الاحتلال يطلق رصاصة الرحمة على الخزان الجوفي للمياه في غزة

 

– د. جميعان: 98% من مياه غزة ملوثة والعجز يتجاوز 50%

– سلطة البيئة: الخزان الجوفي يعيش حالة موت سريري بسبب سرقات الاحتلال

 

يعيش قطاع غزة أزمة مائية حادة، ليس فقط بنقص كمية المياه بل وتلوث أكثر من 98%؛ مما ينذر بكوارث صحية وبيئية وزراعية خطيرة، وهذا ناتج وفق خبراء ومسؤولين فلسطينيين لعدة أسباب، أهمها استنزاف الاحتلال للخزان الجوفي في قطاع غزة، الذي انخفض معدل التخزين فيه بصورة كبيرة خلال العقد الأخير، وزيادة الاستهلاك مع ارتفاع عدد السكان حيث يحتاج قطاع غزة لنحو 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، في حين أن ما يصل للخزان الجوفي لا يتعدى 55 مليون متر مكعب من المياه سنوياً.

في هذا التقرير، تسلط “المجتمع” الضوء على قضية ارتفاع ملوحة مياه غزة وخطورتها، وما الحلول المقترحة من خلال ما يقوله الخبراء في هذا المجال وسلطة البيئة وجودة المياه في غزة.

مياه غزة كلها ملوثة

وفي هذا الإطار، يقول الخبير في مجال المياه والبيئة د. توفيق جميعان لـ”المجتمع”: تشكل مشكلة المياه هاجساً كبيراً للمواطنين في قطاع غزة، سواء من ناحية الجودة أو من ناحية الكمية، فنسبة التلوّث في المياه وصلت للأسف حوالي 98%، ويحتاج قطاع غزة سنوياً إلى 200 مليون متر مكعب من المياه بنسبة عجز تصل إلى 55%.

وعن أسباب تلوث مياه غزة وشحها يقول جميعان: إن هناك العديد من الأسباب منها، أن قطاع غزة يقع في منطقة شبة جافة، وتذبذب نسبة سقوط الأمطار من سنة لأخرى، الزيادة السنوية لعدد السكان، والاحتلال “الإسرائيلي” الذي يعيق تطوير هذا القطاع، وخصوصاً منع إدخال محطات تحلية المياه المالحة، ساهم ذلك لحد كبير في استنزاف موارد المياه في قطاع غزة وانقطاع الكهرباء، كلها عوامل ساهمت في وصول الأزمة هذا المنحدر الخطير.

وعن الحلول المقترحة لهذه الأزمة الخطيرة قال جميعان: إن تحلية مياه البحر، والتقليل من نسبة الفاقد في كمية المياه هي السبيل،  إذ وصلت نسبة الفاقد عند بعض البلديات أكثر من 60%.

الخزان الجوفي يواجه أزمة خطيرة

من جانبه، قال مدير عام الصحة العامة في سلطة البيئة في غزة د. عطية البرش لـ”المجتمع”: نحن نعيش كارثة حقيقية متعددة الجوانب، منها أن مياه البحر المالحة طغت في عدة مناطق على طول ساحل قطاع غزة على مياه الخزان الجوفي العذب، وهذا رفع من ملوحتها بشكل كبير، وباتت معظم الآبار التي تقع على مقربة من شاطئ قطاع غزة طغت الملوحة عليها وباتت غير صالحة لا للاستهلاك الآدمي ولا حتى الزراعي.

وأكد البرش أن الاحتلال ابتدع أفكاراً جهنمية في سرقة مياه الخزان الجوفي في قطاع غزة، من خلال تركيب مضخات ومصائد مياه على طول المنطقة الحدودية شرق قطاع غزة، ومراقبة انسياب مياه الأمطار المتدفقة من داخل فلسطين المحتلة للخزان الجوفي في غزة ومنع وصولها عبر ضخها وتجميعها في برك كبيرة، وكذلك تعمد الاحتلال إغلاق كل الأودية التي كانت تتدفق منها المياه لقطاع غزة، وهذا حرم الخزان الجوفي من موارد مائية مهمة.

وشدد البرش على ضرورة إيجاد طرق سريعة وعاجلة لإنقاذ الخزان الجوفي في غزة من الموت، فهو يعيش حالة موت سريري في ظل انعدام موارد المياه إليه وحرمان الاحتلال الخزان الجوفي من تدفق المياه إليه، وذلك من خلال إقامة محطات تحلية سريعة، واستغلال المياه العادمة في الزرعة وإعادة تدويرها فهي تشكل ما نسبته 55 مليون متر مكعب سنوياً، وترشيد استهلاك المياه في الري والاستهلاك اليومي، لأن استمرار الحال على ما هي عليه كارثة بكل المقاييس.

ويعتمد قطاع غزة وعددهم مليونا نسمة يعيشون على مساحة لا تتجاوز 364 كم2، على الخزان الجوفي في الحصول على المياه سواء كان للاستهلاك اليومي أو الزراعي، حيث لا توجد موارد مياه في غزة غير هذا الخزان، في ظل عدم وجود محطات تحليه للمياه، وهذا فاقم المشكلة.

ويمتد الخزان الجوفي في قطاع غزة الذي كان يعد من أفضل الخزانات الجوفية في فلسطين على شريط ضيق يمتد من بيت حانون شمالاً حتى رفح جنوباً بعرض لا يتجاوز 6 كليومترات في بعض المناطق.

Exit mobile version