“انتفاضة الأقصى” تعيد إلى الأذهان استمرار مسلسل التهويد واقتحام ساحاته

في الذكرى السنوية لانتفاضة الأقصى بتاريخ 28/ 9/ 2000م التي اندلعت احتجاجاً على اقتحام أريئيل شارون لساحات المسجد الأقصى بثلاثة آلاف شرطي وقمع المتظاهرين المحتجين على هذا الاقتحام.

في هذه الذكرى، كان لمدينة قلقيلية بصمة خاصة، عندما قام أحد أفراد الأمن الوطني في دورية مشتركة مع جيش الاحتلال بفتح النيران على أفراد الدورية وقتل اثنين منهم في منطقة صوفين شرق قلقيلية دفاعاً عن المسجد الأقصى وتهويده من قبل قطعان المستوطنين بعد يوم من اقتحام المسجد من قبل شارون وحاشيته من المستوطنين وما ارتكبوه من مجازر.

أهالي قلقيلية يستذكرون انتفاضة الأقصى بما فعله الاحتلال من سلسلة اغتيالات وحصار للمدينة وتحويلها إلى سجن كبير واستمرار تهويد المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات.

المواطن عزام الذي يقطن منطقة صوفين يستذكر حادث إطلاق النار على جنود الدورية المشتركة قائلاً: كان الوقت في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، وكان شارون قد اقتحم المسجد الأقصى وانتشر خبر مقتل الجنود في الدورية المشتركة التي كانت تجوب شوارع المدينة حسب اتفاقية أوسلو، وتم إغلاق المدينة بالحواجز العسكرية، والأوضاع كانت متوترة بعد حادث إطلاق النار على جنود الاحتلال.

أما المواطن رياض الزايد يقول: ذكرى انتفاضة الأقصى لها أبعاد ميدانية علينا كفلسطينيين، ففي الانتفاضة أعادت “إسرائيل” احتلال المدن الفلسطينية بعملية السور الواقي وأقامت الجدار وزاد الاستيطان وتم الانقضاض على المسجد الأقصى حتى أصبحنا نشاهد قطعان المستوطنين وهم يؤدون الصلوات التلمودية والرقصات والأغاني وحفلات الزواج والدعوات لتقسيم المسجد الأقصى.

علامة فارقة

ويرى الباحث القلقيلي سمير الصوص أن انتفاضة الأقصى كانت علامة فارقة بعد الانتفاضة الأولى عام 1987م، فهذه الانتفاضة كانت مسلحة وبطش الاحتلال كان لا يوصف من خلال استخدام الدبابات الضخمة التي يحظر دولياً دخولها المدن والطائرات في القصف منها العمودية والنفاثة، وتجسيد الاغتيالات على الأرض من خلال قصف المنازل والمدنيين واستخدام سياسة الأرض المحروقة كما حدث في مخيم جنين وبلاطه وغيرها من أحياء المدن الفلسطينية.

وأشار الصوص إلى أن انتفاضة الأقصى عام 2000 دقت ناقوس الخطر الذي ينتظره المسجد الأقصى، واليوم الاقتحامات للمسجد الأقصى أصبحت يومية وبأعداد كبيرة والمدن الفلسطينية تحاصر بالحواجز العسكرية والطرق الالتفافية والمستوطنات.

وقال الطبيب عبداللطيف أبو سفاقة، منسق حملات الرباط للمسجد الأقصى بشكل أسبوعي: المسجد الأقصى نبكي عليه في كل زيارة له، فالاقتحامات أصبحت مكثفة ولا يتصوره العقل، فقطعان المستوطنين لا تفارقه طوال الأسبوع، وأصبح إشغاله لافتاً للنظر من قبل المستوطنين، وهناك تعمد على إظهار التهويد داخل ساحات المسجد الأقصى مثل إظهار عقود الزواج للمستوطنين، أداء النشيد الوطني الصهيوني، التمرغ بتراب المسجد الأقصى في المنطقة الشرقية، المطالبة بفتح باب الرحمة، التصرف بساحات المسجد الأقصى على أنها أملاك عامة لدولة الاحتلال.

ويرى حارس المسجد الأقصى خالد السيوري، وهو من طاقم الحراسة القديم في المسجد الأقصى، أن اقتحام شارون كان من الاقتحامات المؤلمة على المسجد الأقصى، وقدم أسس لهذه الاقتحامات التي تجري اليوم من تدنيس للساحات ومحاولة تطبيق مخططات مرعبة كتقسيم المسجد والشراكة في ساحاته، وتجريد الأوقاف من صلاحياتها.

وأضاف: بالرغم من ظالم هذه الاقتحامات فإن منسوب الدفاع عن المسجد الأقصى قد ارتفع في نفوس المدافعين عنه، ومعركة البوابات كانت من علامات ارتفاع هذا المنسوب.

Exit mobile version