“الأقصى” يستغيث.. اقتحامات صهيونية ودعوات لبناء “الهيكل المزعوم”

احتشد المستوطنون الصهاينة، صباح اليوم الأحد، بالمسجد الأقصى المبارك في أكبر عملية اقتحام يتعرض لها المسجد في ذكرى ما يسمونه “خراب الهيكل”، حيث أدى ما يزيد على 1000 مستوطن “الصلوات التلمودية” داخله، مع دعوات لبدء بناء الهيكل المزعوم.

وأفاد المسؤول الإعلامي في دائرة الأوقاف الفلسطينية، فراس الدبس، أن الشرطة “الإسرائيلية” اقتحمت الأقصى قبل اقتحامات المستوطنين، وشرعت بتنفيذ حملة تمشيط، وتفتيش داخله، وانتشرت في باحاته المختلفة بشكل واسع.

وأشار الدبس إلى أن القوات “الإسرائيلية” منعت مدير التعليم الشرعي في الأوقاف د. ناجح بكيرات من دخول الأقصى، كما منعت المصلين من الدخول إليه من كافة الأبواب، إلا بعد احتجاز بطاقاتهم الشخصية.

يذكر أن ما تسمى بـ”منظمات الهيكل” دعت عبر مواقعها الإعلامية والتواصل الاجتماعي أنصارها وجمهور المستوطنين إلى أوسع مشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى لإقامة طقوس وصلوات تلمودية، خاصة بذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، في حين دعت مختلف القوى والمؤسسات المقدسية المواطنين إلى شد الرحال، والتوجه إلى الأقصى للتصدي لعصابات المستوطنين.

واعتبر صالح العاروري، نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، اليوم الأحد، أول ترجمات قانون القومية اليهودية، وبداية لمرحلة جديدة من العدوان على المقدسات وسكان القدس.

وقال العاروري، في بيان: أمام هذه المرحلة الخطيرة نحيي صمود وثبات المرابطين في الأقصى.

والخميس الماضي، أقر “الكنيست” بصورة نهائية وبأغلبية 62 عضواً مقابل 55 وامتناع اثنين عن التصويت القانون الذي ينص على أن “دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي”.

ونص القانون على أن “حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط”، وأن” القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل”، وأن “العبرية هي لغة الدولة الرسمية، اللغة العربية تفقد مكانتها كلغة رسمية”.

ودعا العاروري إلى النفير الواسع من مدن الضفة والداخل المحتل إلى المسجد الأقصى لصد إرهاب المستوطنين وعنجهية حكومة الإرهاب “الإسرائيلي”.

وتابع قائلاً: إننا نعيش هذه الأيام ذكرى تصدي شعبنا لمخطط البوابات الإلكترونية في يوليو الماضي، وثقتنا كبيرة بأن شعبنا لن يسمح بتمرير أي محاولات تمس بإسلامية المسجد الأقصى.

وبيّن العاروري أن التصعيد الخطير في سياسات الاحتلال بحق الأقصى والقدس يتطلبان العمل الجاد على إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والعمل بروح الشراكة الوطنية لمواجهة مخططات الاحتلال.

فيما غرد ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “المسجد الأقصى”، و”اغضب للأقصى”، حيث قال الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية: المسجد الأقصى يتعرض لأكبر عملية تدنيس واقتحام من قبل المغتصبين الصهاينة.

وقال الكاتب رضوان الأخرس: مئات المستوطنين الصهاينة اقتحموا المسجد الأقصى المبارك خلال الساعات الماضية والاقتحامات مستمرة حتى اللحظة، وعدد منهم أدى “صلوات تلمودية” داخل ساحات المسجد! وأفواج من المستوطنين تنتظر عند الباب دورها لاقتحام المسجد.

وغرد جهاد حلس على صفحته في “تويتر”: هل تعلم أخي المسلم أن الصهاينة يستعدون الآن لأكبر عملية اقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى في ذكرى هدم هيكلهم المزعوم، واحتجاجهم على تأخر هدم الأقصى وبناء هيكلهم! من لم يستطع الوصول إليه بجسده فليصله بدعائه.

وأشار الصحفي إبراهيم المدهون إلى أن اقتحام الأقصى اليوم وبهذه الطريقة ليس بعيداً عن قانون تهويد الدولة، والأطماع اليوم أكثر شراهة استعجالاً بحسم قضية الأقصى، وإن لم يقف المسلمون والعرب وقفة حقيقية، فسيبكون يوم لا ينفع الندم.

أما الكاتبة لمى خاطر فقالت: ما داموا يسمونه جبل الهيكل، وما داموا يقتحمون ساحاته باستمرار بأعداد كبيرة، وما دام المسلمون لا يتمتعون بحرية كاملة في الوصول إليه والصلاة فيه؛ فهذا يعني عملياً أن المسجد الأقصى على وشك أن يُهوّد بالكامل.

Exit mobile version