“5 سبتمبر” اليوم العالمي للعمل الخيري.. الكويت عنوانه

في 5 سبتمبر 2013م قامت البعثة الدائمة لدولة المجر لدى الأمم المتحدة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة الأمم المتحدة وبدعم من قسم الأمم المتحدة للمعلومات بالاحتفال الأول باليوم الدولي للعمل الخيري في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.

وفي عام 2014م، أقيمت حول العالم العديد من المناسبات وعمليات جمع التبرعات في اليوم الدولي للعمل الخيري، وتنوعت الأعمال الخيرية حيث قامت بعض المطاعم بالتبرع بأرباحها في هذا اليوم.

وكشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة لعام 2018، “حول مراجعة التقدم المحرز في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة الـ17 في إطار أجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم منذ ثلاث سنوات على الوفاء بها بحلول عام 2030″، أن مزيداً من الناس يعيشون في ظروف أفضل مما كانوا عليه قبل 10 سنوات، ولكن بالنسبة للكثيرين ما زال التقدم بعيد المنال بما يتطلب بذل مزيد من الجهود للتغلب على التحديات الهائلة التي تواجهها دول العالم.

وذكر “تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2018″، أن النزاعات وتغير المناخ يعتبران أهم عاملين من العوامل التي تتسبب في تزايد أعداد الناس الذين يواجهون الجوع والتشريد القسري، وهما، فضلاً عن ذلك، يعرقلان سبيل التقدم نحو تحقيق حصول جميع الناس في العالم على الخدمات الأساسية في مجالي المياه والصرف الصحي.

الكويت والعمل الخيري

في 9 سبتمبر 2014 أطلقت الأمم المتحدة على حضرة صاحب  السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، لقب “قائد للعمل الإنساني” وسُمِّيَت الكويتُ “مركزًا للعمل الإنساني”؛ تقديرًا من المنظمة الدولية للجهود الذي بذلها الأمير وبذلتها الكويت خدمة للإنسانية.

وقال سموه في حفل تكريمه: “دولة الكويت سنت لنفسها، منذ استقلالها، نهجاً ثابتاً في سياستها الخارجية ارتكز على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيداً عن المحددات الجغرافية والدينية والعرقية، انطلاقاً من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية”، وقال سموه: “الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية سطرت صفحات من الدعم المتواصل لمشاريع إنسانية عديدة في آسيا وإفريقيا أصبحت الآن أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها الكويتيون”.

لقد تعدى العمل الخيري الآفاق ووصل العالمية وهناك عدة أمثلة، منها:

الشيخ عبدالرحمن السميط رحمه الله فاتح إفريقيا:

قبل أن يصبح أحد فرسان العمل الخيري، كان طبيباً متخصصاً في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، لم يكن طبيباً عادياً، بل طبيباً فوق العادة، إذ بعد أن ينتهي من عمله المهني، كان يتفقد أحوال المرضى، في أجنحة مستشفى الصباح (أشهر مستشفيات الكويت)، ويسألهم عن ظروفهم وأحوالهم الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعى في قضاء حوائجهم، ويطمئنهم على حالاتهم الصحية.

تركز جل نشاط السميط من خلال لجنة مسلمي إفريقيا بعد أن وضعت أجندة خيرية تنطلق في مسارات عدة، منها: من أجل أن تمسح دمعة يتيم مسلم، من أجل رعاية قرية مسلمة تعليمياً أو صحياً أو اجتماعياً، من أجل حفر أو صيانة بئر مياه للشرب، من أجل بناء أو صيانة مدرسة، من أجل رعاية الآلاف من المتشردين، من أجل مواجهة الخطر التنصيري الزاحف، من أجل استمرارية العمل الخيري الإسلامي، وكان اهتمامه بإفريقيا بعد أن أكدت دراسات ميدانية للجنة أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، وبالتالي فغالبيتهم –خاصة أطفالهم في المدارس– عرضة لخطر التنصير، وقد نتج عن ذلك أن عشرات الآلاف في تنزانيا وملاوي ومدغشقر وجنوب السودان وكينيا والنيجر وغيرها من الدول الإفريقية صاروا ينتسبون إلى النصرانية، بينما آباؤهم وأمهاتهم من المسلمين.

الشيخ عبدالله العلي المطوع رحمه الله:

حرص عبدالله المطوع يرحمه الله على دعم التعليم الإسلامي الذي يعمل على ترسيخ العقيدة وتهذيب الأخلاق وربط العبد بربه، بالإضافة إلى دوره في نهضة الأمة وتقدمها، ولذا فقد ساهم يرحمه الله في بناء العديد من المدارس في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بالإضافة إلى كفالة عدد كبير من طلاب العلم، وإن لم نستطع حصرها لكثرتها، فقد كتب ذلك عنه كثير من الشهود في نعيهم له رحمه الله.

موضي السلطان (أم المعاقين) رحمها الله:

هي واحدة من أهم السيدات اللاتي قدمن العديد من الأعمال الخيرية الجليلة، وقد عرفت بوقوفها في جانب المعاقين والمساكين، حتى إنها قد عرفت بكونها “أما للمعاقين”.

وكانت تقول رحمها الله: إن منتهى سعادتها عندما تتمكن من توفير الرضا والسعادة للأشخاص المحتاجين، هذا إلى جانب أنها قد أضافت إلى أنها تقوم بهذه الأعمال من أجل رضا الله عز وجل، وفي المقام الثاني تتمنى رسم البسمة على وجوه الغير.

وهناك العديد من جمعيات النفع العام في الكويت -أكثر من 128- تعمل في مجالات العمل الخيري العالمي والمحلي، ومنها  جمعية الإصلاح الاجتماعي ويتفرع منها نماء للتنمية المجتمعية التي قامت بالكثير من المشاريع، منها مشروع سقيا الماء وإفطار الصائم وكذلك مشروع الشراكة مع وزارة الصحة بالمساهمة بإنشاء وحدة الخلايا الجذعية في مستشفى الأطفال بمنطقة الصباح الطبية وكذلك كفالة الأيتام داخل الكويت.

وكذلك جمعية الرحمة العالمية، قامت ببناء المشاريع التنموية في جيبوتي والصومال وكسوفا والبوسنة والهوسة، وجزاء وثقة بعملها حصلت على جوائز دولية، وهناك العديد من الجمعيات الخيرية ناهيك عن الفرق التطوعية.

إن العمل الخيري في الكويت يسير وفق القانون وتحت الرقابة الحكومية المتمثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارة الخارجية، وبرعاية كاملة من القيادة السياسية والإنسانية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، والحكومة برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، وتأييد من مجلس الأمة والشعب الكويتي الكريم.

Exit mobile version