سياسيون وإعلاميون: أردوغان نجح في منع الدب الروسي من ذبح إدلب

نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تجنيب إدلب السورية التي يقطنها أكثر من 3.5 مليون مدني، عملية عسكرية كانت ستؤدي إلى كارثة إنسانية، وكان لقاء أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي يوم الإثنين الماضي مثمراً، حيث توصل الرئيسان إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة والنظام في منطقة خفض التوتر بإدلب شمال غربي سورية بحلول 15 أكتوبر القادم، بعمق 15-20 كيلومتراً.

وأشاد سياسيون ومحللون وإعلاميون وناشطون بالاتفاق، ورأوا من خلال ما كتبوه على صفحاتهم في موقع التدوين المصغر “تويتر” بأنه انتصار دبلوماسي تركي يتصدر المشهد في ظِل غياب دول إقليمية ذات ثقل تاريخي.

وقال إدوين سموأل، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: من المشجع أن نرى خطوات ترمي إلى تفادي وقوع كارثة إنسانية أخرى في سورية، مضيفاً: ما يهمنّا الآن هو أن يتم تطبيق هذه الخطوات التي تتعلق بإدلب على وجه الخصوص، بشكل يضمن استمراريتها ونجاعتها على أرض الواقع. 

وقال أستاذ العلوم السياسية الكاتب والمفكر الكويتي د. عبدالله النفيسي في تغريدة له عبر حسابه على “تويتر”: لقاء سوتشي كان ناجحاً نسبياً، والمهم أنه أكد تحاشي الحل العسكري الشامل الذي يرافقه خسائر هائلة في المدنيين، مضيفاً: المنطقة المنزوعة السلاح بين محافظة إدلب والحدود التركية ستكون تحت سيطرة روسية تركية، وفي الاتفاق لا ذكر للنظام ولا لإيران، وكأن روسيا هي المايسترو.

وتابع في تغريدة أخرى: اتفاق سوتشي تجاهل تماماً “هوى” النظام ونزوعه نحو الحل العسكري الكاسح، لذلك من المتوقع أن يجتهد النظام في “تخريب” الاتفاق وافتعال اشتباكات مع النقاط التركية الـ12 في محافظة إدلب، المهم تفويت الفرصة على النظام وعدم الانخراط في المواجهة غير المثمرة.

وأشارت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه إلى أن تركيا حققت عبر ثقلها السياسي والإستراتيجي والإقليمي والتاريخي حالة من التوازن والنديّة دفعت لإخراج اتفاق سياسي إنساني في قمة سوتشي يُبعد شبح هجوم عسكري شامل، ومنع حدوث أزمة إنسانية كبيرة لإدلب.

وعبرت بقولها: تركيا تتصدّر قيادة المشهد في ظِل اختفاء دول إقليمية ذات ثقل تاريخي.. يا للعار!

وأشار الإعلامي القطري رئيس تحرير جريدة “الشرق” سابقاً جابر الحرمي في تغريدة له على صفحته في “تويتر” إلى أن الرئيس أردوغان نجح مجدداً في الدفاع عن قضية الشعوب المظلومة، وتصدى لرفع الراية، وحقن دماء أكثر من 4 ملايين سوري في إدلب.

وكتب الإعلامي المصري جمال سلطان على صفحته في “تويتر”: بعد نجاح قمة بوتين/ أردوغان في منع خيار الحرب، 4 ملايين مواطن سوري في إدلب سيكونون بأمان، لا دم ولا دمار ولا تهجير، كمصري، كعربي، كمسلم، كإنسان، أقول: شكراً أردوغان.

وأوضح الأكاديمي السعودي والمحلل السياسي أحمد بن راشد بن سعيد بأن أردوغان نجح عبر دبلوماسية صعبة وطويلة في منع الدب الروسي من ذبح إدلب والإجهاز على الثورة السورية، ومنع مأساة إنسانية كبيرة كانت ستهدّد تركيا نفسها.

وفي تغريدة لعضو الجبهة الوطنية في مصر أحمد البقري قال فيها: في الوقت الذي كانت فيه إدلب مهددة بالإبادة، كان هناك رئيس دولة يذلل كل الصعاب في سبيل إيقاف العملية العسكرية للثلاثي: الروسي الإيراني السوري، شكراً أردوغان بعدد كل قطرة دم حقنتها، فقد باع الجميع واشتريت وحدك هموم هذه الأمة.

Exit mobile version