شرطة الاحتلال تطرد المصلين والموظفين لتفريغ المسجد الأقصى بحجة الحدث الأمني

تكرار إغلاق أبواب المسجد الأقصى بزعم الأحداث الأمنية وطرد المصلين والموظفين منه يعتبر من الأحداث الخطيرة التي يطبقها الاحتلال على المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967م.

أقدم حراس المسجد الأقصى خالد السيوري (59 عاماً) يقول لـ”المجتمع”، حيث كان لحظة الطرد وتفريغ المسجد الأقصى أمس الجمعة: عشنا ساعات عصيبة بعد طردنا مع المصلين من المسجد الأقصى، وتعمد شرطة الاحتلال إخراجنا مع المصلين وعدم إبقاء أي شخص داخل المسجد الأقصى.

وأضاف: الاحتلال يحمل المسجد الأقصى والعاملين فيه والمصلين مسؤولية الأحداث الأمنية، مع أن الشرطة “الإسرائيلية” هي التي تتولى عملية الأمن على أبواب المسجد الأقصى، وهي التي تقوم بالتفتيش واحتجاز الهويات ومنع من لا تريد إدخاله للمسجد الأقصى، وبعد وقوع الحادث الأمني تستغل الشرطة الحادث وتحمل الموظفين والمصلين وهم أصحاب البيت المسؤولية وتقوم بعملية انتقامية لكل من يتواجد داخل المسجد الأقصى بالاعتقال والضرب والطرد وإغلاق الأبواب ومنع الصلاة فيه بحجة البحث والتفتيش، إلا أن الدافع الرئيس من هذه الإجراءات بحق المصلين والموظفين هو الانتقام ومحاولة فرض السيطرة وخلق واقع جديد يتمثل باستهداف كل ما في المسجد الأقصى بإجراءات أمنية عنصرية.

ويستذكر الحارس السيوري ما جرى قبل عام تقريباً من إغلاق للمسجد قرابة الأسبوعين بعد مقتل عناصر الشرطة “الإسرائيلية” وقال: الاحتلال يعيد الكرة ثانية بعد عام على معركة البوابات الإلكترونية ويريد اختبار صمود المقدسيين، إلا أنه صدم من رد الفعل المقدسية، وكان الاعتصام فوراً أمام باب الأسباط وإعلان المرجعيات الدينية عن رفضهم القاطع لإجراءات الاحتلال، فهو الذي يسيطر على الأمن، وهو الذي يتحمل المسؤولية وليس المصلين والحراس والموظفين.

وأضاف: المسجد الأقصى في حالة من التغول سواء بالإجراءات الأمنية المشددة على دخول المصلين أو بالاقتحامات الجماعية أو من خلال تكرار إغلاقه أمام المصلين وطرد ما فيه من حراس وموظفين.

وفي ذات السياق، قال أحد الشباب المكنى أبو خالد ومن الذين اعتصموا أمام باب الأسباط رفضاً لقرار الإغلاق للمسجد الأقصى: الإرادة المقدسية ترفض أي مساس بمكونات المسجد الأقصى، فعند إغلاق أبوابه تكون هناك دعوات سريعة بين كل الأحياء المقدسية القريبة والبعيدة، فوسائل الاتصال متنوعة وفي لحظات قصيرة يكون التواجد وترك الأشغال والأعمال، فالمهمة العاجلة للمقدسيين تكون نصرة المسجد الأقصى، والاحتلال لا يتعلم من تجربة البوابات وكيف صبر كل مقدسي على الاعتصام المتواصل بدون كلل أو ملل، فليس لنا وجود بدون المسجد الأقصى، فنحن تربينا في ساحاته وذاكرتنا مشحونة بحب المسجد الأقصى، وإغلاقه ولو لساعة واحدة يعني لنا إغلاق الحياة علينا، فحياتنا مرتبطة بوجود الحياة داخل المسجد الأقصى.

أما المقدسي عزام الزغير (67 عاماً) قال: لن نقبل بإغلاق المسجد لو قتل كل أفراد الشرطة “الإسرائيلية”، فالمسجد الأقصى بيت الله يجب أن تقام فيه الصلوات الخمس، ولا علاقة بين الصلاة فيه وما يجري من استهداف للشرطة “الإسرائيلية”، فنحن كمصلين لسنا حراساً على أفراد الشرطة “الإسرائيلية”، فهم يحملون السلاح ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ويكون الاستهداف للمصلين العزل والموظفين داخل المسجد، ونحن كمقدسيين لا نفرط بالمسجد الأقصى مهما كانت التضحيات.

يشار إلى أنه في منتصف يوليو من عام 2017م فرضت شرطة الاحتلال بقرار من المستوى الأمني والسياسي في حكومة الاحتلال إجراءات أمنية تتمثل بوضع بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى عقب مقتل عناصر من الشرطة “الإسرائيلية” بالقرب من باب حطة برصاص مسلحين، وتم إغلاق المسجد الأقصى حتى 28 يوليو 2017م، وتم الدخول إليه بعد إزالة كل البوابات الإلكترونية وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها.

Exit mobile version