غزة.. جبهة حرب صامتة تمنع توسعها الجهود الدولية

 

– أبو ظريفة: غزة لن تهدأ مادام الاحتلال جاثماً على الأرض الفلسطينية

– عطا الله: كفة التهدئة في غزة بدأت ترجح ونحن على مفترق طرق حاسم

 

بين الحين والآخر يسقط شهداء وجرحى برصاص الاحتلال “الإسرائيلي” على الحدود الشرقية لقطاع غزة، التي تحولت منذ الثلاثين من مارس لجبهة حرب صامتة تستخدم فيها دولة الاحتلال أسلحتها البرية والجوية، يسقط الشهداء تلو الشهداء، وجرحى تلو الجرحى، وفي مقابل سخونة الميدان، هناك سخونة على الحلبة السياسة تقودها أطراف عربية ودولية، من خلال جهود للتوصل لتهدئة طويلة الأمد في غزة ضمن خطة تقودها الأمم المتحدة وتشرف عليها القاهرة، لتجنيب غزة مخططات الاحتلال لشن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع.

جبهة ساخنة

ويقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لـ”المجتمع”: جبهة غزة ساخنة، وهناك محاولات من أطراف دولية لتبريد هذه الجبهة حتى لا تنفجر الأوضاع، وانفجار الأوضاع سيحرم أوروبا وواشنطن من ترتيب أوضاع الشرق الأوسط من جديد، هناك مقترحات غير ناضجة تهدف لحل أزمات غزة الإنسانية، ولكن ليس على حساب الحلول السياسية.

وأكد أبو ظريفة أنه لم تطرح “حماس” في اجتماعاتها مع الفصائل الفلسطينية أي مبادرة تتعلق بالتهدئة أو ووقف إطلاق النار، ولكن هناك العديد من المقترحات بشكل عام هي محل دراسة بين الفصائل الفلسطينية، مع ضرورة التأكيد على أن أي مبادرة ترسخ الفصل بين غزة والضفة مرفوضة.

وأشار أبو ظريفة إلى أن التهدئة يجب أن تكون شاملة غزة والضفة، ووقف كل أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار وفتح المعابر، وأن تكون التهدئة في حال تم التوصل إليها مقرونة بما جاء في اتفاق التهدئة في القاهرة عام 2014، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن تنجح خطة الأمم المتحدة حول غزة، وجبهة غزة ستبقى ساخنة مادام الحصار والاحتلال جاثماً على الأرض الفلسطينية.

مناورات

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله لـ”المجتمع”، أن ما يحدث الآن هو مناورات اللحظة الأخيرة أو مناورات عض الأصابع لبلورة اتفاق التهدئة بموافقة كافة الفصائل الفلسطينية.

وأشار عطا الله إلى أن كل الجهود تحاول الآن التوصل لتهدئة، وتدخلت عدة أطراف بخصوصها، وبالمناسبة دولة الاحتلال أهلت نفسها لتهدئة مع الفلسطينيين، وما يحدث كله مؤشرات للتهدئة، التي ستكون أطراف عديدة مشاركة بشكل فعال فيها من بينها السلطة الفلسطينية.

وكشف عطا الله أن صفقة تبادل الأسرى ليست بعيدة عن هذا الاتفاق، وهي جزء من الاتفاق الشامل، ومن يعيق التهدئة والإعلان عنها حالياً، هو الخلافات حول صفقة الأسرى، ربما تكون صفقة شاملة حول عدة ملفات.

وحول دور السلطة الفلسطينية من المفاوضات المتعلقة بالتهدئة وما يحدث في غزة من خطط دولية تعرض على الفصائل الفلسطينية، أكد عطا الله أن السلطة الفلسطينية هي جزء من هذه المفاوضات الجارية حالياً، ربما يتغير مشهد التركيبة السياسية الفلسطينية، وحتى طبيعة العلاقة بين “فتح” و”حماس” ستتغير تقود في النهاية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطينية.

وأشار عطا الله إلى أن الأيام القادمة ستشهد العديد من التطورات، أبرزها استمرار فتح معبر رفح البري، وتقديم القاهرة المزيد من التسهيلات لقطاع غزة باعتبار القاهرة شريك في مفاوضات صفقة التهدئة وتبادل الأسرى.

على صعيد متصل، كشف السياسي الفلسطيني عصام أبو دقة لـ”المجتمع” أن هناك أربعة ملفات لتبريد جبهة غزة معروضة على النقاش، وهي: التوصل لاتفاق تهدئة طويلة الأمد، وبلورة صفقة تبادل أسرى مشرفة مع الاحتلال، وتحقيق المصالحة، ورفع الحصار بشكل شامل وكامل عن قطاع غزة.

وحذر أبو دقة من وجود مخططات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تخطط لها دولة الاحتلال وواشنطن، وهذا مرفوض عند الكل الفلسطيني.

وتشهد حدود غزة تصعيداً من قبل الاحتلال، خاصة منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس الماضي، حيث استشهد نحو 160 فلسطينياً وجرح 16 ألفاً آخرين، وتحاول قوات الاحتلال إيقاف هذه المسيرات التي ابتدع المشاركون فيها أساليب متعددة للمقاومة، وجهت ضربة للاحتلال ومنها الطائرات الورقية الحارقة التي تسببت بخسائر جسيمة للاحتلال الذي فشل في إيقافها.

وتقول الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار: إن المسيرات على حدود غزة ستتواصل، حتى يرفع الاحتلال حصاره بشكل كامل عن قطاع غزة، وأن تحل الأزمات الإنسانية التي يعيشها القطاع جراء الحصار والعدوان.

Exit mobile version