تم تعيينه ولم يُنتَخب.. تونس لم تصوّت للصهيوني يوفال شاني

لم ينته الجدل في تونس منذ الإعلان عن تصويت مزعوم لصالح ممثل الكيان الصهيوني يوفال الشاني لترؤس لجنة حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة للخبير التونسي عياض بن عاشور، وللدبلوماسية التونسية، حيث كان من شعارات الثورة التونسية “الشعب يريد تحرير فلسطين”، لكن يبدو أن الخبر لم يكن دقيقاً؛ إذ إن الصهيوني تم تعيينه ولم ينتخب، ولم يقف الأمر عند تونس ونخبها وشعبها بل تجاوزها إلى الجوار، وكان وقع الخبر مدوياً في فلسطين.

المصدر الصهيوني

وكانت مصادر إعلامية تابعة للكيان الصهيوني قد أكدت تصويت جميع أعضاء اللجنة، بمن فيهم مصر وتونس وموريتانيا لصالح الصهيوني يوفال شاني، وهو ما استنكرته حركة “حماس” الفلسطينية بشدة، حيث دوّن موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، على حسابه في موقع “تويتر”: “هناك الكثير من الغرائب صعبة التصديق، لكن أن ترأس “إسرائيل” مجلس حقوق الإنسان ومعظم قراراته إدانة واضحة لهذا الكيان العنصري الغاصب! إن انتخاب يوفال شاني بإجماع أعضاء اللجنة وهم 18 خبيرًا، الذين من بينهم الأكاديمي التونسي عياض بن عاشور، ومندوبا مصر وموريتانيا، كيف يمكن الارتقاء بأمتنا؟”.

نفي بن عاشور

من جانبه، فند الخبير القانوني عياض بن عاشور الأنباء التي تحدثت عن تصويته لصالح الكيان الصهيوني في رئاسة لجنة حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤكداً أنه لم يكن موجوداً خلال جلسة التصويت، وأشار إلى أن يوفال شاني، أحد نواب رئيس اللجنة، “عُيّن ولم ينتخب” رئيساً مؤقتاً للجنة بعد انتخاب رئيسها السابق الياباني يوغي إيواساوا في 22 يونيو الماضي من قبل مجلس الأمن كقاضٍ في محكمة العدل الدولية.

وأضاف: تعيين يوفال شاني تم بشكل مؤقت ولن يستمر سوى للدورتين المقبلتين للجنة، كما أنني لم أكن حاضراً خلال جلسة التعيين؛ لأنني كنت يومها في مدينة أبيدجان (ساحل العاج) وعدت في 4 يوليو الحالي؛ أي بعد يومين من قرار التعيين، كما صوت ضد شاني حين رشح نفسه لمنافسة إيواساوا في الانتخابات الأخيرة عام 2016.

اتهام ودفاع

صب الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جام غضبهم على موقف بن عاشور، وعلى الدبلوماسية التونسية، في حين وصف البعض الحملة بالإشاعات المغرضة التي تسعى إلى تشويه موقف تونس من القضية الفلسطينية، على حد قول البعض، وذلك بعد الإدانات الواسعة على منصات التواصل الاجتماعي التي كانت مفعمة بالتنديد واستنكار الموقف، وهو ما اعتبرته أطراف أخرى ترويج ما ذهبت إليه الصحف التابعة للكيان الصهيوني من مغالطات.

وكتب الباحث الأكاديمي المشهور سامي براهم على صفحته في موقع “فيسبوك”: “للإنصاف: الأستاذ عياض بن عاشور لم يصوّت لممثّل الكيان الصهيوني، من قادوا حملة ضدّه دون تثبّت عليهم أن يراجعوا موقفهم”، وأضاف في تدوينة أخرى: “الدليل على المدّعي، لم يكن هناك انتخابات من الأساس”.

وكتبت الوجه اليساري المعروف رجاء بن سلامة: “كذب محض، ورغبة في الإساءة إلى شخصيّات البلاد، ونخبها، أيّها المستعملون لـ”الفيسبوك”، لا تنشروا الإشاعات المدمّرة، أيّها المدافعون عن القضيّة الفلسطينيّة، أنتم الذين تسيؤون إليها بهذا الهوس والعمى الأيديولوجيّ، مساندتي التامّة لأستاذ الأجيال، وللرّجل النّبيل عياض بن عاشور”.

يذكر أن أعضاء لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انتخبوا خلال انعقاد الدورة الصيفية التي انعقدت بين 27 يونيو و2 يوليو 2018، أحد أعضائها وهو الصهيوني يوفال شاني رئيسًا للجنة.

تطبيع أم تقصير

وبقطع النظر عما روجت له وسائل إعلام صهيونية على غرار صحيفة “ذو تايمز أوف إسرائيل” وقناة “أي 24″ الإخبارية من أن انتخاب شاني كان بـ”إجماع” أعضاء اللجنة وهم 18 خبيرًا، الذي من بينهم الأكاديمي التونسي عياض بن عاشور الذي ينتمي إلى بلد تقول أحدث المؤشرات: إن 93% من التونسيين ضدّ التطبيع مع الكيان الصهيوني، فإن الأمر وفي حالة عدم وجود تواطئ وتطبيع ففيه الكثير من التقصير، وإلا كيف يتخلف أو يتغيّب العرب أو ممثلوهم في لجنة حقوق الإنسان الأممية عن ساعة التصويت ويسمحوا بطريقة غير مباشرة من ترؤس الصهيوني العنصري للجنة حقوق الإنسان الأممية، وبالتالي من الطبيعي أن تثير أنباء تزكية بن عاشور لـ”الإسرائيلي” يوفال شاني الكثير من الجدل، رغم ما يقال من أن الموقف التاريخي للدبلوماسية التونسية يفرض عدم التصويت للصهاينة في هياكل الأمم المتحدة، وذلك في غياب توضيح رسمي من وزارة الخارجية التونسية أو من البعثة التونسية في الأمم المتحدة حتى الآن.

يذكر أن هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي تضم 18 خبيرًا من مختلف القارات تجتمع ثلاث مرات في السنة للنظر في تقارير الدول حول التزامها بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتختلف هذه الهيئة الأممية عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أيضًا والمعروف بمواقفه الصارمة وإدانته لجرائم الكيان الصهيوني؛ وهو ما جعل الولايات المتحدة تنسحب من عضويته في شهر يونيو الماضي بتعلّة انحيازه ضد الكيان الصهيوني.

Exit mobile version