تطوير اختبار بسيط وغير مكلف لتشخيص التهاب الكبد الوبائي “ب”

طوّر فريق بحث دولي اختبارًا بسيطًا للدم وغير مكلّف، يمكن أن يساعد في تشخيص آلاف المرضى المصابين بالتهاب الكبد والوبائي “ب”، الذين يحتاجون إلى العلاج في المناطق الموبوءة في إفريقيا.

الاختبار طوره باحثون بقيادة علماء من جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية، بالتعاون مع زملائهم من فرنسا ومؤسسات إفريقية وأوروبية أخرى، ونشروا نتائج أبحاثهم، في العدد الأخير من دورية “Journal of Hepatology” العلمية.

وأوضح الباحثون أن اختبار الدم، يعتمد على نوعين من القياسات، هما قياس وجود المستضدات (مولدات الضد) والبروتينات التي ينتجها الفيروس، وآخر للإنزيمات التي ينتجها الكبد في الاستجابة، لإعطاء تقييم دقيق للمرضى وتقديم العلاج المناسب لهم.

وأضافوا أن الاختبار يحدد النتائج بدقة تماثل الطرق القائمة لتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الفوري، ولكن بتكلفة أقل، حيث تبلغ تكلفته 20 دولارًا مقارنة مع 100-500 دولار للاختبارات الحالية.

وأشاروا أن الاختبار الجديد أكثر سهولة من الطرق الحالية مثل خزعة الكبد وتحاليل (DNA وHBV)، وهي تحاليل أكثر تعقيدًا من الاختبار الجديد، وتتطلب موارد ومختبرات لا يمكن الوصول إليها دائما في البلدان الإفريقية الفقيرة.

ولقياس فاعلية الاختبار الجديد، تم استخدام البيانات السريرية لأكثر من 800 مريض بالتهاب الكبد “ب” في السنغال وبوركينا فاسو وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

ونجح الاختبار الجديد الذي يطلق عليه اسم (TREAT-B) في تشخيص إصابة المرضى بالتهاب الكبد “ب” بدقة وصلت إلى 85%، ومن ثم تحديد العلاج اللازم لهم.

وقال د. مود ليموان، أحد المشاركين في تطوير الاختبار: إن “النتائج تظهر أن هذا الاختبار يمكن أن يكون وسيلة دقيقة لتشخيص المرضى الذين يحتاجون إلى علاج التهاب الكبد “ب” في البلدان ذات الموارد المحدودة”.

وأضاف أنه “من المحتمل أن يساعد هذا الاختبار في تشخيص آلاف الأشخاص في أفريقيا، وتحديد العلاج الملائم لهم مبكرًا”.

والتهاب الكبد “ب” هو عدوى فيروسية تصيب الكبد، يمكن أن تتسبب في أمراض حادة ومزمنة على حد سواء وعلى رأسها تلف الكبد أو السرطان.

ويصيب فيروس التهاب الكبد “ب” حوالي 250 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وينتقل عن طريق الدم والسوائل الجسدية، كما ينتقل من خلال ملامسة دم الشخص المصاب أو سوائله البدنية الأخرى، ويندرج المرض في عداد الأخطار المهنية المحدقة بالعاملين الصحيين.

وفي إفريقيا، ينتقل الفيروس عادة من الأم إلى الجنين أثناء الولادة كما تنتقل العدوى بين الأطفال، لكن الفيروس لا يسبب أية أعراض فورية، ويمكن أن يظل كامن وغير مكتشف في الجسم لعدة عقود حتى يسبب مضاعفات خطيرة مثل تلف الكبد والسرطان.

وتعتبر منطقة جنوب الصحراء الكبرى، من أكثر المناطق تضررًا بالفيروس، حيث أصابت العدوى حوالي 80 مليون شخص، حسب الدراسة.

Exit mobile version