جرافات الاحتلال.. هاجس يلاحق الفلسطينيين

لا يستطيع المواطن الفلسطيني إقامة أي منشأة على أرضه بدون التفكير بجرافات الاحتلال وقراراته المتعلقة بالهدم، فهاجس الفلسطيني لا يتوقف من قيام الإدارة المدنية الذراع الضاربة لسلطات الاحتلال في أراضي الضفة الغربية.

بلدة دير أستيا شمال الضفة الغربية، تعرضت قبل أيام لعمليات تجريف طالت مدخل القرية المطل على واد قانا الشهير، وهذه المرة طال التجريف منشأة تجارية قيد الإنشاء تعود للمواطن إبراهيم أبو زويد، حيث قال: بعد تسوية الأرض ووضع البنية التحتية في المكان لبناء محل تجاري متواضع، جاءت جرافات الاحتلال وهدمت كل شيء وسوته بالأرض بمساحة تزيد على النصف دونم، ومنعتنا من استخدام المكان الواقع مدخل القرية، وتكبدنا خسائر فادحة حيث قمنا باقتلاع أشجار الزيتون للبناء في المكان، فكانت الصخور والأتربة مكان المحل التجاري المزمع إقامته.

رئيس بلدية دير أستيا سعيد زيدان قال: هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها هدم منشآت تابعة للقرية التي تمت محاصرتها بالاستيطان والطرق الالتفافية، فالطريق الالتفافي الذي يمر من أمام بوابة القرية أغلق خمسة طرق زراعية ومنع تواصل المزارعين مع أرضهم البالغة 15 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة، والهدف من هذا المنع من التواصل إفراغ الأرض من أهلها لصالح المستوطنات التي أقيمت على تلال الوادي التاريخي واد قانا.

وأضاف: الإدارة المدنية وما يسمى بسلطة الطبيعة تواصل هدم الخرب التاريخية في الواد وتمنع من إضافة أي إضافات من مزروعات أو زنكيات تؤوي ما تبقى من مزارعين في الواد.

أما في قرية كفر الديك بمحافظة سلفيت، فعمليات التجريف لا تتوقف في المكان، وتسلب المواطنين أرضهم ومصدر رزقهم، ويقول مدير البلدية موسى قصول: نشاهد يومياً مصادرة أراض وسرقة ما عليها من أشجار زيتون رومية وأتربة ونقلها إلى مستوطنة عاليه زهاف المجاورة التي أقيمت على أرض البلدة المنكوبة بالاستيطان والتجريف المتواصل، فهذه الجرافات تمهد لسرقة الأرض وما عليها من شجر معمر وأتربة.

وفي بلدة عزون، منعت جرافات الاحتلال من وصول المواطن هاني صلاح أبو هنية إلى أرضه في المنطقة الغربية، وقال: وجدت قيام جيش الاحتلال بإغلاق الطريق المؤدي إلى أرضي بوضع الصخور والأتربة حتى لا أستطيع الوصول إليها، وهي ضمن أراضي بلدة عزون، وعندما تحديت قرار الإغلاق، وصممت على الوصول إليها منعني جيش الاحتلال من البقاء.

الناشط أحمد زيد في مقاومة الاستيطان قال: اللغة المتبعة من قبل الإدارة المدنية في التعامل مع الفلسطينيين الجرافات بأحجام كبيرة، حتى لو كانت المنشآت المستهدفة في أراض خاصة وداخل مخططات القرية الهيكلية، فهناك تشريعات “إسرائيلية” وصلت إلى مصادرة أراض خاصة من الفلسطينيين تحت بند “حسن النية” الجديد، وهذا الاستهتار بحقوق الفلسطينيين في ملكيتهم بأرضهم، جعل الجرافات “الإسرائيلية” تحطم أحلام الفلسطينيين بشكل يومي في استثمار أرضهم، وهذا يقيد حياتهم في أرضهم، بحيث تبقى غير مستثمرة خوفاً من تدمير الجرافات بالهدم والتجريف.

أما المزارع السبعيني فوزي غانم من بلدة أماتين غرب نابلس، الذي عانى من جرافات الاحتلال منذ عام 1991 يقول: صورة الجرافة التابعة للاحتلال تشكل صدمة في مخيلتي، فأنا في صراع معها منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، وهي أكبر كابوس في حياتي وحياة أولادي، بالرغم من استرداد أرضي بعد معركة طويلة من الإدارة المدنية، والمستوطنين، فإن هاجس الجرافة مازال يسكن في وجداني ولا أستطيع نسيانه والتخلص منه.

Exit mobile version