوتيرة التهديد ضد غزة ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي، لأن دولة الاحتلال غير معنية بالدخول في مواجهة شاملة مع حركة “حماس” في قطاع غزة لأسباب عدة، أبرزها احتمال إجراء انتخابات مبكرة في دولة الاحتلال وخوف نتنياهو من خسارتها، وثانياً عدم انتهاء جيش الاحتلال من بناء جدار فولاذي في محيط قطاع غزة، خاصة وأن عملية البناء قد تستغرق حتى منتصف العام المقبل.

تهديدات بالحرب ضد غزة

في السياق، هدد وزير الإسكان، عضو المجلس السياسي والأمني المصغر في دولة الاحتلال يؤآف غالانت، بـ”خلع القفازات”، وتدفيع “حماس” ثمناً باهظاً، إذا استمرت المواجهات على حدود قطاع غزة.

وقال غالانت: إن دولة الاحتلال لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات قتل الجنود وحرق الأراضي في دولة الاحتلال على حد زعمه، وأن عليها خلع القفازات، في إشارة لشن حرب على قطاع غزة.

وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ولكنه لم يستبعد الوصول إليها في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه عند حدود في قطاع غزة.

وكان نحو 200 فلسطيني استشهدوا وأصيب نحو 22 ألفاً منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس الماضي، وكان من أكثرها دموية الجمعة الماضية حين قتلت قوات الاحتلال 7 فلسطينيين وجرحت المئات في مسيرات جمعة “انتفاضة القدس”، وسط تنديد فلسطيني باستمرار جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يطالب بحقوقه المشروعة.

Exit mobile version